لو أنك سألت إنسانا بسيطا في ثقافته، ما هو الفرق الشاسع بين الشاعر وغيره في كتابة القصيدة؟ لأجابك هذا الإنسان البسيط ثقافيا دون تردد: إن الفرق الشاسع بين الشاعر وغيره في كتابة الشعر أن الأول يكتب القصيدة مستوفاة جميع شروطها معنى ووزنا وقافية، وبالأخص وزن القصيدة، أما الآخر فهو لا يكتب القصيدة مستوفاة شروطها الثلاثة، وبالأخص سلامة الوزن. أي أن «الوزن» باختصار شديد، هو المحك الرئيسي والميزان الحقيقي في صدق الشاعرية من عدمها. في حلقتين مختلفتين من الحلقات الفائتة من الدور الأول بمسابقة شاعر المليون قَدم اثنان من الشعراء المتسابقين نصين فيهما (كسر) في الوزن! ورغم هذا الخلل الكبير الذي جاء في نصيهما إلا أنهما لايزالان مستمرين في المسابقة، بل إنهما تأهلا للمرحلة التالية في هذه المسابقة بفضل التصويت عبر الرسائل الهاتفية! فهل يُعقل أن يستمر من يكسر في وزن القصيدة في هذه المسابقة الكبيرة المهمة ويُعامل كما يعامل باقي الشعراء الذين لا يكسرون في الوزن؟! لماذا لم تستبعد لجنة التحكيم في مسابقة شاعر المليون هذين الشاعرين؟ هل يعني هذا أن أهمية الوزن في القصيدة ليست ضرورة كبيرة عند اللجنة؟! أم أن سلامة الوزن عند لجنة التحكيم ليست هي المحك الرئيسي والميزان الحقيقي في صحة الشاعرية من عدمها أثناء تقييمها لنصوص الشعراء؟! وماذا لو أن أحد هذين الشاعرين أو غيرهما من الشعراء المتسابقين حصل على بيرق شاعر المليون وهو قبل الوصول إليه كان قد قدم نصا أو أكثر فيها كسور في الوزن؟! في الحقيقة أرى أن هذا الخطأ في آلية التعامل مع النصوص غير السليمة في وزنها خطأ كبير وفادح، لا يغفره أهل الشعر وأحبابه للجنة التحكيم في مسابقة شاعر المليون، حيث إنه كان عليهم أن يقوموا على الفور باستبعاد هذين الشاعرين من مواصلة المسابقة، وحتى يكون للشعر أهمية أكبر، وحتى تكون للمسابقة هيبة، وحتى يفرُك الشعراء أبياتهم جيداً كفرك الصائغ للذهب قبل أن يعرضوا علينا قصائدهم المكسورة ! .
نُشر في موقع روح
http://roo7.net/?news=133
نشر في زاوية (عمق) بجريدة الرؤية
http://www.arrouiah.com/node/98157