منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - قبلة على فمِ العدوّ
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-20-2013, 03:06 AM   #5
سارة النمس
( كاتبة جزائرية )

الصورة الرمزية سارة النمس

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 12

سارة النمس سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية

افتراضي




وصلنا إلى الملهى أخيرًا ، و على أنغام " لايدي غاغا " رقصت كالمجنونة ، وسط مجموعة أصدقاء إيثان ، تسمرت كل العيون عليّ و حسدوه كما سمعت منهم على إمرأة فرنسية جميلة و مثيرة لهذا الحد ، و كالقرد الأهبل صدّق أنني له قائلا أنه الرجل الأكثر حظا ، بعد تلك الرقصة المجنونة ، قررت أن أذهب إلى الحمام ، كي أصلح ماكياجي " انسحبت ألتقط أنفاسي و أمسح العرق الذي انساب على عنقي و صدري ، القسم الأكبر من المهمة قد انقضى ، و ليس عليّ سوى ترك الحقيبة في الحمام ، و الادعاء أنني سأتحدث بالهاتف خارج الملهى ثم النفاذ بجلدي ، بعد أن وضعت طبقة من ملمع الشفاه ، و عطرًا تحت أذني ، تركت الحقيبة في الحمام و خرجت متفادية الاحتكاك بمن عرفت من أصدقاء إيثان ، إلى أن أصبحت المسافة بيني و بين الباب مترين ، اصطدمت بشاب طويل ، كان ينوي الدخول ، انحنى ليحمل لي هاتفي و عندما رفع رأسه رأيته إنه " حازم " :

- يا إلهي . . . ما الذي تفعله هنا ؟ " سألته بالفرنسية "
- جئتُ لأراكِ
- هل أنت مجنون ؟ هناااا ؟
- قلقت عليكِ
- علينا أن نخرجَ حالاً
- الشرطة تطوّق المكان
- ماذا ؟ كيف ؟ و لماذا ؟
- لست أعلم شيئًا ، و لكنهم يشتبهون في أحدهم ، و يفتشون كل من يدخل و يخرج ، كيف ستقابلينهم من غير حقيبة ؟ و بلا هوية ؟ سيكتشفون أمركِ ، سيستغربون كيف دخلتِ بلا هوية ، أو يطلبون منك العودة من أجل جلب الحقيبة
- ما الذي علينا فعله ؟ ليس بوسعي التراجع الآن

خرجت سيّدة أربعينية من غرفة الحمام ، ممتلئة الجسم ، قصيرة القامة بشعر قصير لونه أحمر تنادي بلغة عبرية و عندما لم ألتفت صاحت بلغة إنجليزية ركيكة :

- سيدتي لقد نسيتِ حقيبة يدكِ
- انتهى أمري يا حازم
- اخرجي
- لا بأس ، أفضل الموت على هذه الأرض ، على العيش على أرض أخرى ، أخرج أنتَ و لا تتوقف عن النضال . . يومًا ما ستستردون الأرض و سيجازيكم الله خيرًا على صبركم
- لن أتركك هنا
- حازم أنت بطل ، و لازال بوسعك أن تقدم لوطنكَ الكثير
- فلسطيني آخر سيموت ، موتي لن يحدث فرقًا
- أتوسل إليكَ . . . إرحل
- إيمـــــــان . . . و أنا أفضل الموت معكِ على العيش مع امرأة أخرى

بعد الجملة التي قالها ، رميت بنفسي عليه ، بكل قوّة و حرارة عانقته كما لم أعانقه يومًا كما لم أعانق أحدًا ، و قبلّته كما لم أقبله يومًا ، توحدّنا ، التحمنا . . . . . انفجر المكان ، و انتهى كل شيء ، لقد كنتُ الجزائرية الوحيدة هناك كما كان الفلسطيني الوحيد ، و هكذا نفذتُ المهمتين معًا ، مهمة إيصال المعلومات التي حصلت عليها من إيثان إلى الجهة الفلسطينية المهتمة ، و مهمة تفجير الملهى بقلب تل أبيب ، انتقامًا ، ثأرًا و هدية للفلسطينيين .

انتهت



سارة النمس

 

التوقيع


لقد فهمتُ أخيراً معنى أن تتركَ وطنك لتكون في وطن الغير
الأمر أشبه بأن تترك بيتك و تمكث ضيفاً في بيت آخر
ستدرك أنك مهما مكثت ستظل ضيفاً و لست صاحب البيت !

من رواية " الحب بنكهة جزائرية "

سارة النمس غير متصل   رد مع اقتباس