منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - سلسلة ( بعض من عرفت ) فصول من حياتي
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-18-2012, 02:05 PM   #12
سعود القويعي
( كاتب وناقد )

الصورة الرمزية سعود القويعي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 535

سعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


(( لم اكن يوما دون جوان او فالنتينو ولكنها
احداث فرضتها ظروف وزمن واحتياج وصدف وحظوظ
بعضها سعيت لها والبعض سعى الــيّ ..
فإن رأيتني كذلك فقد انصفتني ... وإن لم ترني فلم تظلمني ))

( سُـــعود )

بعضُ منْ عرفـتْ

اولى بهذا القلب ان يَخفقا
وفي ضرام الحب ان يُحرقا

عمر الخيام

فاء (ف/2)
(فتحيه ) إمرأه ذات جمال ودلال ، ومال وعيال ، ترتع في العقد الرابع من ربيعها الرافض لخطوط الزمن ، يدبُّ فوق الأرض لها ثلاثة ابناء ولدين وبنت .
تقطن في اول الشارع الذي ينتهي الى بيتنا ، يشغل اوله حانوت صغير فيه بعض ماتحتاجه البيوت ، بعده بأربعة بيوت يأتي منزلها ، ثم تتوالى المنازل على الصفين لتنتهي الى دارنا حيث يفضي الشارع الى مثيله .
السكك والبيوت في حي شعبي متواضع ، شوارعه ترابيه ، وابوابه خشبيه ، ناس كأنهم بلا هويه ، خليط وجوه بشريه ، من اقصى جنوب الجزيرة العربيه الى اوسطها الى المناطق الشرقيه !
وهكذا كانت فتحيه ، إمرأة اربعينيه وفدت من المنطقة الغربيه مع زوج مهنته صنع الحلوى ومنها الحلاوة العمانيه .
بعد سنوات من الأقامة في حينا ، توفي زوجها وتركها ارملة فتيّه موسرة في عرف تلك الأيام نعتبرها غنيه .

لم تسافر(ف/2) الى حيث اهلها واقربائها وبقيت ، ويبدو انها اعتادت العيش بيننا واصبح لها مع طول العشره جيران ومعارف ، رغم حذر بعض نساء جيرانها منها ، لا لشيء سوى ان لها عادات لاتتماشى معهم فهي تدخن الشيشه وهن يعتبرن هذا امرا إدّا .
كما انها تتساهل بأمر الحجاب عندما تطل برأسها من الباب واغلب لباسها منتصف الأكمام , وحين تزاور احداهن لاتهتم بأمر العباءة كثيرا كونها بين نساء ، فتطرحها على الأرض حين جلوسها ، ليبدو ساعداها للعيان .

ولأنها بيضاء بياض الثلج ومنتفخة الأوراك والأطراف فإن هذا يثير حنق وغيرة بعضهن منها ، خشية ان يلمحها احد ازواجهن عند دخوله او خروجه فيطمع في زواجها !
لهذا قاطعنها اغلب النساء وقمن بسحب السفراء حماية لبعولتهن منها .
( ولأن الباب اللي يجيك منه ريح .... لذلك سدوه واستراحوا ).

كيف اصف (فتحيه) شكلا ومضمونا ...!
امرأة متوسطة البنيان ، ليست بالبدينه المترهله ولا المعتدله المشدوده ، كانت بين بين ، طولها معتدل وجهها دائري يعلوه صفار كأنها من بنات طشقند او باكو !
استبدلت ناباها بنابين من الذهب وكأنه ينقصها الحسن ، عيناها طويلتان متلاحمتان تغمضان قسرا حين تضحك بسبب شحومة خديها ، رقبتها قصيره واعتقد انها لم يكن لديها رقبه يمكن ان تخنق منها او تطولها يد !!
جسدها مترامي الأطراف ، فقد اخذ كل عضو حقه ووزنه ! دون ان تضيع تضاريسه .
امرأة ضحوك مغناج تخلق المرح ، لاتهتم كثيرا بالحزن ، تشغلها لحظتها عما يأتي بعدها من أمر .

