منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - قصيدة النثر بين الرفض والقبول
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-21-2019, 03:51 PM   #1
زكريا عليو
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية زكريا عليو

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 554

زكريا عليو لديها سمعة وراء السمعةزكريا عليو لديها سمعة وراء السمعةزكريا عليو لديها سمعة وراء السمعةزكريا عليو لديها سمعة وراء السمعةزكريا عليو لديها سمعة وراء السمعةزكريا عليو لديها سمعة وراء السمعةزكريا عليو لديها سمعة وراء السمعةزكريا عليو لديها سمعة وراء السمعةزكريا عليو لديها سمعة وراء السمعةزكريا عليو لديها سمعة وراء السمعةزكريا عليو لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي قصيدة النثر بين الرفض والقبول


قصيدة النثر بين الرفض والقبول

نشأتها :
بعد الحرب العالمية الثانية ، نشط فن الترجمة ، فأصبح الأدب العالمي في متناول الكثيرين ، وظهرت أصوات تنادي بالتجديد والتحديث ، فكان الشعر الحر / التفعيلة / وأول من طرق هذا الباب الشاعر العراق السياب .
غير أنّ الكاتبة والأديبة نازك الملائكة، سبقته في نشر قصيدتها الشهيرة / الكوليرا / استخدمت تفعيلة واحدة بنصها وتخلت عن القافية ، وقد لاقت الكثير من المعارضة والإنتقاد ، وكأنها ﻻمست كتاباً مقدساً أرادت تحويره ، إلى أن لاقت صدى تجربتها ، وأبدع الكثير من الشعراء بهذا المجال .
وفي عام ١٩٥٧ قدمت اطروحتها الأديبة الفرنسية سوزان برنارد ، عن الشعر الحديث ونالت رسالة الدكتوراه بذلك ، وظهرت بعدها قصيدة النثر .
فكان من روادها الأوائل الشاعران السوريان
أدونيس ، محمد الماغوط ، والشاعر المصري أمل دنقل وغيرهم… ..
وأستشهد هنا بنص للشاعر محمد الماغوط

دموعي زرقاء
من كثرة ما نظرت إلى السماء
وبكيت
دموعي صفراء
من طول ما حلمت بالسنابل الذهبية
وبكيت
فليذهب القادة إلى حروبهم
والعشاق إلى الغابات
والعلماء إلى المختبرات
وأنا سأبحث عن مسبحة
وكرسي عتيق
وأعود كما أتيت
جابيا قديما على باب الحزن

ونقول قصيدة نثرية ، وحالة ادبية رائدة ، فللشعر شروطه وهي البحر الشعري ، والقافية ، والغاية
( والغاية هنا .. هجاء ، مديح ، رثاء ،… الخ )
ومن ثم أبدع في هذا المجال كل من أنسي الحاج ، وشوقي ابو شقرا… ..وغيرهم .
وقد عرّفت قصيدة النثر الأديبة سوزان على النحو التالي :
هي : قطعة نثر ، موجزة ، بما فيه الكفاية ، موحدة مضغوطة، كقطعة من بلور ، خلق حر ليس له من ضرورة ، مجانية / مفردة مجانية تعني هنا لا غرض لها مديح أو هجاء أو غيره /
فهي تبنى حسب رغبة المؤلف في البناء خارجاً عن كل تحديد وقيد ، شيء مضطرب ، وإيحاءات ﻻ نهانئية .
ويقول الكاتب أنسي الحاج :
شروط القصيدة النثرية
ــ الإيجاز
ــ التوهج
ــ المجانية
.. يضيف الأستاذ والشاعر السوري محمد الدمشقي
ــ الرمزية
ــ التكثيف
ــ الموسيقا… ولا يقصد بها ( الموسيقا العروضية ) إنما الحالة الحركية التكثيفية التي تجعل القارئ يشعر بالإيقاع وحالة إنسيابية في الجملة الشعرية
ــ إستخدام مفردات حداثية تتوافق وقصيدة النثر ، والعصر الحديث .
وأضيف هنا
للرمزية حضور جميل وجلي في قصيدة النثر ، وكثيراً ما تتكئ على الأسطورة والإقتباس مما يزيدها جمالاً .
ويقول الاستاذ عز الدين مناصرة :
هي نص شعري تهجيني ،مفتوح على الشعر المنثور ، والنثر الفني عابر للأنواع
ويعرفها الشاعر السوري أدونيس بقوله :
( الكثافة الموجزة ، أو الكثافة المختصرة )
بعد أن دعا إلى عدم إغراق القصيدة النثرية ،(بالإطالة والشروحات والإيضاحات ).

