إذا قيل لي:-
ستموتُ هنا في المساء
فـ ماذا ستفعل في ما تبقَّى من الوقتِ .. ،
أنظرُ ..،
في ساعة اليد أشربُ كأسَ عصيرٍ / وأَقضم تُفَّاحَةً،
وأطيلُ التأمُّلَ في نَمْلَةٍ وَجَدَتْ رزقها،
ثم أنظر في ساعة اليدِ .. ،
ما زال ثمَّة وقتٌ لـ أحلق ذقني .. ،
وأَغطس في الماء أهجس :-
"لا بُدَّ من زينة للكتابة فليكن الثوبُ أزرق" ،
أجْلِسُ ..،
حتى الظهيرة حيّاً إلى مكتبي
لا أرى أَثر اللون في الكلمات.. ،!
بياضٌ ..،
.... بياضٌ .. بياضٌ .. ،
أُعِدُّ غدائي الأخير
أَصبُّ النبيذ بـ كأسين ..
لي و لمن سوف يأتي بلا موعد .. ،
ثم آخذ قَيْلُولَةً بين حُلْمَينْ .. ،
لكنّ صوت شخيري سيوقظني !
ثم أَنظر في ساعة اليد .. ،
ما زال ثمّةَ وَقْتٌ لأقرأ .. ،
أقرأ ..،
فصلاً لـ دانتي ونصْفَ مُعَلَّقَةٍ
وأرى ..،
كيف تذهب مني حياتي
إلى الآخرين..... !
ولا أتساءل عَمَّنْ سيملأ نقصانها
ـ هكذا .. ؟!
ـ هكذا ، هكذا
ـ ثم ماذا ... ؟!
ـ أمشّط شَعْري ..،
............. وأرمي القصيدة !
هذه القصيدة في سلة المهملات
وألبس أحدث قمصان إيطاليا،
وأُشَيّع نفسي بـ حاشيةٍ من كمنجات إسبانيا
ثم أمشي إلى المقبرةْ .... !،*
لحريةِ فلسطين رائحة قوية تجيءُ فقط مع صوته
درويش يا درويش .. *