منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - حكاياتٌ يقصها لكم جدّي (جونو)
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-16-2007, 04:02 AM   #2
أصيله المعمري

شاعرة و كاتبة

مؤسس

افتراضي


قصة أحمد ومنار
(حب 7 سماوات وأرض)



المياة بدأت تستقر في بيت العريس الجديد (أحمد) لكون بيتهم قريب جداً من أطراف الوادي _الذي كان يحتضن وقتها كميات كبيرة من المياه لم يعانق مثلها طيلة حياته_....
الأمطار الرعدية تتراقص وبعنف فوق سماء مدينتهم الطاهرة ..والسحب الركامية ألبست بيتهم والبيوت المجاورة سواد غريب وحشي ...وكأنه ملك الموت يصرخ أنا قادم...
أحمد بين حين وآخر يطل من ستارة تلك النافذه..يزيحها، والذعر يزيح قلبه من مكانه....ليرى آخر أحوال بيته من الخارج...
لـ يعود والحسرة والحسرة والحسرة تقطعه على ما رسم من أحلام وأماني والإعصار يقتل...

أحمد يرى كل شيء في ذهاب
ولا يستطيع أن يفعل شيء
الأشجار بدأت تتساقط والريح زادت من قسوتها ...والبيت بدأ يرجف
زوجته منار ما زالت تصدح بالقرآن وتقرأ ...منار كانت خاشعة تبكي ترسل روحها والدعاء للسماء لـ يحفظ الله حبهم والخير...
الأوضاع بدأت تزداد سوءاًَ
والتيار الكهربائي انقطع
منار من مواليد برج الدلو والذي يخاف أصحابه من الظلام كثيراً...فعندما انقطع النور وقف لسان منار وهي تقرأ وبعبرة: (( يومئذ يصدر الناس أشتاتا أ ش ت ا تا)) توقفت وقتها منار وصرخت تبحث عن أحمد قائلة: هل متنا ؟هل متنا؟
أحمد ينتشل زوجته وبألم وهي تبكي
أحمد يحاول أن يخلق نوراً لها وفعل بواسطة المصباح اليدوي يرحمه الله....
لم تلبث منار أن تفتح عينيها وبـ سكينة إلا أن زجاج البيت ونوافذه بدأت تتكسر وبدأ الماء يدخل للطابق الأرضي من كل مكان....
والريح تهدم الأبواب بشدتها ...الماء يصافح طهر ذكرياتهم ويجرف كل أثاث الطابق الأرضي في لحظة واحدة وأحمد ومنار يركضون بأرواحهم لـ يصعدوا للطابق الأول من بيتهم فـ يفلتوا من فم الاعصار

منار كانت تمسك بيدها اليمنى (المصحف) الذي كانت تقرأ منه قبل قليل وبيدها الآخرى كانت تشد على حبها الذي تراه سيموت بعد أن عاش طيلة السنين الماضية(أحمد)...وأرواحهم تركض فالموت خلفهم يشمر عن ساعديه..ولكنه لا مفر منه فالماء بدأ يحاصرهم من كل مكان والموت قادم حتى للطابق العاشر _إن وجد_....وقتها كان يعتذر بيت الأحلام لـ حلميه (أحمد ومنار )كان يتأسف عن عجزه في أن يحافظ عليهم وعلى حبهم فالمياه دخلت والبيت غارق غارق لا محالة...حاول أحمد أن يتصل بـ الدفاع المدني ولكن لا إرسال فشبكة الاتصالات تعطلت... حاول أن يلوح للريح للمطر للسماء لـ جونو لـ أحد ، لـ لا أحد حتى ينقذهم ولكنه لم يجد ....قلب منار وقتها مات خوفاً من ما شاهدت والظلام وصوت الريح الذي كان يبتلعهم بصخب..الماء بدأ يصل للطابق الأول ويجرف كل ما فيه من ذكريات وخطى رسمتها قدم منار الرقيقة.....أحمد يسحب منار وبقوه ليصعدوا سطح منزلهم فالموت قادم والروح غالية....هناك للأسف لم يسلم جسد أحمد ومنار النحيلين من الريح الشديدة العاتيه والأمطار والحصار أشتد بهم فالماء يعتصر بيتهم ويجرفه في طابقه الأرضي والأول والريح تتراقص فوق سطح المنزل....الموت الموت الموت في كل مكان وفي كل زاوية...وعين أحمد صامتة غارقة في حبٍ قد كان عرضه السماوات والأرض ولكن اليوم عرضه أضيق من ثقب ابرة...منار وأحمد جرفهم القدر وابتلعهم الماء الذي كان يعتصرهم والأثاث.... كانت منار تتنفس زفراتها الأخيرة وأحمد كذلك هو الآخر والذي فقد الوعي قبل منار المسكينة ...والتي حكم عليها القدر في أن ترحل روحها بعد دقيقة واحدة تقريباً من رحيل روح زوجها وحبيبها أحمد.......... يد منار ما زالت بـ يد أحمد والمصحف باليد الآخرى

 

التوقيع

لا يوجد شيء لـ عرضه


التعديل الأخير تم بواسطة أصيله المعمري ; 06-16-2007 الساعة 04:05 AM.

أصيله المعمري غير متصل   رد مع اقتباس