منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - رد : الشعر أكثر من رسالة
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-26-2010, 03:12 PM   #11
د.باسم القاسم
( شاعر وناقد )

الصورة الرمزية د.باسم القاسم

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 624

د.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


السيدات والسادة :
كان لهذا الطرح نصيباً من زادي اليومي الفقير ..هذا الزاد الذي يطارده وحش الوقت قدراً للجوع الواهم ..
أتمنى أن تفسحوا لعابر سبيل مثلي مكاناً لأتحلق حول مائدة أفكاركم العامرة ..وتكثيفاً وتوجيهاً للجهود المثابرة والمثمرة لمجموعة الآراء المطروحة حول هذه الموضوعة سأحاول تقديم وجهة نظر شبه موسوعية تؤمن احتواء على ما أراه مناسباً لجميع الطروحات والاستفسارات والردود المقدمة من قبل الزملاء الأفاضل

وعليه أقول :

لابد لنا أن نعلم بأننا وفي هذه الموضوعة نخوض في مضمار البحث عن حقيقة الشعر ..هذا البحث الواهم والذي إن زعمنا أننا وقفنا به على حقيقة الشعر سنكون ننعي الشعر ونعلن موته .. من حيث أننا نحاول تثبيت وإقرار
ماهو متحرك ومضطرب ونسبي وبمجرد التثبيت له فنحن نحكم عليه بالجمود ليصبح قاراً وبارداً ومعقلناً ..
إذاً ..أعتبر أننا في جميع مساعينا نحاول أن نجاور و نوازي حقيقة الشعر وذلك من باب الاكتفاء بالوصف والتحليل ورسم ملامح هذا الكائن العجائبي .. وعلى هذا لابد من تعدد الآراء والاعتراف بها كوجهة نظر ممكنة .. وعليه أقول معتقداً :
حتماً الشعر رسالة ...وهذه الـ حتماً خطيرة وقلما استخدمها فيما أعتقد ه ذاك أنها تضع رقبة قلمي تحت مقصلة النقد ...
ولكن أقول مفسراً :
الشعر هو رسالة ((اصطلاحاً ))من حيث كونه هناك مرسل / باث / ناص من جهة ..
ومن جهة أخرى هناك مرسل إليه /متلقي/ قارئ وقبل هذا وذاك لابد أن نتذكر مقولة ((ريتشاردز)) منظر النقد الحديث
(( إن القصيدة ناتجة عن قصدية )) وهذه القصدية تصبغ صفة الرسالة على أي منتج فكري ..أدبياً كان أم غير أدبي .. في حال توفر طرفي المعادل (( باث =مستقبل ))
ولكن ..وبعد هذه الـ لكن لنا سوية سبحاً طويلاً ..
حتماً الشعر رسالة ..ولكن هذه الرسالة إما أن تكون ذات وظيفة رسولية ..أو ذات وظيفة توصيلية

وأقول عن هذه الرسولية بأنها تحتمل الأبعاد التالية : الوصاية /المنبرية/القيادية /المسؤولية وتحتم هذه الرسولية تبني النص (( إيديولوجيا /عقيدة /قيمة اجتماعية ...إلخ ))

ونقول عن التوصيلية بأنها وظيفة تتحقق من حيث أن لغة الشاعر تصل إلى حد الانعدام لتسود لغة اللغة ..وهذا
من بعض أهم الطروحات النقدية ابتداءً بالبنيوية وانتهاء بمقولة موت المؤلف ونظرية التلقي والتأويل ..
وعلى ذلك أعتقد أن السؤال ليكون دقيقاً وموجهاً إلى هدف نعرف ..سيكون :

الشعر الرسالة هل ينبغي أن يأخذ منحى الرسولية أم التوصيلية أم كلاهما معاً ..؟

وبعد هذا العرض اسمحوا لي بتناول بعض الومضات المهمة التي صدرت في بعض المداخلات فأقول :
ورد عن بعض الأفاضل اصطلاح الشعر الزمكاني ( المرتبط بالزمان والمكان والمنفعل بهما ))
والشعر اللازمكاني ..
أقول :
إخراج الشعر من إطار الزمكانية لن ينفي عنه صفة الرسالة فقد تنعدم الرسولية وتبقى وظيفة التوصيلية .. على اعتبار وجود القصدية أثناء كتابة النص ..
وأيضاً قد يكون لدينا هناك شعر زمكانياً إن صح التعبير ..وهو بنفس الوقت لايأخذ مهمة الرسولية
وهناك نماذج كثيرة عن هذه النصوص نذكر على سبيل المثال وليس الحصر نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة( أنسي الحاج /أدونيس /الأخضر بركة ...))

