منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - [ أبُوْ حَيّانَ التّوْحِيْدِيْ ]
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-06-2008, 04:07 PM   #1
قايـد الحربي

مؤسس

عضو مجلس الإدارة

افتراضي [ أبُوْ حَيّانَ التّوْحِيْدِيْ ]




[ اسمه وكنيته ]

هو علي بن محمد بن العباس التوحيدي البغدادي، كنيته "أبو حيان", وهي كنية غلبت على اسمه فاشتهر بها حتى أن ابن حجر العسقلاني ترجم له في باب الكنى، وأورد اسمه مسبوقا بإحدى صيغ التمريض حين قال: (قيل اسمه علي بن محمد بن العباس ...).

:

[ مولده ووفاته ]
كانت ولادة أبي حيان في [[بغداد]] سنة [[310 هجرية]]؛ أما وفاته فكانت في [[شيراز]] سنة [[414 هجرية]]
وفي هذين التاريخين خلاف؛ والمقطوع به أنه كان حيا سنة [[400 هجرية]] حسب ما تفيد بذلك بعض رسائله.
ومما يروى عن بعض أصحاب أبي حيان أنه لما حضرته الوفاة كان بين يديه جماعة من الناس فقال بعضهم لبعض: (اذكروا الله فإن هذا مقام خوف وكل يسعى لهذه الساعة) ثم جعلوا يذكرونه ويعظونه، فرفع أبو حيان رأسه إليهم وقال: (كأني أقدم على جندي أو شرطي !!! إنما أقدم على رب غفور) ومات من ساعته.

:

[ أصله ونسبته ]

اختلف في أصل أبي حيان، فقيل هو من شيراز وقيل من نيسابور وقيل من واسط والراجح أنه عربي الأرومة.
وكذلك اختلف في نسبته إلى التوحيد, فقيل سببها أن أباه كان يبيع نوعا من التمر العراقي ببغداد يطلق عليه "التوحيد"" وهو الذي عناه المتنبي حين قال:

يترشفن من فمي رشفات ** هن فيه أحلى من التوحيدِ

وقيل: يحتمل أن يكون نسبة إلى التوحيد الذي هو جوهر دين الإسلام؛ لأنه معتزلي والمعتزلة يلقبون أنفسهم بـأهل العدل والتوحيد وممن مال إلى هذا الرأي ابن حجر العسقلاني نقله عنه جلال الدين السيوطي، وقال ابن خلكان في وفيات الأعيان (كتاب) بأنه لم يقف على هذه النسبة (يعني إلى التوحيد) في شيء من كتب الأنساب العربية.

:

[ نشأته وسماته ]

في عائلة من عوائل بغداد الفقيرة؛ نشأ أبو حيان يتيما, يعاني شظف العيش ومرارة الحرمان؛ لا سيما بعد رحيل والده, وانتقاله إلى كفالة عمه الذي كان يكره هذا الطفل البائس ويقسو عليه كثيرا.

وحين شب أبو حيان عن الطوق، امتهن حرفة الوراقة، ورغم أنها أتاحت لهذا الوراق الشاب التزود بكم هائل من المعرفة جعل منه مثقفا موسوعيا إلا أنها لم ترضِ طموحه ولم تتلّبِ حاجاته، مما جعله يتجه إلى وجهة أخرى، فاتصل بكبار متنفذي عصره من أمثال ابن العميد والصاحب بن عباد والوزير المهلبي غير أنه كان يعود في كل مرة صفر اليدين، خائب الآمال، ناقما على عصره ومجتمعه.

هذه الإحباطات الدائمة، والإخفاقات المتواصلة؛ انتهت بهذا العبقري إلى غاية اليأس فأحرق كتبه بعد أن تجاوز التسعين من العمر، وقبل ذلك فّر من مواجهة ظروفه الصعبة إلى أحضان التصوف عساه يجد هنالك بعض العزاء فينعم بالسكينة والهدوء.

