منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ..!
الموضوع: ..!
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-12-2012, 11:57 PM   #12
فيصل الرحيّل
( كاتب )

الصورة الرمزية فيصل الرحيّل

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

فيصل الرحيّل لديه هالة مذهلة حولفيصل الرحيّل لديه هالة مذهلة حول

افتراضي












.

.

.

.

.




( أعطني سترة نجاة .. وارمني في " swimming pool " ..! )







في صباحٍ مشمسٍ مشرق .. كإشراقة وجه الأميرة .. // ماجدة الرومي ..!
التقيت أحد الأصدقاء في فناء الجامعة .. وأخذت أحدثه حول أمرٍ أود المضي فيه ..
وبعد أن اثنى على الفكرة التي قمت بطرحها ختم حديثه لي قبيل أن انصرف بـِ قوله ...:
حظاً سعيداً يا فيصل .. !

التفت لـِ صديقي والابتسامة تعلو وجهي .. وقلت ...:
ماذا قلت .. ؟! حظاً سعيداً .. ! تباً لك يا صديقي .. وما حاجتي للحظ ..
وحده الفاشل والخاسر من يحتاج إلى الحظ السعيد ..


هل للحظ دور في نجاحنا وفشلنا .. في تقدمنا وتراجعنا .. .. .. ؟!
لا أعلم .. لكن هنالك الكثير من الأمثال العربستانية التي تشير إلى أهمية الحظ ..
في حياة المرء والمكانة المتميزة التي يحظى بها .. ( أعطني حظاً وارمني في البحر )
يا راااااجل .. مين اللي ضحك عليك وقالك ان الحظ طاقية الاخفاء .. يعني متخفش ..
أقدع سمكه مش حتشوفك ..

أو ...:
إن حظي كدقيقٍ فوق شوكٍ نثروه .. ثم قالوا لحفاةٍ يوم ريحٍ اجمعوه
صعب الأمر عليهم ثم قالوا اتركوه .. إن من أشقاه ربي كيف أنتم تسعدوه



أمثال عديدة وحكم فريدة ما أنزل الله بها من سلطان تتغنى في الحظ .. وفي الواقع ..
لدينا الكثير من الأمثال والحكم السخيفة .. التي تحتاج إلى إعادة تصنيع وتدوير وتأهيل
من جديد .. كي تتماشى مع النمو الفكري والثقافي في هذه الحياة مع مرور الوقت ..


وبما أننا نتحدث عن مستر " حظ " إليكم هذه الحادثة ...:
في زيارة لي لـِ مدينة الجبيل قبل عدة أيام .. التقيت بمجموعة رائعة من الأشخاص ..
في عشاء أقامه خالي ..// بوفهد .. بمناسبة انتقاله إلى عمله الجديد ..
مجموعة ممن يتمتعون بفكر قويم وخلق عظيم .. أخذنا نتجاذب أطراف الحديث ..
بصورة راقية حول مواضيع عدة .. وأتذكر جيداً أننا تطرقنا لذكر المدعو " حظ " ..
من ضمن الحديث .. حيث أعجبني كثيراً الأستاذ ..// حمود السعدون ..

في حديثه حول الحظ .. والتطرق إلى أهميته وضرورة تواجده ..
فتجاذبنا أطراف الحديث .. وفي الحقيقة .. قلت له ربما .. ربما تكون على حق ..
فيما ذهبت إليه .. لكن من الصعب .. أن أوافقك .. حيث لا يمكننا أن نستدل ..
على أي شيء قاطع يشير .. إلى ذاك المدعو " حظ " ..

فعرضنا مثالاً على ذلك .. تبادلنا فيه فرض المعطيات وسرد الأحداث ...:


المثال الذي ذكرناه .. هو لو أننا فرضنا أن (10 ) أشخاص ..
قرروا السباحة من الضفة ( أ ) إلى الضفة ( ب ) حيث يفصل بين الضفتين ..
بحر عميق تتصارع فيه الأمواج .. ولو فرضنا أن ( 9 ) أشخاص يجيدون السباحة ..
وشخص واحد فقط لا يجيدها .. في هذا الوضع من الطبيعي أن يغرق ذلك الشخص ..
والبقية قد لا يصل منهم إلى الضفة الأخرى سوى واحد .. فرضاً .. !

