منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - كليلة ودمنة رؤيا بنفسجية
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-12-2014, 08:26 PM   #1
برهان المناصير
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية برهان المناصير

 






 

 مواضيع العضو
 
0 هب الأسى. ..
0 رحيل البنفسج
0 رثاء الحبيب
0 يا قبر ...

معدل تقييم المستوى: 44

برهان المناصير لديها سمعة وراء السمعةبرهان المناصير لديها سمعة وراء السمعةبرهان المناصير لديها سمعة وراء السمعةبرهان المناصير لديها سمعة وراء السمعةبرهان المناصير لديها سمعة وراء السمعةبرهان المناصير لديها سمعة وراء السمعةبرهان المناصير لديها سمعة وراء السمعةبرهان المناصير لديها سمعة وراء السمعةبرهان المناصير لديها سمعة وراء السمعةبرهان المناصير لديها سمعة وراء السمعةبرهان المناصير لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي كليلة ودمنة رؤيا بنفسجية


كليلة ودمنة رؤيا بنفسجية
قال دمنة لأخيه كليلة : يا أخي ما بال وجهك كاسفا ، طوي بساط أنسه ، وأنا الذي عهدتك طلق المحيا ، يترقرق في وجهك ماء البشر ؟ فقال كليلة : ما بالك بابن أوى وقد عشق فراشة ، فأخذت بلبه ، وملأت فراغ قلبه وهو مع ذلك يعلم بأنها حلم لن يتحقق فكيف ترجو أن يكون حاله ؟!

قال دمنة : يا لك من بائس مسكين لقد والله رمت أمرا معضلا دونه خرط القتاد ولست أراك إلا كعصفور الندى الذي عشق النحلة !

قال كليلة : وكيف كان ذلك ؟!

قال دمنة : زعموا أن عصفورا رقيقا كان يجمل في المجالس ذكره ويطيب في المحافل نشره من ذوي الرصافة والحصافة والحنكة والرأي وهو مع ذلك قد امتهن مهنة غريبة لا يستطيعها أحدا سواه فيتخير أقلامه من أرق أغصان الورد ويتخير صفحاته من أجمل أوراق الورد واتخذ له دواة من الندى فلا يفتأ يتخير الكلمات البليغة فيرقمها على أوراق الورد بحبر الندى فيحسن تصويرها وكأن سطوره سبائك الفضة !!

وكان قد عظم شأنه وانتشر خبره حتى سارت بأوراقه الركبان وبات عشه مزارا لعشاق الشعر والورد وما زال هذا شأنه حتى أتى ذلك اليوم الذي مضى فيه إلى حقول الورد فأخذ يقلب بصره بأوراق الورد ليتخير منها ما يصلح لكتاباته فلمح نحلة رقيقة مشرقة الجبين ظريفة الهيئة مفرطة الجمال فأخذت بمجامع قلبه وأشرب قلبه حبها فاستهوته ودلهته فألمت بشأنه واطلعت على سريرة أمره فقالت وأينك مني وهل أنا إلا حرف ستكتبه على أوراقك ثم تنساه ومنحته ابتسامة رقيقة كان فيها ما فيها من الوجد والغرام فسرت في أوصاله رعدة كاد أن يلفظ آخر أنفاسه بها ثم مضت لشأنها وتركته مسبوه الفؤاد شارد اللب قد راعه ما رأى من جمالها وسحر بفتور أجفانها واختلب بعذوبة منطقها فانقلب إلى عشه وقد ألم به من غصص الحب ما ألم ومكث أياما لا يبرح عشه وقد التاث عليه أمره فقد كان رقيق الفؤاد مرهف الحس عفيف الحب عذري الهوى وكان لذلك العصفور صديق من صفوة أصحابه فعاده يوما وقد استطال غيبته فما أن رأى رقدته ألم بكل شأنه من غير أن ينطق فقال له ماذا فعلت بنفسك يا صاحبي فحاول أن يكتم عن صديقه أمره فقال صديقه يا صديقي لقد نم عليك سقمك وفضح الدمع سرك وما أن رأيتك حتى علمت بأن الحب قد ضرم أنفاسك فما شأنك وإلا فلست بصديقي الذي عرفت وأحببت !

فأطلعه على سريرة أمره وشكى إليه الوجد الذي استوقد ضلوعه والسهد الذي أنحل جسده فقال صديقه لقد علمتني مجتهدا لك في المشورة لا أدخر عنك نصحي ولكن الحب يا صديقي لا تنفع فيه المشورة ولا النصيحة وأن القلب إذا وله ينغلق فلا يرى إلا صورة من أحب ولا يسمع إلا صوته ولا يشعر إلا به فلست أملك لك من الأمر شيئا إلا أن ألازمك حتى نرى ما ينتهي إليه الأمر وسأصحبك بعقلي وقلبي فقال له العصفور أما أنا فما عدت أنتفع بنفسي ولست أراني إلا ماضيا إلى خليتها لعلني أحضى بنظرة تحيي يباس الروح وتبعث فيها الحياة فقال صديقه فإني معك أين ذهبت سأرافقك ولن أبخل عليك بروحي فأجمعا أمرهما على الذهاب

فانطلقا وما أن وصلا إلى الخلية حتى بادرهما النحل بالهجوم وما زالا يتقدمان حتى سقط العصفور ميتا واستطاع صديقه الفرار بعد أن أصابه اليأس من إسعافه فعاد أدراجه وقد أنهكته الجراح وأورثه موت صديقه حزنا وغما أنساه جراحات الجسد وطفق يطير تارة ويسقط أخرى حتى وصل إلى عش صاحبه فذهل مما رأى فقد وجد تلك النحلة التي وصفها له صديقه تجلس هناك فاقترب منها وقال لها لا تفزعي مني فأنا صديق عصفور الندى وسألها عن أمرها فأخبرته بأنها ما زالت في حرقة وغصة مذ لمحته فأعملت الحيلة وهربت وبقيت تسأل حتى اهتدت إلى عشه فلم تجده !

فأخبرها ما كان من أمرهما فصاحت صيحة لفظت فيها آخر أنفاسها

فبكى كليلة بكاء مرا وأيقن بأنه لن ينتفع بعقله ولا بعقل أخيه وقال لأخيه ولكني يا دمنة أرجو أن ينتهي بي الأمر كما انتهى بالنملة الشقراء

قال كليلة : وما مثل ذلك ؟
برهان المناصير

يتبع إن شاء الله تعالى

 

برهان المناصير غير متصل   رد مع اقتباس