ولأنها ذات طبيعة اجتماعيه فقد ساءها هجر بعضهن لها . دونما سبب تراه . لذلك تتحين الفرص لعودة العلاقات ، فتراها تطبخ احيانا نوعا من الطعام لايعرفه او يجيده سواها ، كونها جاءت من منطقة مختلفه وترسله لنساء الجيران تبتغي الرضا والتواصل .
إن اقسى ماعلى المرء ان يعيش مكرهاً في عزلة عن الناس

عندما ظهرت نتائج الأمتحانات رغبت مشاركة جاراتها فرحتهن ، ورصدت مبلغا متواضعا لكل ناجح وناجحه .
ولأن المبلغ مغري بحسب تلك الأيام فإن جميع صبية وفتيات جيرانها توافدوا على بيتها للفوز بالمكافأه .
وتم لهم ماأرادوا .

هنا كانت بدايتـــي معها .

سممعت خبر توزيع الهبات مع ان حاجتي لم تكن قويه الا اني لم اشا ان اكون اقل منهم ، ولأني من زمرة الراسبين فكان لابد من تزييف الأمر عليها .وشهادتي التي لم يكن يهمني امرها ولانتيجة تدبيري ، بقدر مايهمني سمعتي بين الجيران .
وفعلت فعلتي بالشهاده بما املاه علي سوء قصدي ثم نويت الذهاب ليلا كي لاتلحظ زيف امري ! وهكذا كان .

طرقت باب (ف/2) بعد العشاء وانا امسك جريمتي بيدي وعلى ثغري ابتسامة الناجح .
فتح لي الباب احد ابناءها وحين رآني التفت ينادي امه ، التي اقبلت وهي ترتدي مريلة المطبخ وفي يدها ملعقة كبيره ، ولااخفي اني خفت ان تضربني بها لو كشفت كذبي ، لكن ابتسامة مرحه علت محياها طمأنتني ولو الى حين .
قالت لولدها : خليه يدخل ... ليه سايبه عالباب ؟
اشار لي ابنها بالدخول فدخلت ، بينما قفلت عائدة لمطبخها وهي تقول : استنى شوي لايحترق الأكل .
وانتظرت في مدخل الدار بينما عاد ابنها لينضم لأخوته دونما اهتمام بوجودي !
رمقت باب الشارع بطرف عيني ولمت نفسي على فعلي وخانتني شجاعتي واحسست عظم تطفلي وكذبي ، فاستدرت لأخرج ، لكن صوتها الجميل الحنون اوقفني .
قالت : فين رايح ... اتأخرت عليك ... اعذرني البيت كله على راسي !
ثم وبحركة رشيقه سحبت الشهاده من يدي وادارت عيناها على صفحة الشهاده وانا ادعو الله ان لاتلحظ التزوير ؟
قالت : ماشاء الله مبروك النجاح !
اطمأننت ... وعرفت فيما بعد امرا اضحكني وندمت لأجله ، لأني علمت انها لاتقرأ ولاتكتب ، وان عبثي بشهادتي لم يكن له مبرر !
دعتني للدخول والجلوس مع ابناءها الذين نام احدهم وبقي الأوسط والبنت يتسامران على قصة مصوره ويحولا تقليد رسومها ، جلست بينهم وزال خوفي واندمجت اشاركهم الرسم ، ومع انهم يعرفوني الا اني لم اجلس معهم يوما سوى نظرات وكلمات ووقفات قليله في الشارع ، قمت بتقليد احدى الرسوم بشكل رضيا عنه وحاول الفتى مجاراتي فيه ، البنت رغبت النوم بعدما رأتنا منسجمين ونسيناها .

