منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - رد : الشعر أكثر من رسالة
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-12-2010, 02:12 AM   #16
د.باسم القاسم
( شاعر وناقد )

الصورة الرمزية د.باسم القاسم

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 624

د.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


حسناً ...
ليس تمترساً وراء رأي بعينه ..ولكن متابعتي لهذه الموضوعة تنبع عن صدق المودة للسادة المشاركين من حيث أننا نسعى جميعاً في مضمار نقدي مهم ... فتح آفاقه أمامنا الأستاذ خالد الدوسري ..وعليه أقول :

أعتقد أنه لزوماً علي واجب التوقف عند بعض المصطلحات والألفاظ التي نتداولها فيما بيننا لأن الاختلاف ربما كما أعتقد سببه اصطلاحي في حين أننا قد نكون توافقيين في مجموع آرائنا ..

تمهيد اصطلاحي :
عن نفسي أعني ..
الرسالة : هذه اللفظة الصفة عندما تلحق بالشعر ..أرى فيها مايلي :
إن كل شعر رسالة من الباب التالي (( وهذه مسألة تخصني أكثر من قاسم حداد أو /داغر ))

هناك باث ومرسل وناص (( حتماً )) ..وهناك نص حتماً .. وقد يكون هناك متلقي بعينه أو قد لايكون (( بمعنى أن صاحب النص كتب الشعر فقط لأنه يريد أن يكتب الشعر ولو لم يقرأه أحد غيره .. ))

يلف جميع هذه الأطراف ما أطلقت عليه (( القصدية )) وهنا الهدف ...

القصدية : (( لايوجد أي عمل فني بدون قصدية وإلا سيكون هراء )) حتى تجارب السريالية والتي حاولت تعطيل الحواس من خلال أخذ جرعات عالية من المخدرات أو المسكرات وكتابة الشعر أثناء هذه الحالة ..
سيكون هذا الشعر نابع أيضا من قصدية ..وهذه القصدية هي وجهة نظرهم أن الشعر الصرف لاينتج إلا في حالة الغيبة وحذف مؤثرات المكتسب ..
لايستطيع أحد الفرار من هذه القصدية

وهذه القصدية تعني عندي وتوازي :
الرؤية / وجهة النظر : ووجهة النظر هذه مكونة خارج ألنص وربما نراها في النص ..
إنها قصدية الشاعر في حياته الأدبية ..
وسأتناول أمثلة تم طرحا من قبل الأستاذ خالد
عن قاسم حداد : ((ليس للفن رسالة.. إنه الرسالة ذاتها و هاجس النضال من أجل تغيير العالم دافعي الأولنحو الكتابة ))
هنا يصرح تماماً بقصديته ووجهة نظره ..(( إنه صاحب رسالة ..وربما لايهمه أن يلتزم بها أحد ))
عن شربل داغر :
وتكل شعر رسالا تنسبوا الإبداع إلى الأفعال الجليلة لأنّ ما يخفى أو لا نتنبّه إليه هو أنّالمبدع يتسلّى فيما هو يعمل، ويلهو فيما هو يكدّ، ويعبث بالموجودات فيما هو يفكّرفيها)) ظهرت هذه الفكرة على يد هانس غادامير عندما قال أن التأويل لعبة ...ووصف الكاتب باللاعب الذي نراقبه في النص كمؤدي ..بغض النظر عن المادة أو الموضوع فاللعبة هي أداء .. (( وهذه موضوعة يطول شرحها ))
هنا داغر صاحب قصدية وفي أي نص شعري يكتبه تحضر هذه القصدية ..قبل الكتابة أو خلالها
هذه القصدية التي نتحدث عنها هي التي تلعب دوراً مهماً في بناء النص وطريقة عرضه وبغض النظر عن الفكر المطروح ..إنه يكتب النص ويقول للجميع أنا هكذا أرى الشعر .. إنه يكتب الشعر وله قصد ية تحتوي النص وقد لاتكون ضمنه
وهناك عبارة لريتشاردز ونظر النقد الحديث (( مايهمنا القصيدة وليس ماتقوله القصيدة ))
ما أعتقده أن هذه القصدية عند كل مبدع تصبغ صفة الرسالة على النص ولكن وكما أسلفت في مداخلتي الأولى ..
تحمل هذه الرسالة وظيفتين أو صفتين ...إما الرسولية أو التوصيلية ..وهنا سأعرف ما أعتقده في الرسولية


