منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - رد : الشعر أكثر من رسالة
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-10-2010, 09:11 PM   #15
محمد الكحلاني
( كاتب ومصمم )

الصورة الرمزية محمد الكحلاني

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

محمد الكحلاني غير متواجد حاليا

افتراضي



مُدخل:
تواجه المرء في حياته اليومية لحظة إلهام خاطفة
فيترجمها بـ ما يميل إليه ويحبه
فالطفل يترجم ابداعه بـ خربشاته
والصغير بـ محاولات او مجرد الحديث عنها والعيش في احلام اليقضة إن صعب عليه تحقيقها
أما الإنسان الناضج
فقد يتجاوز ذلك بصهر الفكرة فيما يحبه ويختاره (هذا إن لم تكن هي في أصلها ناتجة عما يحبه ) .. لينتج بذلك ما يريد تقديمه

رؤية:
يمكن للشعر أن يكون رسالة ، ويمكنه التجرد منها .

التعليق:
الشعر .. كـ الهام ينمو في قلب الشاعر .. لا يمكن الحديث عن توجهه إن كان رسالة أم لا ، فالمرء على ما شب عليه من معتقدات وتوجهات ،
فمن تعلق قلبه بالسياسة / الأرض / الوطن / الدين .. كتب الكثير عنها بإبداع او بغيابه ، ومن تعلق قلبه بغير ذلك كتب عنه بإبداع أو بغيابه ،
ولأن الأول يعيش حياته في هم يختلف عن هم الآخر ، قد ياتي بما ينسب إلى الشعر ويكون رسالة في آن واحد .

وبما أن الشعر من نتاج الإنسان / فـ حري بنا دراسة تركيبة هذا الانسان / من الناحية النفسانية والجسدية
لأن للإنسان ذاكرة قوية وبصر ثاقب .. يساعده على حفظ "كل" ما يراه وإن لم يكن واع بذلك / وللعقل البشري قدرة فائقة على الحفظ وهو في الواقع "لا ينسى"
وما آفة النسيان إلى نتاج سوء عملية "الاستذكار" .. لذلك نرى احتمالية رؤية المرء لشيء يحبه او يخافه في المنام عالية جداً ، وهنا يكون منامه عبارة
عن خوالج وافكار حُفظت في عقله منذ سنوات واعاداها عقله في المنام بسبب حالة وجدانية معينه .

إذن هو يرى في المنام ما يخافه او يحبه
لأنه استثار مناطق الذاكرة بأحاسيسه وتفكيره ،

لذلك وفي المقابل

هو يُلهم ، ويُبدع ، وينتج ،
باستثارة تأملاته ورؤيته وتجربته وغيرها من العوامل المؤثرة .

فإن كانت هواجسه مرتبطة بفكرة سامية أو حلم أو هدف يسعى إليه ، ألا تكون كتاباته في المقابل حاملة لرسالة ؟
ما الفرق بين رسالة سامية ورسالة عاشق ؟ هي في الأخير رسائل .. وإن صعُب على الأول التعمق في الشاعرية بسبب غايته التي تجبره على التجرد من الحالة الوجدانية في الغالب
أما من كانت غايته مليئة بالشاعرية ومثيرات الإلهام ، فلا عجب إن اشبع نصه بالجماليات والصور البديعة التي تتراقص على أنغام ما كتب .

ختام
كل ما يكتب / يُرى / يُسمع
عبارة عن حامل لـ/ الفكر / الرسالة / الرؤى / .. الخ
والناس بين مؤثر ومتأثر
فإذا اختار الشاعر الاهتمام بما سينقل أو تجاهل ذلك
هو في الاخير شعر على الأقل بالنسبة للناقل

- مع استثناء من يقحمون الرسالة في النصوص ، لأن الاقحام والتكلف قاتل للشعر بشكل عام وليس فقط في إيصال الرسالة -


كان ذلك رأيي
وشكراً للجميع

محمد

 

التوقيع


التعديل الأخير تم بواسطة محمد الكحلاني ; 11-10-2010 الساعة 09:15 PM. سبب آخر: خطأ طباعي

محمد الكحلاني غير متصل   رد مع اقتباس