منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - شَرَائِعٌ سَودَاءْ ...!!
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-08-2008, 05:41 PM   #1
غدير العمري
( كاتبة صحافيّة )

افتراضي شَرَائِعٌ سَودَاءْ ...!!





نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


يَبزّغُ الفَجرُ أخيرًا بَعد لَيْلَة كَتِيحَة ، مََرصُوفَة مَسَافَاتها بِالأحجَار
قَبِيح وَجه اللَّيْل الأسوَد لايَفتَأ يُمَارِس سَطوّتَه بِخنُوعِي
جَوقَةٌ بِه مَحمُومَة تُنذِّرُ بِعودَة الاستِئنَاف غَدًا فِي عَقد أوَاصِر صِلَة مَع الآتِ
يَقُولُون كُلّ شَئ يَذهَب لايَعُود ،إلا هُو أُقسِم أنَّهُ عَائِد
لايَنفّك يُرَاودِنِي فِي انبِعَاثٍ هَمجّي لـِ جَاثُومِه الرّابِض
أعلَى ظَهرِي وأنفَاسه التِّنِينِيَّة الحَارِقَة ..!!

يَقتَرّب اللَّيْل الآخَر وَتَقتَرّب مَعه مَخَاوفِي واحتِيَاجَاتِي
لـِ غِطَاء يَمنحَنِي دِفء المَوَاقِد
أو رُبَّما لِصَوتٍ حَنُون أستَعذبته بِالرُّغمّ مِن قَسوَتهِ
وَزَمهَريْر حَشرَجَته ..
لِيُشعرنِي بِتخَاذُل يَتثَاءب فِي حَضرَة الخَرِيْف
مَعسَُوفَةٌ أنَا بِشِرَاكِه ، تَوَّاقَة أذنِي لحَسِيسِ النَّبض الهُلامِي بِالأعمَاق ..!
أخشَاه كُلَّما هَمَمّت بِمّد يَدّي لِهَاتفِي الخَلوِيّ
أن تَسرِي نَغمَات مَشغُولَة بِحرَارَةِ سَاعَاتٍ طوَال ..
الشّكُوك بَاتَت تَطرقُنِي وَالعَقل أصبَح مَرتَعًا للظُّنُون
وَالرُّوح مَهوَى سَحِيق لِوَاقِع مَقهُور .. وَ لامَنَاص ..!

طَوِيْلٌ لَيْلُ الشَنَاءَة ..
لَم أعد أُحصِي عَدَد المَرَّات الّتِي تَقيَّأت بِها المَوت
عَلَى كَنه الاحتِمَالات ..!
وَ بَيَن الإنهزَامِيَّة وَالوَاقِعيَّة حَلمتُ بلَيلَة أوسْتُقراطيَّة
تَأخُذنِي بِعُنفٍ لِحدُود الشَّمَس وَتَرمِنِي بِنشوّة عَلَى خَدّ القَمَر
تَتَذَّوق بِها شَفتَيّ دِمَاء القُرنفُل وتَلِيْن لِوَقعِ عَزفهَا أحجَارُ اللَّات
كُوفِيَّة تَكسِفُ البَال وتُيُسَاير العُروق بإزرَاء ..!

هَل لَك أن تَتَخيَّل مُمَارسَة الحُلم عَلَى أعيُن السُّهَاد
لِتُبعِد عَنك سَمَاء الجَهامَة بِضَبَابٍ يَملأ المَنَافِي الضَّالَة
وَفِي خَرَائِط رُوحك يُبَاب رَمَادٍ غَائِر مُنحدِر نَحوّ خِنق الطَرِيْق ..!

هَيَّا ..!
المس الحُلُم بِيدٍ حَانِيَة حَتَّى تَدِميك أشوَاك وَاقِعك
لَعلّ العَقل يَعُود إلى رُشدَه وتَؤُول بِِأكنَافِي مُحجَات تَربأ النَّفسُ لَها
بَعَد غَفلَة مَنقُوعَه بِحُلم يَلعَق الجَرح وَينفُض غُبَار التّخيُلات ..!
ولِتُدرّك أنَّ الجِيَاد أيضًا تُنهَك حِيْن تَطُول بِها الأسفَار
وتَعتَليهَا صَهوَّة النَّار ..؟
وإيَاك .. أن تُقدّم الحِجج قَرابِينًا لِأكنَان الرُّوح
بِذَاتِ التَّعويذَات التِي تُلقِيهَا كُل مَرَّة
فَوق إسفِلتٍ أوهَمتَنِي أنَّه شَدِيْدُ الإخضِرَار .. !

.
.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

غ.دِي
05-08-2008


 

التوقيع


،‘‘،

ثمَّة مَطَر ..!
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


التعديل الأخير تم بواسطة غدير العمري ; 11-08-2008 الساعة 05:44 PM.

غدير العمري غير متصل   رد مع اقتباس