منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - أحمد بخيت !
الموضوع: أحمد بخيت !
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-25-2011, 07:46 PM   #4
صالح الشملاني
( إنسان )

افتراضي




مَسَا الخوفِ يا أيها الخائفونْ
أأوجعْتُكُم؟ كلُّنَا مُوجَعونْ
لكم صرخةٌ لم تُطِعْهَا الحناجِرُ
لِي دمعةٌ لم تَسَعْهَا العيونْ
أَنَا خائِفٌ خائفٌ مثلكم
فلا تخجلوا... ماتَ مَنْ يخجلون!
أيُوجِعُكم أنَّ وردًا خبيثًا
تَفَتَّحَ فِي الليلِ دون غصونْ؟
حديقتُنا -بنتُ صحوِ البراري
ومعشوقةُ الشمس حَتَّى الجنونْ
نَبَاتاتُها يَبِسَت فِي البيوتِ
وأزهارُها سُحِقَت فِي السجونْ!
تموتُ عِطاشًا ويبقَى الهشيمُ
يكافئُ ناطورَها بالغُضونْ
يطيبُ لنا أن نشعَّ غموضًا
ونحنُ بفطرَتِنَا- واضحونْ
قعدنا لنُحصِي كوابيسَنا
وسار إلى حُلمِنَاالآخَرون
فقلنا: يغارونَ مِن خَطْوِنا
ولم ننتبهْ أننا قاعدونْ
و"حصَّالَةُ" العُمْرِ مثقوبةٌ
فمهما ادَّخَرْنا تضيعُ السِّنُونْ
سيأتي الذي سوف يأتي غدًا
ولن يجدَ الحزنُ مَنْ يحزنون!!
أمُرُّ على شارعٍ طيِّبٍ
وآوِي إلى ركنِ بيتٍ حنُونْ
وأسألُ: مَا حالُ سُكَّانِهِ؟
تخشخش جدرانُهُ: طيِّبُونْ
فما بالُ شُبَّاكِهِم؟ لاَ يُضيءُ
وتلفازِهِم؟ ضالغٌ فِي السُّكُونْ
وصُبَّارِ شُرفتِهِم؟ خائفٌ
وجرذانِ مطبخهم؟ آمنون
ولا فرَحٌ فوق حبل الغسيلِ
ولا ضَحِكَتْ لقمةٌ للصحونْ
وكلبهمُ ذابلٌ بالوصيدِ
يئنُّ فيركلُهُ العابرونْ!
ويا بابُ مَا للهواءِ ثقيلاً
كأنَّ ملائكةً ينشِجونْ
إلى أين يا بابُ سارَتْ خُطَاهم؟
ومن أين جاء الغبار الخؤون؟
متى صارت الغرفُ الطَّـيِّبات
قِلاعًا يدمِّرُها الفاتحونْ؟
يقولُ لِيَ البابُ: إنَّ البيوتَ
كأصحابِها لاَ تعرِّي الشجونْ
تَعَرَّ قليلاً فكمْ عورةٍ
تعرَّتْ وحُرَّاسُها غائبونْ
أرى الماءَ فِي كوبِهِمْ ظامئًا
أتظما المياهُ لِمَن يشربونْ؟
أيبكي الكتابُ على فرصةٍ
لترميمِ أرواحِ مَنْ يقرؤون؟
أيهفو السريرُ إلى دِفئِهِم؟
إلى ركضِهِمْ؟ أينَ مَن يركضون؟
أتخْجَلُ يا حارسَ الطيِّبِينَ
لأنَّكَ حيٌّ وهُمْ ميِّتُونْ؟
هُنَا...يا هُنَا كانَ لي أصدقاءُ
خِفَافٌ بأحلامِنَا مُثْقَلُونْ





.



 

التوقيع

/
وتكبر فيني الغربة وما تعرفني ... بلادي !

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

صالح الشملاني غير متصل   رد مع اقتباس