الرسولية :
كل تصرف لغوي يرتكبه المؤلف يحمل نكهة الإلزام أو يدعي أنه على صواب أو يوجه المجتمع إليه أو ينظر له تنظيراً قيادياً ذو صفة حتمية ...
وهذه الصفة نعرفها في النص أثناء تناوله ..وبالتالي تنكشف قصدية الشاعر التي تحدثنا عنها ..
التوصيلية :
كل تصرف لغوي يرتكبه المؤلف يتجنب فيه الحتمية والقطعية والإلزام والتقعيد وذلك لمعرفته بأن الحقيقة والبت فيها أمر وهمي .. إنه يحترم الآخرين ويعتبر نفسه قارئ لنصه مثلهم إنه يعتقد بما قاله قاسم حداد /وشربل داغر /وإيلوار /وأدونيس و... إنه يقول الشعر كما ولد في داخله معتمداً على المضامين الجمالية وسحر اللغة المنفتحة على احتمالات التأويل المتعددة ..إنه الشعر بذاته دون أن تلوثة لغته إنه يكتفي بلغة اللغة ..
وبالتالي ..ربما كان الموضوع إصطلاحي ..فعندما قال قاسم حداد (( ليس للفن رسالة )) إنه يعني الرسولية ...
وعندما قال ((وهاجس النضال من أجل تغيير العالم هو الكتابة )) هذه قصديته ..
وعندما قال (( إنه الرسالة ذاتها )) هو يعني التوصيلية

واسمحوا لي بالانتقال إلى الفكرة الثانية :
ورد في مداخلة الأستاذ خالد : هناك من يدعو إلى رسولية الشعر وهناك من يؤمن بالشعر من أجل الشعر...وعندما نقولرسولية لانعني بالتأكيد التوصيلية كما أشار إلى ذلك الدكتور باسم. فالتوصيلية ستقععلى أية حال حتى لو جهل المرسل المستقبل=> النص موجود = ثمة مستقبلمجهول

وعنها أقول فقط للتوضيح لهذه الفكرة الجميلة التي يؤكدها الأستاذ خالد ::
كل نص شعري رسولي هو توصيلي حتماً ..لأن القصدية دائماً موجودة وهي التي دفعت لتوصيل النص للعالم
ولكن ليس كل شعر توصيلي رسولي ..لأن وظيفة الرسولية وفكرتها قد لاتكون من مكونات قصدية الشاعر ..
النص يصل للعالم خالٍ من الرسولية ..

الفكرة الثالثة :
ورد في مداخلة الأستاذ خالد :

- الشعر الرسالي يتقيد بالزمكان والمناسبة لأنهيؤدي مهمة ما \ رسالة وينتهي في حقبة زمنية معينة.
-
أضيف على هذا التعقيب الجميل للفاضل خالد الدوسري قائلاً :
وليس كل شعر مرتبط زمكانياً يأخذ حتماً صفة الرسولية ..((وهكذا تكتمل الفكرة ..))
الفكرة الأخيرة أعتقد أنني سأغرق فيها تفسيراً ..
يقول الأستاذ خالد :

هالنا شربيرى الدكتور باسم أن درجة الشعرية تعتمد على طريقة العرض ( المجاز والاستعارة) ولكنهل هذا يكفي لخلق السيد شعر؟! أم أن عنصر الشعر لايتكون في مختبر. هناك شيء ما يميزالشعر نعرف الشعر ولا نعرفه! هل هو سحر؟ كيمياء؟رؤيا؟غواية؟ أمماذا))
وقد ورد عني مايلي :
و((إن آليةالمجاز والاستعارة والكنايةهي المتفق عليها والتي لايجب حذفهاأثناء تقديرنا للشعرية والشاعرية))
وبو..وبوضوح يبدو أنني لم أصرح بأنه (( هذا يكفي لخلق السيد الشعر )) واسمحوا لي أن أعرض مادار حول هذه الفكرة في متصفح في رحاب المصطلح واعتقد انه يصيب الهدف

((السيدات والسادة ..من يجرؤ على الإقرار بآليات الشعر بشكليه الكلاسيكيوالحديث ... وتثبيتها كقواعد قارة !

إنها المتاهة الفكرية والتي لاتتجاوز أنتكون محاولة لتثبيت متحرك ..فالتفسير العقلاني ..هو تثبيت للفكرة ..العقلنة تؤديإلى التثبيت ,,والإبداع الشعري ..حالة تتميز بالنسبية وعدم الاستقرار وعلى ذلكعقلنة عملية الإنتاج الشعري ستكون ناقصة دائماً لهذا السبب ..





ولكننا هنا بحاجة للإجماع على مرتكز ننطلق منه باتجاه مناقشة ظاهرةالكتابة الشعرية ..

نعم لن ننكر الدراسات الهائلة في فقهاللغة ولأسلافنا قصب السبق في هذا المضمار والذين جهودهم تناولت المعنى المقصود .. المعنى اللازم غير المقصود والمتبوع ..واللازم .. المقصود بالأصل.. والمقصود بالتبعوالإيجاز والإعجاز ومدارج الشعر.. في أي إنتاج كلامي صادر عن ذات مفكرة واعية أوغير واعية ..





