أحمد شوقي , و مناجاةُ جلّق :
[poem="font="simplified arabic,4,royalblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=right use=ex num="0,black""] قُمْ نَاجِ جِلَّقَ وانْشُدْ رَسْـمَ مَنْ بَانُوا =مَشَتْ عَلَى الرّسْمِ أَحْدَاثٌ وَأَزْمَانُ
هَذا الأَديـمُ كِتابٌ لا انْكِفَـاءَ لَـهُ =رَثُّ الصَّحَائِفِ، بَاقٍ مِنْهُ عُـنْوانُ
بَنُـو أُمَـيَّـةَ للأنْبَـاءِ مَا فَتَحُـوا =وَللأحَـادِيثِ مَا سَـادُوا وَمَا دَانُوا
كَـانوا مُلُوكاً، سَرِيرُ الشّرقِ تَحْتَهُمُ =فَهَلْ سَأَلْتَ سَريرَ الغَرْبِ مَا كَانُوا؟
عَالينَ كَالشَّمْسِ في أَطْرَافِ دَوْلَتِها =في كُلِّ نَاحِـيَـةٍٍ مُلْكٌ وَسُلْطَـانُ
لَوْلا دِمَشْـقُ لَمَا كَانَـتْ طُلَـيْطِلَةٌ =وَلا زَهَـتْ بِبَني العَبَّـاسِ بَغْدانُ
آمَنْـتُ بالله واسْـتَثْنَيْـتُ جنَّتَـهُ = دِمَـشْـقُ رُوحٌ وَجَنَّـاتٌ وَرَيْحَانُ
قَالَ الرّفَاقُ وَقَـدْ هَبَّـتْ خَمَائِلُهـا: = الأرْضُ دَارٌ لَهَا (الفَيْحَـاءُ) بُسْتانُ
جَـرَى وَصَفَّقَ يَلْقَانا بِها (بَرَدى)=كَمَا تَلقَّـاكَ دُونَ الخُلْـدِ رُضْـوانُ
دَخَـلْتُها وَحَواشِـيها زُمُـرُّدَةٌ=والشَّمْسُ فَوقَ لُجَيْنِ المَـاءِ عِقْيانُ
والحُورُ في (دُمَّرَ) أو حَوْلَ (هَامَتِها) =حُورٌ كَواشِفُ عَنْ سَـاقٍ ، وَوِلْدَانُ
و(رَبْوَةُ) الوَادِ في جِلْبَابِ رَاقِصَةٍ =السَّـاقُ كَاسِـيَةٌ، وَالنَّحْـرُ عَرْيَانُ
وَالطّيْرُ تَصْدَحُ مِنْ خَلْفِ العُيُونِ بِها=وَلِلعُيُـونِ ، كَـمَا لِلطَّيْـرِ أَلْحَـانُ
وَأقْبلَـتْ بالنَّباتِ الأَرْضُ مُخْتَلِفَـاً=أَفْـوَافُـهُ ، فَـهُـوَ أَصْبَاغٌ وَأَلْوَانُ
وَقَدْ صَفَا (بَرَدَى) لِلرِّيحِ فَابْتَرَدَتْ =لَدَى سُـتُورٍ، حَوَاشِيهِـنَّ أَفْنَـانُ
يا فِتْيَةَ الشَّامِ، شُكْرَاً لا انْقِضَاءَ لَهُ =لَو أنَّ إحسَانَكْـمْ يَجْزيهِ شُـكْرَانُ
ما فَوْقَ رَاحَاتِكُمْ يَـوْمَ السَّمَاحِ يَدٌ=وَلا كَأَوْطانِكـم في البشـرِ أوطانُ
خَمِيلَـةُ الله وَشَّـتْهَا يَـدَاهُ لَكُـمْ= فَهَـلْ لَـهَا قيِّمٌ مِـنْكُـمُ وَجَنَّـانُ
شَيِّدُوا لَهَا المُلْكَ وَابْنُوا رُكْنَ دَولَتِها= فالمُلْـكُ غَـرْسٌ ، وتَجْديدٌ، وبُنْيانُ
المُلْكُ أَنْ تَعْمَلوا مَا استَطَعْتُمو عَمَلاً= وَأَنْ يَبِيـنَ عَلى الأعمالِ إتْـقـانُ
المُلكُ أَنْ تُخْـرَجَ الأَمْوالُ نَاشِطَةً=لِمَطْلَبٍ فـِيـهِ إصْـلاحٌ وعُمرانُ
الملكُ أن تَتَلاقُـوا في هَوَى وَطَنٍ= تَفَـرَّقَـتْ فِيـه أَجْـنَاسٌ وَأَدْيـانُ
[/poem]