يخيم الليل على كل شيء
جدران غرفتي .. منضدتي .. عطوري
حتى على كتاب أشعاري !!
يخيم الليل ..
وتبدأ معه حكاية طويلة
يجف حلقي
تخف حركاتي .. يسكنني الهدوء
تسافر بي تلك المسافات الطويله
أتمتم
يخرج صوتي بصعوبة
مبحوحة حروفه
اضع يدي بين خصلات شعري
أتلمسها بحركات هادئه .. لعل تلك اللمسات تخفف قليلاً
من توتر فكري .. وألم رأسي ..وتجلب لي الراحة
ظـلام دامس
يغطيني .. لا أحتاج معه إلى ألحفه !!
إحساس غريب
أن يلتحف جسدك بالظلام
ورويداً رويداً
تألف هذه الظلمة
وتعتادها
.
.
تدلف إلى أسوار مخيلتك
أطياف عدة
أحلام صغيرة .. تلعب هنا وهناك
تشاكسك .. تقترب قليلاً
لتلمس أطراف أصابعك .. ثم
تهرب مسرعة
مخلفة وراءها ضحكة مشاغبة
ونظرة متحدية
هييييييييييه أنتي .. يا امرأة
هل تستطيعين اللحاق بنا ؟!
هيا .. حاولي
جربي
وحين لاتجد إستجابة
تغادر على مضض
.
.
.
.
تدق الساعة
الثالثة والنصف
ومازال هذا الليل طويل
إلى متى
سأبقى مستيقظة
هل أستجديك أيها النعاس
أم أتغزل في ثناياك .. يانوم
إذاً .. لأجرب
.
.
تعال
ضم اوجاعي
وغطيني
تعال
جيب لي أحلام
ماتهرب
من أيديني
تعال
العنود .. تعبه
نخيتك .. لا تخليني
.
.
آآآآآآآآه
لا فائدة
يبدو أن النوم في حالة خصام معي
تذكرت أغنية قديمة " لنجاة الصغيرة "
دندنت .. كلمات منها
روح يانوم
من عين حبيبي
روح يانوم
أبتسمت
أخذت أتصور تلك الكلمات في مخيلتي
عاشقة تدعو أن يهرب النوم من عين حبيبها !!
تُرى لماذا ؟؟
هل هي مثلي
نومها في حالة خصام معها ؟؟
أم أنها
تريد أقتسام السهر معه ؟؟
أو تريد أن يجرب حالة السهر
وهي تقضي الليل بطوله .. تفكر فيه ؟!
يااااااااااااااه
أي عشقً هذا !!!
أنه مشهد سينمائي بائس " بالأبيض والأسود "
.
.
يمر الوقت .. بلا فائدة
ماذا أفعل
اشرب كأس من الحليب الدافئ
ولكنني لا أحبه
كانت أمي تجبرني وأنا صغيرة على تجرع كأس الحليب
قبل النوم
وتقنعني بصوتها الحنون
الحليب .. ياحبيبتي
يجعلك أجمل
يحافظ على صفاء بشرتك
ويجلب لكِ النوم .. بلا كوابيس
تذكرت
كيف كنت أشربه
أرتشف القليل منه
ثم أدّعي بألم في بطني
حتى لاتجبرني اكثر
وأقسم بيني وبين نفسي
حين أكبر وأرزق بأطفال
لن أجبرهم أبداً على شرب كأس الحليب ذاك
الأن ..
أنا سأفعل ماكانت تفعله أمي
لأجرب لمرة واحدة دكتاتورية امرأة !!
سأوهم الصغار بفائدة كأس الحليب الدافئ السحري
الذي يجلب لهم السعادة .. والنوم .. والراحة
ياااااااااااااااااااااااه
أي عبثً هذا
ولكن .. أين هم هؤلاء الصغار !!
.
.
يا إلهي قاربت الساعة الرابعة صباحاً
مازلت متعبة
جسدي يؤلمني
ومازال ذاك الغالي معتصماً خارج حدودي
ماذا أفعل ؟؟
هل ينفع معه معاهدات سلام
أو إستسلام ؟؟
أنا أعلن أنني مهزومه
مستسلمه
خاضعه
فقط .. تعال
وسأوقع لك على ماتريد
هدنة
أو خارطة طريق
فقط تعال
ولاتجبرني على الإذلال
أنا متعبة
بصدق متعبه
.
.
.
.
وفجأة
وبلا سابق إنذار
شعرت به .. يحتويني
اصبحت أتمتم ببطء
أيها الجبار القاسي
هل تحتاج إلى كل هذا الإقناع
لـتأتي !!
أردت الصراخ
بأنني أكرهك
ولكنني
أووووووووووووووووووووه
أحتاجك
وأعشقك .. فأنت
.........................
أسكتني
ثم
غلبني النعاس
فتحت فمي لأقول كلمة
ولـكـن
" تصبحون على خير "