Gwen
و أنا أكتب اسمكِ أستحضر عمرا من الذكريات.
أختي التي لم تنجبها أمي و لا تنتمي لبلدي و لا تدين بديني .
تلك التي قضت شهورا في محاولة تحسين أنجليزيتها حتى تتواصل معي،
و كانت على يقين أننا سنلجأ إلى لغة الإشارة لا محالة.
ضحكت كثيرا و لم تخفِ صدمتها حين اكتشفت أنني ثنائية اللغة.
" خفّفتِ علي الكثير من العناء، كنت مرتبكة "
قضت عيد الأضحى بيننا، انغمست في روح المدن العتيقة،
لبست الجلاّبة و القفطان و تبخترت بهما كطفلة شقية،
لم ترفض أي كأس شاي و أغرمت بالحمام المغربي و نقوش الحناء على كفّيها.
تحدثت طويلا مع والديّ، شاكست أخي، حدّثتني عن كلّ تفاصيلها،
بكل عفويّة .
و وقفت إلى جانبي بحزم كذلك.
كانت صورة باريس ذات مساء مبهرة،
لكن صورتكِ العالقة بذهني، في أحد أزقة بواتيي،
تدندنين بعربية مكسورة " يا شمس العشية .. هيّجتِ ما بيّا .. "
و الشمس تترك بعضها في أعيننا قبل المغيب ..
تلك الصورة كانت أكثر دفئا ..
أجمل