بعد وقت قصير اقبلت ( ف/2) وبيديها صحنا قدمته الي وهي تقول : اتفضل ذوق عشانا .
وحين ترددت حلفت علي ان امد يدي، وابتسمت وهي تقول : لو لقمه وحده بس وهديتك محفوظه ولايهمك .
شجعني الصبي وبدأنا نأكل .
يصغرني الفتى سبع سنوات واخوه الأكبر بست سنوات اما البنت فأعتقد انها كانت حينها في الخامسه من عمرها .
اما انا فإن تجاوز عمري السادسة عشر فهو لم يصل للسابعة عشر .
من جديد اقبلت ( ف/2) وبيدها صحن آخر وجلست قبالتنا وبدأت تأكل وتسأل وتثرثر .
سألتني عن عمري ومدرستي وفي اي صف ؟ وقالت انها انقطعت عن زيارات الجيران لأنها ( انشغلت مع اولادها ) وكانت تكذب لأن الجيران هم من رفضها .
ورغم انها امرأة كثيرة الكلام لاتترك امرا الا وتأتي بذكره حتى القطه النائمة جوار البنت طالها شرح وحديث !!!
ربما ان متعتها في بساطتها وتلقائيتها ولهجتها التي لااتحدثها ، او لنظارة وجهها العاكس لضوء الحجره او بشاشتها وحسنها الذي لم افكر في امره حينها لأن فارق السن لم يترك لي فرصة اشتهائها كأنثى كما انه ليس بطبعي ان اطمع في امر كهذا وانا ضيف جئت لأمر محدد .

صدقا ان الوقت مضى مهرولا ،فانتبهت لهذا ووقفت مستأذنا فنهضت تمشي معي للباب ثم ادخلت يدها وناولتني هدية النجاح (المزعوم ) وقالت وهي تتحسس كتفي بيدها برفق : لازم تيجي تاني اعتبر البيت بيتك .وولادي اخوانك .
اجبتها وانا ارد يدها : مالها لازمه كفايه جلست معاكم واتعشيت عندكم .
لكنها حلفت ان آخذها وفردتها امامها فوجدته اكثر مما اخذه الآخرين ! وعندما قلت انها زياده ؟ قالت : لا ... عشان انت اكبر منهم وتستاهل .
ثم دستها في جيبي ووضعت اصابعها على خدي وقالت : مع السلامه .

في تلك الليله وحين لامس رأسي مخدتي وجدتني افكر بها ؟ وظللت استرجع لحظاتي معها حتى نمت واظنني حلمت بها ؟
كانت امرأه مختلفه ... لهجتها شكلها بساطتها مرحها ... كل شيء ؟
وكأنها تعرفني منذ زمن ... كأني نشأت معها في بيت واحد ومن اسرتها ؟
امرها عجيب ! ملكت علي تفكيري واعجابي ! وتساءلت : لماذا نساء الحي يختلفن عنها ؟
ولما يرفضوها ؟ انها رائعه .
زمزمت شفتي وانا انتصر لها واهمس : كم نحن معقدون ؟
في الغد انتظرت المساء ...وعندما جاء بحثت عن سبب لتكرار الزياره ، فلم اجد!
قررت ان اتخذ ابنها الأكبر صديقا ، وان اشاركه بما امتلك من قصص هي هوايتنا جميعا . لماذا فعلت هذا حينها ؟ لاأدري او ادري ولا احب ان ادري .
فجمعت بعضها من عندي مساء يوم ونحيت صوبهم ، طرقت الباب مترددا وفتحت بنفسها يعلن عنها محياها الصابح ، حييتها وناولتها القصص وانا اقول : هذه هدية مني للأولاد ، ردا على هديتك .
اخذتها مع ابتسامة افترّ عنها ثغرها ودعتني للدخول وحين رأت ترددي جذبتني من يدي .
( تُرى لماذا رغبت نفسي اليها )؟هي انسانه مختلفه لم اشاهد مثلها في حياتي ولالطبعها مثيل انها عالم آخر مختلف تماما ! لعل هذا ماشدني اليها او سواه .. اي شيء الا ان يكون اشتهاء جسد ...
أزعم ان هذا لم يكن واردا في حينها .

اتابع ....( للفصل الثاني )


هديــه :
بقدر ماتستطيع المرأة أن تقتلك تحييك (سعود )

 

التوقيع



لا أخشى عليك ياوطن من الأعداء الظاهرين
إنمــا خوفي عليـك المنافقين
( سعود)

سعود القويعي غير متصل   رد مع اقتباس