قصيدة الشاعر الكبير صالح جودت (رحمه الله) وجَّهها إلى الشاعر التونسي الكبير أبي القاسم الشابي (رحمه الله)، وافتتحها بقوله:-
لم ينفُرِ الوحْيُ ولم يَغْرُبِ
عن قمة الإلْهام في يعْرُبِ
من زعَم الشعْرَ انْتهى عهدُهُ
كمْ جاء بعد المتنبيّ. نبي
وهي قصيدة طويلة، بلغتْ أبياتها سبعة وأربعين بيتاً، وقد جاء فيها قوله:-
قُمْ يا أبا القاسمِ واسخرْ معي
من قصة الحصْرِمِ والثعلَبِ
من الأُلى سُدّتْ مزاميرُهمْ
فأعرضوا عن شعرنا المطْرِبِ
اضْحكْ من الشعْر الجديدِ الذي
لم تَدْرِ من أُمّ لَه أوْ أبِ
من الأٌلى اختلّتْ موازينُهم
فاسْتبدلوا الميزانَ بالعقْربِ
لَوَوْا عَمودَ الشعر حتى انْحنى
وسار بين الناسِ كالأَحْدبِ
مهلْهلِ الجرْس لقيط الجنَى
لم يُنمَ للعُرْب ولم يُنْسَبِ
فشطرةٌ تخْلُصُ في كلمةٍ
وشطْرةٌ تمتطُّ كاللوْلَبِ
وفكْرةٌ صفراءُ صينيةٌ
وفكرةٌ حمْراءُ كالصقْلَبِ
فما استقامَ الشكْلُ من عَوْرةٍ
ولا خَلا المضمْونُ من مثْلبِ
إنْ كانَ هذا شعْرُ أيامِنا
فيا ضياعَ الشعْرِ في يَعْرُبِ