منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - إنسان ( العطاء) - امير (القلوب ) - ضمير ( الوطن) / أبـي الراحل ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-14-2009, 09:25 PM   #6
شوق علي
( ..|وَيَرْتَديها الْجُنون‘ )

افتراضي


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

/

في عام 1949 عينه والده نائبا له في مدينة الأحمدي، حيث بدأ حياته العملية [10]، وبدأ يكتسب المهارات القيادية وبدأ يتعرف على شؤون الحكم والإدارة والسياسة [7]، وقد كان مسؤول عن الأمن العام في المدينة، وكانت له العديد من المهام، منها حفظ الأمن والتعامل مع شركات النفط والتخطيط العمراني للمدينة التي تعتبر مختلفة عن مدينة الكويت من حيث المباني والتصاميم

/

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


بشرد ذهني، وارتخت عضلات جسدي، ودب الخشوع في قلبي عندما زرت قبر أب الجميع المغفور له باذن الله الشيخ جابر الاحمد الصباح في مقبرة الصليبخات. كانت تحيط من حولي قبور في اجوافها أناس انتقلوا الى رحمة ربهم وهم يحملون سجل اعمالهم, هذا الدرب الذي سلكه السابقون، ولا محالة سيسلكه الاحياء عاجلا ام آجلا, فالحياة دار فناء والاخرة دار الخلود,وقال تعالى: «كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام».
واقتربت من القبر وانعمت النظر به، وقرأت الاية الكريمة بحزن وخشوع: «يأيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فأدخلي في عبادي وادخلي جنتي», وواصلت تلاوة بعض الايات القرآنية، والادعية الى أن غلبني البكاء، وتلجلج لساني, وتداخلت العبارات في فمي. ولم اكن لوحدي في المكان، فالمواطنون لايزالون يتدفقون على قبر مؤسس الدولة الحديثة، وكانت اللوعة سيماؤها بارزة على وجوههم المتجهمة، وهم يقرأون له آيات من الذكر الحكيم والدعاء بالرحمة والمغِفرة واسكانه فسيح جناته. وعندما خارت قواي، واثيرت اشجاني، وهاجت احزاني على من قدم العون والمساعدة لغالبية شعوب العالم، ولم يترك مواطنا جائعا او متضررا او مظلوما، لملمت طرفي، واندفعت الى سيارتي، وانا اتذكر قول الشاعر العربي القديم: «الارض معقلنا وكانت امنا فيها مقابرنا ومنها نولد». فالارض هي التي ولدتنا وهي التي منحتنا خيراتها ومنتوجاتها، وهي التي تضمنا في النهاية في احشائها, وكما أن الحياة حق فالموت كذلك حق. أنَّا لفراقك ياجابر لمحزونون، وما تدافق الجموع الغفيرة نحو المقبرة وسكب الدموع عليك وتزاحمهم في دار العزاء الا لسان ناطق على حب اهل الكويت لك, فقد كنت متدفق العطاء، متواضعا, وقفت بصلابة في احلك الظروف، فانت بالفعل مدرسة في الصبر والتضحية والانسانية والتواضع والحكمة، لقد كنت تصارع المرض وتستقبل الوفود الرسمية حتى في ايامك الاخيرة، رغم اشتداده عليك، فالكويت كانت بالنسبة لك اهم من صحتك وراحتك، ان مسيرتك ياجابر حافلة بالاحداث، ولا يمكن اختصارها في اسطر قليلة، فقد قمت باعمال لايقوم بها، الا اصحاب الهمم العالية والقلوب الكبيرة.

رحمك الله ياوالدنا واسكنك فسيح جناته,وعظم الله اجر الامتين الاسلامية والعربية في وفاتك. اللهم اسألك بكل اسمائك الحسنى أن تغفر له، وتخرجه من ضيق القبر الى سعة الجنان وترحمه برحمتك التي وسعت السموات والارض, اللهم انزله منزلا مباركا انك خير المنزلين.




بقلم. فوزية سالم الصباح



/

 

شوق علي غير متصل   رد مع اقتباس