[سالم عايش]

سؤال أوجهه لنفسي وللجميع المتابعين للشعر :

لماذا يختفي نجوم الشعر الشعبي أو يقل حماس الآخرين تجاههم ؟

أما إجابتي التي تمثلني وحدي أن 95 % من شعراء الساحة الشعبية إبتداءا من شعراء الثمانينات إلى اليوم

هم شعراء منتهية صلاحيتهم !

والسبب الجلي للقلة أنهم شعراء أو قصادين أو منشدين ، حفظوا الوزن والقافية واقتحموا هذه الساحة التي

تعتبر الملاذ الآمن لمحدودي الثقافة وضعيفي الفهم للشعر، ونشروا قصائدهم التي تجيزها الذائقة على

مضض، والمشكلة أو المعضلة ليست في القصيدة ولكنها في الاستمرار.

لأن شعرائنا المعنيين لايرتكزون على قاعدة ثقافية صلبة ، فتجدهم مترنحين مرة تجد الواحد منهم يكتب

قصيدة جميلة ومرة يكتب قصيدة سيئة إن لم تكن سيئة جدا، مما يبرهن لك أنهم شعراء غير قابلين للاحترام

الأدبي وغير جديرين بالاستمرار أيضا.

والمتابع للساحة الشعبية يعلم أن هذا الكلام ليس تجنيا بقدر ماهو وضع اليد على الجرح .

فهؤلاء الشعراء منتهو الصلاحية أو نجوم القنوات الشعرية المتخصصة ، الذين تحزن لحالهم عند رأيتهم

في لقاء متلفز ، فأذكر أن أحد الرموز البالية للساحة الشعبية حل ضيفا على برنامج شعري وكنت أتمنى

أن أرى أي لقاء يعرض ثقافته لنا، وإذا به صاحب ثقافة بسيطة ضحلة أشفقت عليه عندما رأيت ذلك

المذيع يمرر عليه الأسئلة وهو يبتسم ويقول سلمك الله، ولو علم لضرب رأسه حزنا وألما !

وليس عنكم ببعيد اللقاء الذي أجري مع ثلاثة من الشعراء البارزين والمهمين بالساحة وكان رابعهم

الدكتور سعد الصويان ، وكانت المستضيفة لهم المذيعة كوثر البشراوي التي كانت تعاملهم كأطفال

باستثناء الصويان حيث وجهت لهم سؤالا واحدا وعرضته عليهم جميعا كي يجيبوا عليه كطلاب

واحدا خلف الآخر وتبتسم وتقول ننتقل لشيخ الجلسة وتسأل السؤال المحرج لهم متوجهة به إلى للدكتور

الصويان قائلة : (( هؤلاء الشعراء باستثناء مايحملون من ثقافة ألا يستحق مايقولون من شعر أن يسلط

عليه الضوء !!!!!!!!!!!! )) ولسنا بصدد إجابة الصويان بقدر مانوضح فداحة الموقف !

والمتابع يلحظ أن المفارقات عجيبة بين مايقول الشعراء من شعر وما يحملون من ثقافة مما يوقعهم

بالكثير من الهفوات .


ختاما:

الثقافة الواسعة والإطلاع الأدبي الشمولي ليس حكرا لأحد من دون أحد، فالجميع يستطيعون تطوير

أنفسهم وتطوير أدواتهم وبالأخص من يطرح أسمه شاعرا أو كاتبا أو ناقدا.