خالد الداودي
ـــــــــــ
* * *
أُرحبُ بك كثيْراً .
:
- الشّعر يُريدُ أنْ يَفخر بكثْرة أبنائه ،
وَ لكنْ ثَمّة مَن يَئدُ أُولئك الأبناء ليس خوفاً عليهم ، بل عجزاً عن اسْتيعابهم ..!
هُنا تُحاول طَمأنة الآخَر بميْلادٍ طفْلٍ جديد ، مَع أنّ - هذا الآخَر - مَازَال غيْر مُعْترفٍ
بالطفْل السّابق .. ذلك الطفل الذي كَبُر وَ بلغَ أشُدّه وَ ثمّة أعْين تَرمقه شَذَرا .
- الطفل السّابق - وأعني به - [ قصيدة التفعيلة ] مازالتْ تُعاني مِن التّشويه وَ عدم الإجادة
وَ لكي يتمّ تجاوز الشيء - أي شَيء - لا بُدّ مِن استيْعابه تماماً وَ الاكْتفاء مِنه وَ فيه وَ هذا
مالَم يتوفّر لقصيدة التفعيلة .
- الوزن / التفعيلة : هو آخر الحصُون الباقية وَ المُبْقيَة لقصيدة التفعيْلة تقديراً واحْتراماً
بوجْه مُنْتهكيْها وَ مُشوّهيهَا - مع وجوْد ذلك الخلط بينهَا وَ بين النصّ الغنائيّ - !
- سَبق وَ قلتُ بأنّ اللغة - الفصيحة - تكتَسب شَاعريّتها منْ ذاتهَا كَـ ألفاظٍ أعطاها هذه المزيّة
امْتدادها الزمنيّ الأزليّ ، بخلاف اللهجة التي تَتكئُ على [ الوزن ] كَأوّل وَ أهمّ دَرَجات سُلّم الشّعر
وَ إنْ فقدت هذه الرّكيزة ، فلا أشك بأنّ ذلك الطفل سيولَد وَ يعيشُ مَسْخاً ..
وَ الأكيد أنّ الشّعر سيتحوّل معه إلى مَا يشْبه الحكاوي وَ يتغيّر مسمّى الشّاعر إلى حكواتي ،
فمَن وَزن الحكاية كَـ الحكواتي [ عمر الفرّا ] ، مَن يُنقذنا مِنه عنْدما لا يكون هناك مِن وَزْن !
:
خالد الداودي
ياشاعري .. شُكراً لهكذا ضوء .