منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - عِنْدَمَا يَكُونْ الشِعر ( نَتِنْا ) ..!
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-02-2011, 12:13 PM   #1
نوف سعود
( كاتبة )

Arrow عِنْدَمَا يَكُونْ الشِعر ( نَتِنْا ) ..!





.
.
.



الشعر كالأرض الخصبة الممتده التي هي دفترٌ لأعمال الشاعر .. يزرع فيها ما يشاء وما يطرأ له من مشاعر .. سواء أكانت فراقاً أم لقاء أو حب و وله ..


فعندما يحرث الشاعر أرض الشعر .. ليزرع قصيده لها صيتها بوزنها وقافيتها .. يرتب بذورها ولحنها وجمالها .. لتنبت له زهوراً لها شكلها ورائحتها في جذب المتلقي ومن يمر عليها ..


لنجد غالبية شعرائنا في هذا العصر الحديث .. أصبح شعره يحوم ويقع على وحل الغزل .. يقول ما ينفر وما يجذب المنحرفين أمثاله .. ومع تزاحم وزخم الأتصالات والتواصل .. يكن لدى البعض منهم خليلة أو عشيقة .. حبه لها حب وهمي من وسواس شيطاني .. وهو ليس الا (حب شهواني) ..


يهاتفها وربما يخرج معها .. بلا دين ولا غيره ولا مروءه .. ثم تفيض لديه المشآعر الجياشة (الكذابة) .. ليسطر وينظم أجمل قصيده عن حبه المزعوم .. من تشبهات بليغه الى طباق وجناس .. وترادف مفردات ومقابله ..


وكأنه حُب الشآعر (نمر بن عدوان) لزوجته (وضحى) .. حينما قال القصائد في حبه لها بأسم الشرف والطُهر .. وكيف لا وهي زوجته .. حلالٌ له وليس حرامٌ عليه ..


أو كـتماضر (الخنساء) في حبها لأخيها (صخر) حب سامي نقي .. رغم أنها كانت مشركه لا تعرف عن الأسلام شيء .. وبعد ان أسلمت سخرت قصائدها في خدمة الدين والأسلام القويم ..


ثم بعد هذا كله يأتي ليطرحها علناً .. وأمام الملأ وعلى مرأى ومسمع من الشعراء والكتآب والمتذوقين .. بكل جرأه ولا ذره من الحياء .. منمقه ومزخرفه ببنط عريض وإطار مزدوج .. في قسم الشعر في موضوع نتن ..


وكأنه زرع وردهً جميله .. لكننا لا نرى فيها اي ألوان .. ولا نشتم منها أي روائح .. بل صارت تفوح منها رائحه نتنه تبعد من يقترب منها .. لكل من يرفض هذا العمل المشين ..


فإذا اعترض معارض وتعلل بأنها لزوجته حقاً .. نطالبه بأن يذيل قصيدته بكلمة واحده فقط (لزوجتي) .. نحن لا نعلم الغيب .. ولم نطلع على ما خطه القلم بأمر الله .. نريد التبيان والتبيين .. حتى تطمئن قلوبنا .. ونثني على الكلمة الطيبة ..


ومن يقول يعد هذا الأمر عيب .. في حال إطراء زوجته .. نقول أيهما يكون على قائمة الشرف .. عندما يصرح بأنها لزوجته .. أم يصمت لظن المظنون انها نتنه ..!!!


ليس عيباً وربّ محمد .. وقال الحبيب عليه الصلاة والسلام عندما سُئل عن من أحب أليه .. فقال بصريح العبارة (عائشة) رضي الله عنها وأرضاها .. فلم يستح وحياءهُ أشد من حياء العذراء في خدرها ..


فللأسف مسار الشعر في هذا الزمن .. أنجرف كثيراً للقصائد الغزلية .. سواء غزل فاحش او غزل شريف .. فالمفترض أن لا يُكثر من سكب العسل حتى لا نصاب بداء السكري .. فكل شيء إذا زاد عن حده أنقلب ضده كما يُقال ..


قلّت القصائد الوعظية الدينية .. تمر السُنون و الشهور لا نرى القصيده التي تنبعث
منها روحانية الإيمان والإحسان .. وحب الرحمان .. فلله در الشافعي كتب وبقي ما خطته يداه وسيشفع له .. وبورك أبن القيم حينما ألف كتابة نونيته القيمة ..


.
.
.








28 ربيع الثاني /1432ه


 

التوقيع

،
،
،
"﴿‏سبْحَانَ اللَّه، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَاللَّه أَكْبَرُ﴾"


التعديل الأخير تم بواسطة حمد الرحيمي ; 04-07-2011 الساعة 01:45 AM.

نوف سعود غير متصل   رد مع اقتباس