منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - «العفن الروائي» في معرض الكتاب!
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-26-2014, 11:32 AM   #1
نوف سعود
( كاتبة )

الصورة الرمزية نوف سعود

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 6188

نوف سعود لديها سمعة وراء السمعةنوف سعود لديها سمعة وراء السمعةنوف سعود لديها سمعة وراء السمعةنوف سعود لديها سمعة وراء السمعةنوف سعود لديها سمعة وراء السمعةنوف سعود لديها سمعة وراء السمعةنوف سعود لديها سمعة وراء السمعةنوف سعود لديها سمعة وراء السمعةنوف سعود لديها سمعة وراء السمعةنوف سعود لديها سمعة وراء السمعةنوف سعود لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي «العفن الروائي» في معرض الكتاب!


،
«العفن الروائي» في معرض الكتاب!
الكاتب: أنوار القريشي


،
أتعرفون درس عفن الخبز الذي تعلمناه في الصف الرابع الابتدائي؟ الدرس الذي يخبرنا كيف يتكون العفن وما هو، حيث إن العفن من البكتيريا الضارة ويتكون في الظروف الرطبة، وإذا أصاب جزءاً أفسده، ومع مرور الوقت من الممكن أن ينفجر العفن وينتشر في الهواء مما قد يصيب الأشياء المحيطة به كذلك! وبغض النظر عن الطرح العلمي، ففي هذا الأسبوع فقط أدركت حقاً ما هو «العفن» الحقيقي.
اقرؤوا هذه السطور التي انتشرت من كتاب يباع الآن في معرض الكويت الدولي للكتاب حيث يُقال إنها رواية!
«واهما يقولون جسوووووم يلا قوم قوم بسك نوم بطريقة استفزازية تمالكت أعصابي، وقلت لهم: ذلفووووووووووا برااااااااا لا أقوم لكم،
وفجأة سمعت صوت الباب يتسكر بكل هدوء.. استغربت، قلت معقولة خافوا مني العادة لازم أقوم ألحقهم وتصير مطاردة بالبيت.. ذهبت وأخذت شور سريع ولبست بلوزة هولستر وتعطرت قليلا..».
بالله عليكم أهذا أسلوب يستحق أن يُمنح صفحة واحدة؟! حتى في حصص التعبير المدرسية للسنوات الأولى يعتبر هذا التعبير فاشلاً بكل مقاييسه، مسكينة هذه الشجرة التي أصبحت ورقاً تحت أيدي بعض الكتاب وغير المسؤولين يكتبون عليها مثل هذا العفن الروائي، وقد قالتها الأستاذة سعدية مفرح «يا خسارة الشجرة التي قطعوها ليصنعوا منها ورقاً يطبع عليه مثل هذا الهراء..».
كما أن هنالك عفنا أكبر من ذلك، لم أستطع إيجاد مُسمى يليق به حتى الآن، فحين يكون شخص يدعي أن عمره الصحافي ككاتب مقال 10 سنوات!، ثم يصدر كتابا يتناول فيه «المربربة» و»التخرفن»! وبأسلوب عامي!، دون فكرة أو هدف حقيقيين، فهنا يكون اللوم أكبر وتكون المصيبة أعظم!
إن معرض الكويت الدولي للكتاب، من أروع الأحداث التي أتفاعل معها، وكأنني ألتقي صديقاً قديماً، نحتسي القهوة معاً ونتحدث عن كل شيء، لي غيرة عليه كما لي غيرة على اللغة العربية التي أصبحت مهشمة ومهمشة بصورة يشمئز لها كل كاتب أو قارئ أو «واعي»، ولكن حين يكثر «العفن» تصبح رائحته نفاثة، فتجبرني على كتابة مثل هذا المقال.
العفن الحقيقي هو أن تكتب وأنت لا تعرف كيف تكتب، وأن تموت بسببك شجرة فيصنعوا من خشبها ورقاً تكتب عليه أشياء سخيفة وجمل رديئة، أقل بكثير من أن تحتل نصف صفحة في جريدة أو كتاب، العفن هو أن تستخدم أسلوباً عامياً يخلو من أي أدب أو ثقافة أو قيمة، ثم تسمي نفسك روائياً أو كاتباً، حتى إنك لم تُتعب نفسك في تعلم اللغة العربية فتكتب بها بصورة سليمة، العفن هو أن تصدق الكذبة التي كذبتها على نفسك بأنك كاتب حقاً.
العفن الحقيقي أن تعلم بأنك سيئ جداً ورغم ذلك تكتب! وتعلم أنك تصلح لأي شيء.. أي شيء؛ كالطبخ مثلاً عدا الكتابة!، العفن الحقيقي أن تخبرني الآن عن المبيعات بينما هي في الواقع الحجة الأضعف، حيث إن الناقد والفيلسوف والكاتب الأميركي ويليام غاس والحاصل على عدة جوائز من دائرة النقاد الوطنية يقول:
«إذا كنت تكتب بشكل رديء فسيصبح لك جمهور، وإذا كنت تكتب بشكل جيد فسيصبح لك قرّاء».
لذلك، أرجوكم..
مارسوا أي شيء.. إلا الكتابة.


،
http://www.alkuwaityah.com/Article.aspx?id=174682

 

التوقيع

،
،
،
"﴿‏سبْحَانَ اللَّه، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَاللَّه أَكْبَرُ﴾"

نوف سعود غير متصل   رد مع اقتباس