هنا .. يمكننا قول أن من استطاع اجتياز البحر .. هو الأفضل من بينهم ..
وهو صفوة الصفوة من بينهم .. فبادرني الأستاذ حمود السعدون .. قائلاً ...:

وماذا لو أمسك أحدهم بلوحٍ خشبي .. واستند عليه ..
وأحسن استغلاله في التغلب على البقية .. ألا نسمي ذلك حظاً ..!

بالتأكيد لا يا بوثامر .. ليس حظاً .. فقد يرى أحدهم اللوح الخشبي ..
ويتفاداه خوفاً وخشية من أن يرتطم به .. ويعيق حركته فيخسر ..
وهو في وضعٍ لا يسمح له بالتفكير بهدوء وبتعقل .. فهو أحوج ما يكون ..
إلى قرار سريع يتخذه بلمح البصر .. متحملاً ما سيترتب عليه من عواقب ..

في حين أن من كان خلفه .. لمعت في ذهنه فكرة ما .. جازف في تنفيذها ..
وأمسك اللوح الخشبي .. مستنداً عليه .. ومتجاوزاً من كان أمامه ..
ما حدث هنا .. لا يمكن أن نطلق عليه " حظ " .. فهذا الشخص يعد الأكثر مرونة ..
وذكاء من البقية .. لكن لماذا .. ؟!

لأنه قام باستخدام إحداثيات جديدة للهدف الذي يصبو إليه حسب المتغيرات ..
والمعطيات التي طرأت وطفت على السطح .. موضحاً ومبرهناً على القدرة والموهبة الفذة
التي يتمتع بها في التماس الفرص التي قد تتاح له والاستفادة منها بطريقة جيدة تساهم
في خدمته ..


جميع الأمور والأحاديث والنظريات والطرق التي تتعلق بـِ الحظ ومستلزماته وما يتعلق به ..
تقودني إلى ذات الطريق .. وهو أن الحظ شيء مجهول وغامض .. لا نعرف كنهه ..
ومن الصعب ايجاد منطق فعلي له نستند عليه .. فهو أقرب ما يكون إلى الـِ ( ميتافيزيقية )
وهي عبارة عن مزيج من أسس ومفاهيم أنطولوجية .. تجعلنا في دوامة كبيرة من التساؤلات
الاستفهامية .. الاستفهام حول وجوده .. والاستفهام إلى حول أي حد هو موجود ..
والاستفهام والتساؤل ما إذا كان وجوده .. عقلي أم مادي .. ؟! وإن كان عقليا ..
فلم ليس فكراً خالصاً أو عدماً .. وإن كان مادياً .. فلابد من أساس يدعمه .. لكننا لا نراه .. !


في قضية الحظ .. لا شيء مهم كـ شخصية المرء .. فهي تلعب دوراً محورياً وهاماً ..
في الحظ .. وفي جعل صاحبها محظوظا أم لا .. فمن المستحيل أن يلازم أحدهم الحظ السيئ
على الدوام .. إلا إن أهمل بناء شخصيته .. فـ متى ما امتلك المرء شخصية متميزة ..
تدرك كيف تلاحظ الفرص .. وكيف تكتشفها .. وكيف تستغلها .. وكيف تصنع ..
من أنصاف الفرص .. فرصاً .. تغتنمها وتوظفها لمصلحتك .. حينها تدرك جيداً ما هو الحظ .. !

يجب أن نمنح أنفسنا وذواتنا أفق أرحب لكي نحلق بعيداً .. لا أن نحبس أنفسنا في قم ..
لفكرٍ معين يتطلب منا الخروج منه .. وقتاً طويلاً .. كان كفيلاً بهدر الكثير من الفرص ..
والمتغيرات التي كان بالامكان استغلالها .. لولا تلك الطريقة التي باتت مستهلكة في التفكير
والتعاطي مع أمور الحياة .... في نهاية الأمر .. ما نكون عليه في حياتنا .. وفي تفكيرنا ..
وفي شخصياتنا .. ينبعث منا على صورة وهيئة طاقة .. تنعكس بالتالي إلينا وعلينا ..
من جديد كما لو أننا كنا ننظر إلى ذواتنا في مرآة .. !







( ... الفكرة ... )

حظاً سعيداً .. !
إهداء .. إلى كل فاشل ينتظر سماعها ..
ممسكاً بـِ قطعة نرد .. محكماً عليها بـِ قبضة يده ...!

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




 

التوقيع


faisalalraheil@.
.
تمهل أيها الفأس إن نصفك شجرة

فيصل الرحيّل غير متصل   رد مع اقتباس