ولعل السر في ما لاقاه أبو حيان في حياته من عناء وإهمال وفشل يعود إلى طباعه وسماته؛ حيث كان مع ذكائه وعلمه وفصاحته: واسع الطموح، شديد الاعتداد بالنفس، سوداوي المزاج ... إلى غير ذلك من صفات وضعت في طريقه المتاعب وحالت دون وصوله إلى ما يريد.

:

[ مؤلفاته ]

ترك أبو حيان التوحيدي خلفه إرثا نفيسا تزهو به المكتبة العربية في مجالات متعددة منها الأدب والأخبار والفلسفة والتصوف واللغويات إلخ...

وفي ما يلي إشارات عجلى لبعض تلك النفائس:


الإمتاع والمؤانسة
يعد الإمتاع والمؤانسة من الكتب القيمة الجامعة وإن غلب عليه الطابع الأدبي.
وهذا الكتاب هو ثمرة لمسامرات سبع وثلاثين ليلة نادم فيها الوزير أبا عبد الله العارض.
وبالإضافة إلى قيمة الكتاب الأدبية، هو أيضا يتفرد بنوادر لم يوردها غيره كما يكشف -وعلى امتداد ثلاثة أجزاء -ضخمة- عن بعض جوانب الحياة السياسية والفكرية والاجتماعية لتلك الأيام.


البصائر والذخائر
يعد كتاب البصائر والذخائر موسوعة اختيارات ضخمة؛ حيث تقع في عشرة أجزاء، انتخبها أبو حيان من روائع ما حفظ وسمع وقرأ.
وقد بلغ تعداد اختيارات الكتاب سبعة آلاف وتسعا وسبعين اختيارا حسب النسخة المطبوعة منه بتحقيق الدكتورة وداد القاضي وهي تسعة أجزاء فقط.
والكتاب لا يقتصر على الاختيارات ولا تكمن قيمته فيها فحسب، بل تتجاوز ذلك إلى قيمة ما أضافه التوحيدي إلى تلك الاختيارات من آراء وتعليقات حملت الكثير وكشفت عن الكثير..


الصداقة والصديق

كتاب الصداقة والصديق مؤلف آخر يكشف عن موسوعية أبي حيان وتبحره، وهو كتاب لا غنى لمحب الأدب عن مطالعته.
ومما قاله أبو حيان في الكتاب متحدثا عن نفسه:

(فلقد فقدت كل مؤنس وصاحب، ومرافق ومشفق، ووالله لربما صليت في الجامع، فلا أرى جنبي من يصلي معي، فإن اتفق فبقال أو عصار، أو نداف أو قصاب، ومن إذا وقف إلى جانبي أسدرني بصنانه، وأسكرني بنتنه، فقد أمسيت غريب الحال، غريب اللفظ، غريب النحلة، غريب الخلق، مستأنساً بالوحشة، قانعاً بالوحدة، معتاداً للصمت، ملازماً للحيرة، محتملاً للأذى، يائساً من جميع من ترى).


أخلاق الوزيرين
كتاب أخلاق الوزيرين أو كما يسمى مثالب الوزيرين كتاب نادر في موضوعه، جمع فيه أبو حيان مشاهداته ومسموعاته عن الوزيرين: ابن العميد وـالصاحب بن عباد وكان قد اتصل بهما فحرماه ومنعاه ولم يجد عندهما ما كان يؤمله من حظوة وصلة وإكبار.


المقابسات
كتاب المقابسات


الهوامل والشوامل
كتاب الهوامل والشوامل وهو عبارة عن كتابين في كتاب واحد، حيث تمثل الهوامل أسئلة بعث بها التوحيدي إلى مسكويه، والشوامل هي إجابات مسكويه على أسئلة التوحيدي.


تقريظ الجاحظ
كتاب تقريظ الجاحظ


الإشارات الإلهية

:

[ أسلوبه ]

كان أبو حيان جاحظي الأسلوب في طريقته الكتابية؛ حيث أولى المعنى غاية اهتمامه، فهجر السجع وغيره من المحسنات البديعية، ومال إلى الـإطناب والـتعليل وـالتقسيم، كما مال إلى أسلوب الكتابة الساخرة وإن بدت سخرية مرة في كثير من الأحيان.

 

قايـد الحربي متصل الآن   رد مع اقتباس