منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - مابين الكاتب والقارئ والشيطان الثالث
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-28-2017, 08:31 AM   #1
إبراهيم عبده آل معدّي
( كاتب )

الصورة الرمزية إبراهيم عبده آل معدّي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 629

إبراهيم عبده آل معدّي لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم عبده آل معدّي لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم عبده آل معدّي لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم عبده آل معدّي لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم عبده آل معدّي لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم عبده آل معدّي لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم عبده آل معدّي لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم عبده آل معدّي لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم عبده آل معدّي لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم عبده آل معدّي لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم عبده آل معدّي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي مابين الكاتب والقارئ والشيطان الثالث


هل نحن لدينا الشجاعة والصراحة بأن نكتب ما نعتقد وما نؤمن بصحته ، أو ما نؤيده في داخلنا ؟ أم أن ما نكتبه هو ما يحبه الآخرون حتى أكون مقدما لما يُرضي عني القارئين ؟

هناك من إذا قرأت له تشعر بأنه يستجدي بكل الطرق رضا الشخوص القارئين لموضوعه فإذا كتب في صحيفة أو تحدث في منبر إعلامي معين سيغلب عليه توجه معين ستراه يكتب ويتحدث لأصحاب ذلك التوجه مايرضيهم ، وهو نفسه لو ذهب منبر إعلامي آخر بتوجه نقيض للأول فستجده يكتب بما يحبه أصحاب التوجه الآخر في كتابته ، وفي نظري هذا النوع من الكتابة ليس ذكاء بقدر ماهو خوف من القارئ أو استجلاب محبة وإعجاب (مشحوذ) قصرا ، ولم يكن هذا النوع من الكتابة ولو استمر بعض الوقت مقنعا للآخرين لأنه لم يخرج أصلا بقناعة كاتبه ، ومن خصائص الكتابة الجيدة المؤثرة حتى ولو كانت مخالفة للكثيرين كـ(رأي) هو أن يقدمها الكاتب وهو مقتنع بما يخطه قلمه ، وتظهر الكتابة المموهة والتي تخرج عن غير قناعة واضحة جلية فكيف يقنعك بأمر ما كاتب ليس مقتنع هو شخصيا بما يكتب ؟!

والسؤال هو : الكتابة لمن ؟

حيث الأمر يختلف من شخص لآخر في معنى ذلك التساؤل فهناك من سيحب نوعية الأمر المكتوب هل هو مما يعايشه المجتمع أم مما يعايشه الكاتب كأمر خاص جدا به ، بينما الكتابة كفن يجب أن تنطلق من خلال فكر الكاتب ومعاناته قبل وأثناء الكتابة وتفاعله مع الموضوع المطروق ولم يكن للكاتب أن يضع القارئ في ذهنه أثناء كتابته للموضوع وإلا لأنتج موضوعا (مهترئا) ينشد به غاية واحد هي ( رضا) القارئ عنه ، ومن لزوم الكتابة كما أرى هو أن يكتب الكاتب بكل حواسه مجتمعة فلو أمسك الكاتب القلم وقال اكتب أيها القلم ، فلن يكون المكتوب صالحا للقراءة إذا لم يكن هنا انفعال سابق للموضوع المراد كتابته حتى يظهر مستحقا لقراءة ، فعلى الكاتب أن يتوحد مع نفسه في كتابة موضوعه الخاص به منغمسا فيه لايحسب حسابا للقارئ (خاصة في لحظة الكتابة) ولاشك أنه في النهاية سيلمس موضوعا يهم القارئ بكون الكاتب كائن اجتماعي مثله مثل القارئ تماما .

كما أن الكتابة لاتعني أن نأتي بالغريب من الألفاظ كأن نقول مثلا ( عندما شاهدت الناس وقد "انفرنقعوا") فليس مكان ذلك اللفظ هنا ، أو أن نستخدم بعض الأمثلة في غير محلها ، أو الأبيات الشعرية غريبة الألفاظ في موضوع لايسلزمها فلن نأتي في مقال بسيط لنقول مثلا : (غدائرها مستشزرات إلى العلا. تضلّ العقاص في مثنّى ومرسل)، أو أن نستخدم أيضًا ألفاظا في غير ما يحتاجه النص إليها ، أو أن نظهر عضلاتنا الكتابية في موضوع عام جالبين مصطلحات دون تفسير معانيها أو كلمات تكرر دون بصيرة وكنا نستطيع الاستعاضة عنها بما يجعل القارئ يمضي قراءته بسلاسة ، وطريقة استخدام المفردات التي نقول عنها ( اللغة العربية البسيطة) بمعنى أنها العربية البسيطة وليست المتقعرة .

في نهاية مقالي هذا أجد أن الكتابة لابد أن تكون عن قناعة للأمر المكتوب ، وأن يكون استخدامنا للحروف والكلمات حتى يقرأها الكل وليس لأصحاب التخصصات الدقيقة ، أو لاستعراض مالا نحسنه ، فهل بالفعل نحن نكتب ما نريد ، أم أننا نكتب مايحب الآخرون أن يقرؤوه دون قناعتنا به ؟؟

 

التوقيع

اللهم ارحم أمي وأبي واغفر لهما وثبتهما عند السؤال ، واكرم نزلهما ووسع مدخلهما ، ونقهما من الخطايا ، واجعل قبرهما روضة من رياض الجنة ، واجعل الفردوس الأعلى جائزتهما .. اللهم آمين

إبراهيم عبده آل معدّي غير متصل   رد مع اقتباس