قبل أن يأتي النهار..
دعنا نكفن محابرنا.. ونقوم بوأدها في رمال الحديقة هذا الليل..!
هذا الليل يحتاجنا ويجتاحنا كـ وطن وأرض قد كتب عليهما القدر
الإلتصاق في كينونة واحدة تغطيها الشمس وترفرفُ على شواطئها نوارسٌ بيضاء فاتنة..
هذا الليل لا يوّد التسرب من محبرة زرقاء تنقشُ أصواتنا المبحوحة على صخرة حلمٌ أخرق.!
هذا الليل نذر ذاته لنا
,لرائحة الطين من أنفاسنا وسيمفونية شامخة تغني الصدق من حناجرنا ..
دعنا نلبسُ الأيام الأولى والماضي الأبيض..
دعنا نلقي برداء اليوم المشكّل باستفهامات عقيمة.!
ونزيل من شفاهنا اللون الفلسفي المعقد..
ونعلن إنسحاب قواتنا اللغوية من حدود ألستنتنا الشاسعة ..
ونسقط النجمات السرمدية من سماوات أعيننا ونسمو فقط ..؛
كما نحن .!
وكأننا لم نمسك القلم
ولم نسلك طريق الحرف..
ولم نعد نرتب إشتهائاتنا في ورقة مطوية وملفوفة بشريطة مُعقدة ألف عقدة .!
كما نحن ؛
بأمية لذيذة..
وجهل محبب..
وفوضى ساذجة ..!
لا تبدو إرداتي حمقاء.!
ولا رغبتي عقيمة..
بدأنا من طين لـ الطين..!
وبينهما شوائب لا يذكرها إلا يوم أخير
عجينة بملامح واحدة ..وتشكّلت في رحم الحياة حتى خرجت..
تتلقفها الريح ويتقاسمها المدى !
( منال أحمد )
[ الْضَّوء ] :
( أحمد العسكري )