كن مبتسماً ، لأنك تعايش الإنحطاط الفني الغنائي ،،،
كن مبتسماً ، حيث أنك لا تمانع مثل هذا الإنحطاط ،،،
كن مبتسماً ، لأنك تتابع آخر وأعمال القائمين عليه ،،،
كن مبتسماً ، فأنت تشاهد أغنية ..واوا.. وتستمع إليها .
يالأصالتها .. حيث تفاهة الكلمات ، وسخف اللحن ، والغنج المرهف .
يالجودتها .. فهي كما بدأت تنتهي وأنت لا تعلم شيئاً .
آآآه أقولها من أعماق قلبي.. حسرة على زرياب العرب .
خرجت في ذلك اليوم ولم تعد ، أتعلمون ما هي ؟
إنها أصالتهم في الغناء ، وعراقتهم في اللحن .
إنني قلت لم تعد .. ها أنا أناقض نفسي الآن وأقول .. عادت ،
ولكنها مقتولة بين ( واوا) ومن على شاكلتها
لماذا هذه الأغنية بالذات ؟
لعدة أسباب وهي :
أنها أول أغنية بحياتي لم أنتبه إلا وأنا متسلقي على قفاي من الضحك أثناء سماعها .
ولأنها .. المثال الأحدث على ما وصلنا إليه من مهازل غنائية ، ولأنها .. لا تملك من جمال الأغنية.. إلا الجمال الجسدي والجسدي العاري بالتحديد .
حقيقة .. أعتب على نفسي قبل أن أعتب على الناس حينما أسمي مثل هذه ..أغنية .
ما الذي يتغنى به ؟ وما الذي يجذب إليها ؟
أم أننا خدعنا بفلاش الكاميرات ، وصبغة الماكيرات ، وعسل النظرات .
متى يستيقظ المارد النائم ؟
ليخرج لنا جيل ..يذكرنا فقط تذكير .. بجيل العمالقة ؛ الذينأخرجوا لنا أغاني لا تكل ولا تمل ، جيل سطر آداب .. آداب بحد ذاتها ،، وحينما رحلوا .. أصبح تراث تستقى منه أصالتنا ، ومرجع نعود إليه حين حاجتنا .
كم أبحرنا من خلال السيدة .. أم كلثوم .. في فضاء واسع متجدد ، كم أطربتنا السيدة ..فيروز.. وتغنينا بروح الأغنية معها ، حقاً .. كانوا يقودوننا إلى أفق أعلى وأعلى .
لماذ إذا أردنا الإبحار والبحث عن الأغنية الحقيقية ، نجد من يعيدنا إلى الأسف والأهزل من سابقها !!؟ .
كم عانينا من فقاعات الصابون التي أشك بأنها توجد في الوسط الفني أكثر مما توجد في الصابون ذاته !!!.
لا ألقي اللوم على فضل الدولار .. وحرمنا إبداعنا .. ولكن ألقيه على من أحرق دولاره لكي يحرمنا الروائع ، وأيضا على من تبرع لإظهار العفن على حساب الفن ، كي يظهر الألم والحسرة ، كي شيء لا أستطيع ذكره .
أما آن الأوان كي ننطلق ، ونخرج من دوامة الضياع .
نعم ، آن هيا نبحر ونهوم في فضاء الأغنية الحقيقي ، هيا نتعلم الحب ، هيا نختفي في صور الأبداع ، هيا نمرح مع الغيم ، ونلعب مع الريح ، هيا وهيا ...
هل تعلمون .. هذا الإنطلاق مشروط وقابل للتأجيل !!!.
مدة التأجيل : إلى أن تذهب . . هيفاء وهبي . . ومن على سوئها عن الساحة وشاشات التلفاز .