[سيرين]

أيها القادم من حانة بيكاسو لا تنأَ بي إلى بقاعك النائية
ولا تقامر بأحاسيسي أغنية كأس حتى انتفاضة الصبر والانتظار
صار كوني مؤججاً بلون احتقان الغياب مؤصد الحنين
تعتلي صدر جَالَسَ رفات الموتى لا يقوى قط احتمال الالتياع
أصمتُ وأنا أتألم، تذرف عيني الدمع .. أواري نزوح الافكار
وصوتُ دويِّ السقوط وارتطامٌ مفجع ٌلنبض العقل
لا تدع غيماتك بي مكوثاً تستنفر حكاية لهيب الدموع
على زوايا الجرح تمضي كأخدود لهاث شهيد الشموع
سلبتني الأنفاس وساومت الإحساس حدَّ إفلاس الدروع
هل أهدرت ببذخ شوقي .. قيمة أشيائي
وفقدت حنانك وجلبت قسوتك بعطائي
أكان إسرافاً مني نسك تسخير نبضي
حتى استحال معه لك تسلُّق معاطف رضائي
نعم أتيتك بنمارق حلمٍ فاق احتياجك لي
فكنت النادلة .. أنا القارعة بقلبك ضفة وطن
ونسيت لهفتي على مشارف ضمة تعتمر باحتك
وتمزقت الأماني بلهاث لا يجد غير صدود وهن
آااه من حشرجة غصة تناجب الليل برجفة احتضار
وأنت تعرج بعيداً غير مكترث إلا بنشوة الانتصار
كم أشتاقك وأبحث عنك بين السطور
يتلمسك حرفي لتبعثر أوراق الزهور
حرثا على أسرة الياسمين في جوف الحقول
ألم تعلم أني اختصرت في عينيك كل قواميس الحروف
ما بين الحاء والباء
أرتديك آنية زهر وتقضم إحساسي بنهم العطر
على بساط الآنات
أمضي بشوقي وأفقدني صبري محتضناً حلمي
هيا اقترب مني ملكاً توعَّـد رعـيته بما يرفع أيديهم شكراََ للسماء
ارسمني وغيِّر كل ملامحي فوق جلمود المطر
اصهر شموعي بجمر صدري
لقد أقمت لك حفل عشقي .. فمن لي بالأقداح ؟
احلم بعـناق يشتهي عودة متتوالية بلا لحظة فراق
فالشوق الملعون أحمق، لا يكتفي فقد أضناه الكلام
يرقب العشب ويرجو حديث الغرام من لهفة عيون لا تنام
حتى ترتبك مشدوهاً، تلفني كالأزار بعزف منفرد الجنون
حبيبي لنطع نداء القلب واحلل نشوة الضفائر
فليس في الحب ذنب، وأذعن إنصاتاً لذاك المطر الحارق
إني أستغفر الغروب وجرحه بشروق لا يعرف الغياب
انهض وتقدم زوارق الحلم .. يداك الآن جنتان
وامنحني نذر ملاذك

14 _ 11 _ 2014

\..