لنقف هنا قليلاً
ان تحققت هذه الشروط نقول إنه نص نثري بامتياز
وكما يقول الأستاذ محمد الدمشقي :
عدا ذلك فهو خاطرة جميلة ، وأوافقه القول بذلك .
أيضاً
ﻻ بأس إن ظهر بالنص النثري نوع من التفعيلة ممايزيد النص موسيقا شعرية رائعة وهذا رأي الأستاذ محمد الدمشقي أيضا ، وقد أشار إلى ذلك الكاتب والناقد عبد العزيز العسيري ، وظهر ذلك في قصائد شعراء حديث الياسمين
أيضاً
أضحى لقصيدة النثر غاياتها من خلال شعراء حديث الياسمين وأدبائه ،
ــ الإشارة إلى هموم وهواجس المواطن العربي
ــ كسر الحدود الغيبية( الوهمية ) ، التي تعيق التلاقح الفكري والأدبي
ــ الإنفتاح على الثقافة العالمية ونشر ثقافة المحبة
ــ الإرتقاء بالفكر والأدب ، بما يتناسب مع تطور العلم ، والخروج من العباءات والقوالب الضيقة ، إلى العالم الفسيح
… . مما أضفى عليها صفة الشمولية ، وأنها قصيدة شعرية رائدة ، في مصافي الشعر العربي .
من هُم أعداء قصيدة النثر ؟
ــ العدو الأول والأخطر كاتبها…
لعدم إلمام الكاتب بقواعد وشروط القصيدة النثرية .
فيندرج نصه تحت إسم خاطرة ، وهذا ما نوه عنه كثيراً الإستاذ محمد الدمشقي .
( ليكن الكاتب نفسه هو الناقد قبل الآخرين)
ــ من شروط القصيدة النثرية ( التوهج )
وهذا يجب أن يرافق النص كاملا ، وليس في محطات متفرقة من النص .
ــ اعتماد قسم من كتاب قصيدة النثر على الإطالة لظنّهم أن هذا يدرجها تحت عنوان قصيدة ، ولعلّي أستشهد هنا بنصوص الأستاذ أحمد أمين زمام ، نصوصه متوهجة مبتكرة ، صور قصيرة ، مفتوحة التأويل ، وبهكذا فنيّة تندرج تحت عنوان القصيدة النثرية ،رغم قصرها ،( كل سطر ثلاث او أربع مفردات وهكذا )
ــ غزارة الكتابة ، وعدم نضوج فكرة النص .
ــ شهادات الدكتوراه الفخرية ، والأوسمة الخلبية ، التي تمنحها جهات غير مسؤولة .
ــ اعتلاء المنابر الشعرية ، ممن ﻻ صلة لهم بالشعر
ــ أيضا دور النشر المنتشرة وتغيّب الرقابة الأدبية وطباعة كتيبات ، وتسميتها دواوين شعرية ، لا تساوي قيمة الحبر الذي كتبت به.
ــ إشادة بعض المجلات بلا دراية ، ببعض الكتابات البعيدة كلّ البعد عن قصيدة النثر
ولا تحقق أي شرط من شروطها .

اختم وأقول :
للقصيدة النثرية ميزانها ، وشروطها
يجب الإلمام بهما قبل بناء اي نص نثري ،
فالأدب أمانة في أعناق رواده ، وهو رسالة للأجيال القادمة ، فلنصن هذه الأمانة

ملحوظة :
ممن عارض القصيدة النثرية الكاتبة نازك الملائكة ، كونها تمردت على التفعيلة ، فهي من رواد ( الشعر الحر ، أي التفعيلة ، واعتيرت القصيدة النثرية ﻻ موسيقا شعرية لها )

بقلم : زكريا أحمد عليو
سوريا ــــ اللاذقية
٢٠١٩/٤/١٦

 

زكريا عليو غير متصل   رد مع اقتباس