الطرح الآخر حول (فرلين ) فقدم تم تجير كلامه من حيث أنه يقصد الشعر بذاته ..
وإن كان هذا ماقصده (( فرلين)) فلي رأي فيه أنا العربي المسكين..

الشعر بذاته إن جاز التعبير ..وحسب ماتم عرضه في المداخلة المهمة للأستاذ علي سعد هو كما فهمت
سيقع تحت مسمى الانفعال والذي لم يتجسد بعد بنص شعري أي أنه لم يحدث فاعلية ..
وهذا الانفعال هو قضية مبهمة عصية على الاحاطة وحتى أنها لايمكن أن توصف بالشعر أو الشعرية حتى نقول عنه رسالة أو غيرها ..فما يمكن أن يوصف ويصنف هو الفاعلية (( النص )) وحسب ..
فالناص منفعل بمحيطه ..ولانستطيع أن نطلق صفة على هذا الانفعال مادام أنه لم يتجسد بفاعلية ..
فإذا كان قصد فرلين هذا الأمر فأنا اقول أن هذا الانفعال لم يحز على تصنيف حتى أطلق عليه صفة رسالة ..
فالفرد منا لابد وأن يعتمل بداخله انفعالات كثيرة .. وقد تكون شاعرية ولكن عندما نصل إلى مرحلة تجسيد هذا الانفعال نستطيع أن نميز هنا بين الشاعر وغيره وهذا ما يفصل بين البشر ..على مستوى الشعر
ومن جهة أخرى ..إذا اعتبرنا أن هذا الانفعال يحدث مع شاعر ونحن نقصد هذا الانفعال لدى الشاعر قبل أن يكتب نصه ..فهو ينسحب على الروائيين والمسرحيين والسياسين ..فهذا الانفعال كالمضغة الغير مخلقة وبالتالي نحن نتحدث على العموم ..((جوهر الأدبية )) وهذا الجوهر لايمكن ضبطه كما أعتقد ..
أعتقد أن فرلين كان يقصد الشعر بالمطلق ..وهو يجسد بذلك ثوريته فهي قمة الثورية في مقولات الشعر ..
حيث قال (( الشعر هو كيمياء تحويلاتها غير محدودة أو خيالات سابحة في أفلاك من ألق وسحر تتجسد في دلالات الألفاظ ..)) وهو موازً لمقولة
/ إيلوار / (( لايمكن للقصيدة إلا أن تكون اندحاراً للذهن )) ..

قضية أخرى تم عرضها في نفس المداخلة عن قضية توجيه الشعر ..

((إن امتلاك الشعر غرضاً أو رسالة تعليمية سيسقط عنه صفاته
الشاعرية , المثير فيالأمر أن فرلين/خالد الدوسري قد لفت انتباهنا لمسألة لا يمكن استحضارها في حينهاوهي أن امتلاك الشعر لهدف آخر سياسي / ديني/
اجتماعي/علمي/تجاري ...الخ , سيسقطعنه الشاعرية تماماً كما لو كان أبياتا لتسويق منتج صناعي وليس قصيدة نابعه منالوجدان))

وهنا سأستخدم مصطلح آخر فأقول ..

الشعر حامل ...وما تريده اللغة محمول ..
النص ((كحامل ومحمول )) لايمكن بالمطلق أن نقول أن المحمول هو المسؤول عن تحديد درجة الشعرية أو الشاعرية ..ولكن ممكن القول بأن طريقة عرض المحمول هي المسؤولة ..من حيث أن المبدأ المتفق عليه
عن جميع المدارس القديمة والحديثة (( وهذا ماعرضناه سابقاً في رحاب المصطلح )) ..
إن آلية المجاز والاستعارة والكناية هي المتفق عليها والتي لايجب حذفها اثناء تقديرنا للشعرية والشاعرية ..
وكون أن المحمول ايديولوجي أو عقائدي أو قيمي ... فهذا لن يسقط الشاعرية إلا من باب طريقة العرض وسأضرب مثلاُ :

يقول الشاعر : أمتي هل لك بين الأمم ...منبر للسيف أو للقلم
أتلقاك وطرفي مطرق ... خجلاً من امسك المنصرم ..