إلا أننا حتماً سنصل إلى الأس والأساس الذي أدى إلى هذه التصنيفات ..

إنهما قطبان في أية كتابة دالة على الإبداع الشعري ..وهما اللذانحتماً سيتم الإجماع عليهما ..

وهما ..الإستعارة ..والكناية))






وقد ورد تساؤل حول هذا الطرح من قبل الأستاذة سماء غازي قريب من تساؤل الأستاذ خالد


وقد كان كمايلي :


(( . انطلاقاً مماانطلقتَ به د.باسم من قطبان الكتابة : الكنايةوالاستعارة

ولنأخذ الكناية بوصفها الطابع الإبداعيالأعمق

فالكتابة هنا لا تسمي الأشياء ولا تخلقها , بل تقوّض معانيها وتجيزهاوتحوّلها إلى معانٍ كثيرة ممكنة مفتوحة قابلة للقاريء والقراءة
فهي مع الكاتب تفك ارتباط الأسماء بمسمياتها فقط .. فينطلق المعنى إلىالقاريء - ولا تفعل أكثر من ذلك))






وقد وضحت وجهة نظري كمايلي :


((نعم . لقد صرحت أننا لايمكن أن نتفق في الكتابة الشعرية إلا علىآليتين ..وهما قطبان تدور بينهما عملية كتابة الشعر ..



ولكن هذا لا يعني أن استبدال معنى مباشر بمعنى إشاري أو استعاري سيولدلنا نصاً شعرياً ..البطولة كل البطولة وما يميز شاعر عن آخر هي الروابط التي تجمع فيأنساق النص



بين الدلالات ..وبين أنساق النص والسياق العام ..وهذا مالا يمكن أنتهرب منه نظرية التلقي ..والتي أشرنا عنها بأن مدرسة جمالية التلقي أكدت على تفاعلجميع الأطراف



الأدبية وغير الأدبية في إنتاج الفاعلية الأدبية ..إذاً لعلنا سنتفقبأن النص كبناء متراص يختلف بين شاعر وآخر ..بطريقة العرض والربط الدلالي كما أسلفتوبالتالي كتابة الشعر



هي أكبر وأخطر من كونها تقويض معاني واستبدالها بأخرى ..وكما قالالجاحظ (( إن الأفكار أحجار ملقاة على طرقات الأدب يتناولها من يشاء )) ولكن التميزهو في كيف تم



تناولها .. ولهذا كان من أكبر وأجمل تعريفات الشعر هو (( إعادة إنتاج الكون لغوياً..)) أو (( هو العنف المنظم تجاه الكلام الاعتيادي))



وبعد هذا العرض أقول :


انطلاقاً من وجهة نظر الأستاذ خالد ((هناك شيء ما يميزالشعر نعرف الشعر ولا نعرفه! هل هو سحر؟ كيمياء؟رؤيا؟غواية؟ أمماذا))

نعم ياسيدي هذه الحيرة الرهيبة لم يتفق أحد على أي تفسير لها ولكنه تم الإجماع قديماً وحديثاً على أن آلية الاستعارة والكناية لازمة في أي نص شعري وتركوا الباب مفتوحاً للخوض في الأبواب الأخرى دون تحديدها ولكن الاستعارة والكناية لاتكفي لوحدها إنها فقط عامل لايمكن حذفه وبالتالي


إن طريقة عرض الشاعر للنص تلعب فيه هذه الآلية دوراً كبيراً ومهماً في تحديد درجة الشعرية أو الشاعرية من حيث أنه ليس لدي معيار ثابت أستند عليه سوى آلية الإستعارة والكناية


وليس مضمون النص كونه مضموناً رسولياً


وهو ماعلقت به وضربت الأمثلة على مداخلة الأستاذ علي سعد عندما قال :



((((((إن امتلاك الشعر غرضاً أو رسالة تعليمية سيسقط عنه صفاته
الشاعرية , المثير في الأمر أن فرلين/خالد الدوسري قد لفت انتباهنا لمسألة لايمكن استحضارها في حينها وهي أن امتلاك الشعر لهدف آخر سياسي / ديني/
اجتماعي/علمي/تجاري ...الخ , سيسقط عنه الشاعرية تماماً كما لو كان أبياتا لتسويق منتجصناعي وليس قصيدة نابعة من الوجدان ))

في نهاية المطاف ..أرجو مسامحتي على الإطالة ولكن كان من الضروري توضيح ماورد عني ..
لاعتقادي أن الخوض في هذه الموضوعات نقدياً يحتاج إلى دقة في اللغة الإصطلاحية لتوضيح وجهات النظر ..
ممتن لك أستاذ خالد على تناولك هذه الأطروحة ..وخالص مودتي واحترامي للجميع ...
((
((

 

التوقيع

emar8200@gmail.com

د.باسم القاسم غير متصل   رد مع اقتباس