منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - دعوة عرس !
الموضوع: دعوة عرس !
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-27-2009, 11:32 PM   #5
محمد السالم
( شاعر )

الصورة الرمزية محمد السالم

 







 

 مواضيع العضو
 
0 ... حلم !
0 لم يفهمونا !
0 متطرف
0 أحلامي اوطاني !

معدل تقييم المستوى: 961

محمد السالم لديها سمعة وراء السمعةمحمد السالم لديها سمعة وراء السمعةمحمد السالم لديها سمعة وراء السمعةمحمد السالم لديها سمعة وراء السمعةمحمد السالم لديها سمعة وراء السمعةمحمد السالم لديها سمعة وراء السمعةمحمد السالم لديها سمعة وراء السمعةمحمد السالم لديها سمعة وراء السمعةمحمد السالم لديها سمعة وراء السمعةمحمد السالم لديها سمعة وراء السمعةمحمد السالم لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


مابعد يتبع



*******








أرتعشت قليلا مما بَثّ بيّ الطائف . بعد أكتمال وضعيتي بالجلوس أمام الشيخ . قال : سمعي ضعيف يا أبني ومثل ما ترى في هذه الجلبة لن أتمكّن من سماعك . هدت نفسي بعض الشيء وأحسست بملمس الأرض تحت قدمي بعد أن أفتقدتها .

معذورا يا عمي أتفهم وضعك - قلتها للشيخ -

أسبق عليّ التّحايا والسؤال عن الحال مرّة أخرى . وقال : لمّ ارى " سعيد " عرّفني بأحد حضر هنا إلا أنت فعرفت بأنك عزيز عليه . وكانت الأبتسامة مرتسمة على محياه . أستكملت هدوءي وبدأ الضجيج يعاود مسامعي وألتقط بعض الجُمل المتطائرة من أفواه الحشود . رفعت يدي لجبيني فإذا بالعرق قد غزاه ! ألتفت يمنة ويسرة كأني أبحث عن مساحة أكوّم بها جسدي .
أنتبه لرغبتي رجلٍ قد ناصف نهاره ليله ؛كان محاذي لكنب الشيخ الذي يجلس عليه ويراقب فعل الشيخ معي عن كثب .حاول أن يتنازل عن مساحته لي ؛ ولكني رفضت بعد أن شكرت صنيعه .

آوما إلي " سعيد " فأتيت له مرّة ثانية . قال : بلهجة صارمة أياك ؛ أن تذهب قبل مائدة العشاء . إبتسمت ونقدّت له وعدٍ وأنا أتباعد بين الجموع إلى حيث لا أدري .
جبلت الناس على أن الأكل أحد أركان السعادة فهم ينفقون في لحظاتهم السعيدة ما يوازي عُشر ما قد أنفقوه في أيام حياتهم العادية !.

تسكّعت يمنة ويسرة في مقر الحفل والكميرات الحيّة تلتقط كل شاردة وواردة من الحضور بما فيهم أنا .

والصّبية مابرحوا على تلك الحال المتناقمة مع ردح الدفوف في منظر مبهج والإعجاب يملأ الوجوه بهم .

لم يسعفني الحظ بكرسي خشبي أو بلاستيكي بعد اليأس من الكنبات الوثيرة ؛ يريح ركبي مما عنا بها من حملي .

حتى تمايزت الجموع لدخول صحون المائدة المتلاحقة يحملونها الشُبان في منظر يوحي للمتابع بأنه أمام قرية نمل بعد إنكفاء حبات المطر عن محيط بيتها .
ماهي إلا دقايق حتى أزيحت تلك الأوراق المعدنية من على الصحون التي ملئت بالأرز وأبناء "النوق" وجثائل " الخراف" .
تقاطرت الجموع إلى حيث كانت المائدة وأنا أحدهم . لا لرغبة ولكن للمشاركة . رأيت الناس تأكل بنهم .
فتقاصرت يدي عن الأكل . وقال هاتف في داخلي ؛ في اللحظات السعيدة تتغير تصرفات الناس في كل شيء حتى في الأكل .
نظرت في الجـهات الأربع فرأيت ما هالني حقا ؛ يرتد إلي البصر دون أن يحف أقاصي المائدة !
بالتأكيد أنها محاولة لهزيمة الأحزان بالأكل ؟! لا بد أنهم يرونها معركة يباح لهم فيها أستخدام كل ما تطوله أيديهم ونفوسهم .

تطاولت برأسي إلى مائدة عن يساري فإذا " بسعيد " يضحك ويرد الدعوات لمن دعاء له بعد ما يفرغ من المائدة التي هو بها .

قال هاتف في داخلي : مسكين سعيدٍ هذا ماهو إلا إبن بيئته يشترون ليلة سعادة بهم ليلٍ وذل نهارٍ ! .


غشونا الناس متجهين إلى حيث الكنبات الوثيرة ؛ نهضت متعجلا كأنني من أفتقد طفلٍ في عرصات سوق ؛ لعلي أظفر بأحد الكنبات . وقعت عليه عيني لم يتبقى فارغا إلا هو بين تلك السلاسل من الكنبات التي امتلئت عن بكرة أبيها .
وثبت عليه بكل همة والأنفاس مضطردة .
حتى تشبّعت شعوريا بأنني قد نلت نصيبي من أحضانه .
فيما أطلّ أحساس التوحد برأسه مرّة أخرى بعد ماكنت جزء من شهود مائدة أتوا على آخرها .
من أسوأ ما يعتري الإنسان هو الأحساس بالوحدة في معترك الضجيج فيبدأ بإستشراف مايطوله نظره . مثل ما أنا تماما. أدرت النظر عن يميني فإذا أنا برجل مهيبٍ قد أدبر ليله وغشاه نهاره مطوق قبضته اليمنى على منسأته في حركة توحي للمعني بأنه قد همّ بالرحيل .لا يفصل مرفقه الإيسر عن مرفقي الأيمن إلا قطعتين من قماش ؛ فإذا بيمناي تتراجع حتى حطت على فخذي الإيمن مسخية بالشرفة ليساره .

دبّ بي الفضول مرّة أخرى لمعرفة الجهة الثانية فلم يكُن ماكان في الحسبان !


يتبع الآخرة

 

محمد السالم غير متصل   رد مع اقتباس