هنا نلاحظ أننا أمام سرد سياسي ذو نزق قومي ..ذو محاميل عقائدية وأنا شخصياً لا أستطيع أن أجد فيه نسبة
للشاعرية .. ولكن السبب ليس المحمول .. السبب أعتقد أنه طريقة العرض (( آلية السعارة والمجاز ..والتي كانت ضعيفة )) ..


ونأخذ مثال آخر :

يقول محمود درويش

وأهلي يخونون أهلي في حروب الدفاع عن الملح
وأهلي كلما شيدوا قلعة هدموها
ليرفعوا فوقها خيمة
للحنين إلى أول النخل ..




ويقول وفي نفس السياق :
هذه الأرض ليست سمائي
ولكن هذا المساء مسائي ..
والمصابيح لي ..
والمفاتيح لي ..
والمآذن لي ..
أنا آدم الجنتين ..
فقتدهما مرتين ..

هذا محمول مشابه للمحمول الأول ولكن فلننظر إلى درجة الشعرية والشاعرية الهائلة ألتي أججتها أدوات المجاز والاستعارة لدى الرويش ..!


سامحوني على هذه الإطالة ..وألخص قائلاً :

قد يعتبر الشاعر نفسه رسولاً فيعطي صفة الرسولية للشعر ..
وقد يعتبر نفسه قارئ من القراء الكثر ويكتفي بالوظيفة التوصيلية ..فيغرق النص في لجج الوجدانية والتأملية التي قد تصل إلى مرتبة الغنوصية ..

وعلى ماسبق ..وإذا أرنا أن نقرن كل ماسلف بالزمكانية (( وفق ظروفنا الحالية وموقعنا الثقافي ))

أقول

نحن بحاجة للرسولية ولكنها رسولية من نوع آخر ..إنها رسولية يعتبر فيها الشاعر نفسه مسؤولاً عن كتابته منطلقاً من عقيدة وإيديولوجيا لغوية وحسب (( إن جاز التعبير )) ..
فلننتبه للنص نكتب الجمال والمعرفة ليقين لدينا بأنها هي أدوات رفع سوية الوعي الإنساني ونبتعد بالنص عن صراخ الـ(( يجب )) لأن الشاعر الحقيقي برأيي لايعتبر نفسه قديساً ولاسياسياً ولا منظر ثوري أو اجتماعي ..إنه مجموع هؤلاء وهو الأقدر من بينهم على الرؤيا المطلقة والتي لاتخضع لواجبات وضعية يجسدها الواقع الزائف ..
الشاعر يقصد باللغة وللغة وإلى اللغة ..الصرفة النقية المتأملة والمسؤولة عن نفسها قبل أن تكون مسؤولة عن الآخرين .. وهذا لعمري هو الصراط الذي ضرب على متن جهنم الحداثة الشعرية ..فمن السائرون ؟
ومن هنا أدعو إلى شعر رسولي وتوصيلي معاً..مرتبطاً بالزمكانياً ..ولكن إنها رسوليتنا الجديدة وتوصيليتنا الجديدة .. ولن نبالي بعدها أكان الشعر رسالة أم لا ..
وفي هذا المضمار أعرض أمام حضراتكم إجابتي عن سؤال وجهته لي أحد الصحف السورية وهو يخدم هذا السياق الذي نحن فيه .. وكانت كما يلي :

((إن الشعر تحول عندنا من مرحلة الرسالة إلى مرحلة النبؤة ..لم يعد الشعر مبضع الجراح ..إنه الدواء الذي يهيء الجسد قبل الجراحة .... إنه اليوم يتبنى معالجة الآفات التي تفتك ببنية الوعي العربي
وكأن الشعر يؤسس بنية معرفية سليمة وصحيحة وجديدة لثقافة عربية إبداعية تحمل بداخلها إمكانات وجوب القدرة على التغيير .. ولذلك يبدو الشعر وكأنه فقد وظيفته لأنه فقد منبريته المألوفة وحسب وأتحمل مسؤولية القول بأن الشعر لم يكن في يوم من الأيام أحسن حالا كما هو عليه اليوم معرفيا وهذا ينسحب على أدبنا المعاصر وعندما نكون أمام شاعر مسؤول ..))

جزيل الشكر على دعوة م/ خالد الدوسري إلى هذه المائدة العامرة ..
وفيما سبق كفاية ..
والله من وراء القصد ..
ملاحظة :
مجمل ماسبق صادر عن دراستي النقدية والتي هي قيد النشر (( دراسات موت اللغة ))

 

التوقيع

emar8200@gmail.com

د.باسم القاسم غير متصل   رد مع اقتباس