منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ولم تعدْ تراني!
الموضوع: ولم تعدْ تراني!
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-19-2016, 11:20 PM   #1
مريم الخالد
( شاعرة وكاتبة )

الصورة الرمزية مريم الخالد

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 475

مريم الخالد لديها سمعة وراء السمعةمريم الخالد لديها سمعة وراء السمعةمريم الخالد لديها سمعة وراء السمعةمريم الخالد لديها سمعة وراء السمعةمريم الخالد لديها سمعة وراء السمعةمريم الخالد لديها سمعة وراء السمعةمريم الخالد لديها سمعة وراء السمعةمريم الخالد لديها سمعة وراء السمعةمريم الخالد لديها سمعة وراء السمعةمريم الخالد لديها سمعة وراء السمعةمريم الخالد لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي ولم تعدْ تراني!



صغيرةُ جداً هذه الدنيا!

فربما تمرُ من البابِ ذاته الذي مررتُ به منذ لحظاتْ
نخاطبُ ذاتَ الأشخاصِ ونلقي التحيةَ عليهم بتكرارٍ رتيبْ ، وبترتيبٍ زمنيٍّ عجيبْ!

أجزاءٌ صغيرةٌ من الثانيةِ قد تفصلُ بينكَ وبيني ونحنُ نبحثُ عن بعضنا!
لربما أشعرُ بذاتِ شعوركَ ، وأسمعُ ذاتَ الأصواتِ التي تسمعها أنتْ.. وذلك الصدى!
الوجوهُ تتكررُ ، تفاصيلُ الأماكنِ، ذاتها الزوايا... ذاتهُ التورطُ والتخبطُ والقلقْ والتبعــْثرْ!
وأشمُّ ذاتَ الرائحةِ التي استشعرتَ أنتَ بها منذ قليلٍ في رحلةِ بحثكَ عني ولم تجدني!

ضجيجٌ يجمعنا ويزعِجنا سويةً.... وضجرُنا منه متشابه ...ياااه لقربِ المسافةِ المكانيةِ التي تفصلنا
كيفَ للوقتِ أن يلعبَ بنا كأحجارِ شطرنج... اذهبوا بعيداً عن خبثِ الوقتِ يا رفاق!
فالشوارعُ تشهدُ بلقاءِ أرواحٍ تتعاركُ أجسادها لبضعِ بضعِ لقاءْ !

شوارعٌ خائنةٌ صامتة، ومحطةٌ سخيفةٌ تـُـظهِرُ لي أثرَ خطواتِكَ المتوجسة...
واضح تماماً أنكَ على عجلةٍ من أمركَ!

الوقتُ تأخرَ سيدي ومازلتُ أتشبثُ بمعصمِ الصمتِ أنا التي لم تعدْ تغريني الحكاياتُ ولم تعدْ تفلحُ في إعادةِ تشكيلي
ولم يعدْ السهرُ غايتي...

تمرُّ على مخيلتي كلماتكَ التي لطالما رددتَها على مسمعي: يا مريم دروبنا وعرة أخافُ عليكِ من وجعِ النهاياتْ،
أخافُ عليكِ من الأبوابِ الموصدةِ ، من دربٍ يخلو من لقاءٍ.. من بسمةٍ ... من أغنياتْ !

كلُّ لحظاتِ العشقِ سيدي تشاطرتْ معي كوبَ كأسٍ أصابهُ الجفافُ، ذاتَ ظمأ
كلُّ قصاصاتِ الشعرِ تاهتْ في دروبِ الغيابِ وألقتْ لومَها على جسدِ القصيدةِ ، ذاتَ وجع ْ
كلُّ أحلامي التي تركتَها رهينةَ الورقِ ... باتتْ تخنقني، ذاتَ أرقْ... وما عدتُّ أنامُ يا سيدَ السهرِ ... ما عدتُ أنام!

ما الذي سيدهشُ قلبي بعدّ الآن، أنا المنشطرةُ بين أوطانِ غياباتكَ وامتداداتِ انتمائاتي، وقسوة البعادْ ....
أوزعُ حلوى صبري على عابري السبيلِ الذين قاسوا فقداً، حرماناً، ورمادْ... وأخبرهمْ بكل سذاجةٍ أنه كعكَ عيدهم السعيدْ!

وفي شرودي أكتشفُ أنني جئتُ هروباً منكــ ... أنسى أنني أريد نسيانكَ ..
عليَّ الذهابُ بيدَ أنَّ مشهدَ شرودك يقتلُ ما تبقى من بعضي... أرى تقلبَ وجهكَ من بعيدْ ....

أتلهفُ بصمتٍ للمضي نحوَ نهايةِ الحكايةِ التي تتأبطُ تفاصيلها رياحٌ عجوزٌ
فـــتنقلُ لكَ بكلَّ لؤمٍ رائحةَ عِطري فتثيرُ جنونَـكَ وتذهبُ مسرعاً للبحثِ عني في الحارةِ المجاورةِ... بينما أقفُ خلفكَ تماماً!

لم نعدْ نمضي على الدربِ ذاتهِ
ولم تعدْ تراني!

 

التوقيع

لم نعد نعرف كيف نرجع من لهيب أمنياتنا سالمين!
رسائلي
Twitter: @maryamalkhaled

رابط قناني على التليجرام:
https://t.me/maryam_alkhaled

لك الله يا سوريا!

مريم الخالد غير متصل   رد مع اقتباس