يوم آخــر /
في احدى الليالي كنت خارجا من صلاة العشاء وبحسب تاريخ المنزل الذي كنا فيه حينها اذكر ان عمري في حدود الثانيه والعشرون .
عند باب المسجد رأيت احدالجيران ومشينا سويا نتحدث حتى نصل بيوتنا وهي ليست بعيده عن المسجد .
اثناء الحوار سألني عن صديق يجمعنا فقلت لم اره منذ شهر .
قال لي ( اجل فاتتك الحفله اللي عنده ) سألت اي حفله ؟
قال حفلة لأغنيه لفريد اول مره اسمعها ... ؟ واظنها عندك !
وحين سألته عن اسمها قاللي : حفلة اغنية قالت لي بكره.
قلت : معقول .... قالت لي بكره يوجد لها حفله ... ؟
واخذ يحلف لي ويصف لي النغمات والبدايات .
وانا في نشوتي سألته طيب والعود بيطلع زي اغنية الأستوديو؟
رد علي وقد وصل بيتهم : لاتطولها احنا عندنا ضيوف روح له واسمعها عنده .
ودعته وقد عزمت ان لاأنامالاوالأغنيه في حظني .!!
وصلت البيت بعد خطوات قليله من مسكن جاري الفريدي .
فإذا والدتي تقول لي : روح جيب خالتك تسهر عندي الليله .
ذهبت الى منزل خالتي وقد اخذتْ وقتا تستعد وهي تعدّ عشاء ابناءها ثم تلبس .
بعدها انشغلت مع والدي قرابة الساعه .
المهم ان الوقت تأخر في عرف تلك الايام .
عند منتصف الليل تحركت الى صاحبي ضاربا عرض الحائط بتأخر الوقت وهل سأجده صاحيا او نائما ...لايهم ..
كل مايهمني ان اسمع : قالت ليبكره .
بعد عدة طرقات خرج علي صاحبي مستنكرا وقت الزياره .
لم اترك للوم او التساؤل فرصه وقلت له بلا مقدمات : هات الحفله .!
سألني اي حفله .
ــ شوف ماني فاضي للأسأله حفلة قالت لي بكره بسرعه .
ــ مين قال لك .
ــ ياأخي انت همك مين قال ؟ انا نمت وحلمت انها عندك .
هاتها وارجع لاتتأخر عن النوم .
ــ يعني ماصبرت لبكره ... الدنيا طارت ؟
ــ طارت ... وحط في حسابك اني ماراح اتحرك الا وهي معي .
دخل بيته واحضر الشريط... وهو يقول :
ــ حسبي الله عليك وعلى فريد ياشيخ .
انت بعد كم سنه بيودونك مستشفى المجانين بساللي قال لك انا عارفه وشغله عندي ( طبعا قالها مازحا)
رجعت بيتنا مسرعا لأسمع الحفله , مع ان السياره فيها مسجل لكن انا احب اسمع اللحن اللي اسمعه اول مره بهدوء وروقان وخصوصيه من غير ازعاج .
وهذا ماحصل .. وفي تلك الليله كانت الحفله هي عشائي وونيسي وانتشيت معها مع امنية ان لو عزف الموسيقار بعوده كما في التسجيل العادي .
الى يومآخر