منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - أكتب يا يوسف ..أكتب عن أي شيء !
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-24-2006, 02:27 PM   #1
يوسف الحربي
( ابن المدينة)

الصورة الرمزية يوسف الحربي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 19

يوسف الحربي غير متواجد حاليا

افتراضي أكتب يا يوسف ..أكتب عن أي شيء !


صديقي المعتق بكل جميل
في ليلة شتاء .. حزن بلا دموع وهذا الهزيع المتبقي من الليل , بينهما أنا وصوتك القادم من عمق الشوق فرحاً يقوّض شجرة حزن أينعت في داخلي , ينساب كــ خيوط شمس تشعل الدفء في أودية يكسوها الصقيع
وتأتي جملتك _ أكتب يا يوسف .. أكتب عن أي شيء ! _ سؤالاً يبحث عن إجابة تكسرت أحرفها في فمي ويزرع نبتة سُقيت بالعمر المسكوب من ثنايا كوب الأيام
أمامك صديقي أقف صامتاً لا أستطيع حيال ما تطلبه إلا التلبية .. هكذا أجدني . أعترف بفقر فكري المعرفي وأنت توشحني ثقتك الغالية حين تقول _ أكتب يا يوسف .. أكتب عن أي شيء ! _ . سؤالك المرتدي حسن الظن أكبر من جسد معرفتي الضئيل وهذه حقيقة غابت في استرسال عاطفتك تجاهي .
يأتيني سؤالك فرحاً يسري في أوردة غروري كالعافية في المفاصل , أتأهب للركض في مساحة الأفكار بحثاً عن فرصة أقتنصها كتابة فالفرصة لمن يقتنصها لا لمن تأتي إليه
اللغة أنثى تجيد التمنع على من لا يعرف قدرها وتأتي بغنج لمن يملك ناصيتها ويطمع إلى ترويضها وهنا يأتي الحرف مسكوناً بالحزن الشفاف المغرق بالألم , وبين هذه اللغة وتلك الفرصة التي لم تكن سانحة أبحث عن بقايا كلمات مريحة ويمنعني تمنع اللغة وهروب الفرصة ......
أكتب يا يوسف .. وفي هذه العجالة وسجن الكلمات أفتح نافذة سجن كلماتي على سؤالك المعضلة أكتب عن أي شيء ! وهنا أفتخر بهذا الحب لكتابتي
أكتب عن أي شيء ! ..لم يتبقى شيء يا صديقي أكتب عنه فنحن في زمن تبحث فيه الكلمات حب يزنرها بعدما تولى ذاك الذي الذي كان الحب فيه يبحث عن كلمات , قدرنا أن يمتد العمر لزمن الحبر فيه جندته مليشيات الارهاب الفكري في حروب التعهير الحرفي تحت جنح ظلام يحجب الرؤية الحقيقة ويحول دون تلمس الطريق الصحيح .
الحرف يا صديقي أصبح عزيزا .. هل سمعت بامرأة عاقر أتعبتها السنين وأيقظت جذور الحياة أمومتها حين بشروها بحمل فتأتي الولادة قيصرية , والأمرّ من هذا أن يأتي المولود غير صالح !
بيننا يا صديقي والكلمة فقر جمال ممتد كصحراء الدهناء , ننقب في مناجم الأيام عن لحظة تبعث الحب من مرقده ولا سبيل ! , نحتاج معاناة تنجب من رحم الحياة الكلمة , المعاناة هذه الأيام غدت قسوة
أين هي الأماسي المترعة بالشوق والأحلام وأين نحن من ذاك الليل ونومنا ملء الجفون حروفا , أين هي طرقات المدينة الفواحة عشقاً و الأعين المرسوم في حدقاتها صورنا الحقيقية , أين ذاك الشدو المنساب همساً من جوف ليل الحالمين .........
أين كل ذاك ؟ ..هل طواه ركض زمان وغاب في كثبان السنين وغابت برحيله المفردة ذات الدلالة والمعنى .
ويبقى السؤال : أكتب عن أي شيء ......وتكون الإجابة كتبت !

لك الود وأكثر
يوســـف

 


التعديل الأخير تم بواسطة يوسف الحربي ; 12-24-2006 الساعة 02:36 PM.

يوسف الحربي غير متصل   رد مع اقتباس