منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - أهديكم النبض حرفا ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-18-2006, 11:29 AM   #3
يوسف الحربي
( ابن المدينة)

الصورة الرمزية يوسف الحربي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 19

يوسف الحربي غير متواجد حاليا

افتراضي سجى


ثمة زهرات عاشت بين الأحداق والأهداب زمناً ثم غادرت ليبقى عبقها يعطر الذاكرة كلما داعبت ذوائبها أنسام التذكر
.
في لهاثنا المستمر خلف الحياة وقد ضاقت نفوسنا في شوارعها الضيقة بمشاعرنا المحتبسة بين الضلوع , تأكلنا نتوءات مرارة العيش وشدّته , نحترق على رمالها الساخنة ,نبحث عن ظل نمسح بأفياءه عرق متاعبنا , عن حلم نتكيء على خيالاته العذبة وترحل بنا أجنحته نحو آفاق من أمانٍ شتى , نرمي ببصرنا إلى مسافات الأمل الممتدة أمامنا بلا انتهاء .
سجى
في حديقة الحياة وجدتها ,طفلة تخطر في ثوبها الموشى ببراءتها , وديعة كلطافة المغيب حين يشرع ذراعيه لاحتضان ليل الأحلام السعيدة , تخطو فتزهر الأرض تحت قدميها انساً وانشراحا , طفلة / فراشة ترف بأجنحتها فوق الأهداب لتمتص رحيق الإعجاب من مقل العابرين ,تصب ألقها في النفوس لتضيء زوايا أوغلت في الدواخل بعدا .
سجى
تبعثر ألعابها ثم تعيد ترتيبها كأنما ترسم مدينة أخيلة ممتدة عبر أحلامها الصغيرة , تنظر لألعابها والابتسامة المتوهجة فرحاً على ثغرها توحي ببلوغ مرام آمالها , تُطل من نوافذ حياتها المشرعة على الحب والنقاء , تبحث عن فرشاتها وألوانها لترسم أشكال البهجة في حنايانا وتملأ الأعين جمالاً والقلوب حنانا .
سجى
في ليل مضيء بالأحلام المنبعثة مع ضوء القمر أهدتها النجوم بريقها لتحملها الأنداء ذات سحر وتشرق مع أشعة الشمس الذهبية المتسللة من بين سحب الطهر البيضاء , يغسلها المطر ثم يغرسها في حقل الحياة وردة يضوع عبيرها مع أنفاسها العبقة برائحة الحب ..
تلكم هي سجى .. زهرة في غصن الحياة تفتحت أكمامها النضرة بنبض سنواتها الست .
سجى
قبلة حنان أبوي على جبينك الناصع طهرا ........ يوسف
ابن المدينة / يوسف الحربي

 

يوسف الحربي غير متصل   رد مع اقتباس