منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - العدل قدر الإمكان هل هو الحدّ الأعلى لقدرة الانسان على العدل؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-11-2009, 09:18 PM   #1
عبدالعزيز رشيد
( شاعر وكاتب )

افتراضي العدل قدر الإمكان هل هو الحدّ الأعلى لقدرة الانسان على العدل؟


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لطالما ارتبطت العنصريّة بالوحشيّة البشريّة النظرة الدونيّة التي قد تبرّر خطأ تلك القسوة التي قد تصدر من انسان اتّجاه أخيه الانسان الآخر ..

ذاكرة مؤلمة ألهبتها روايات عديدة كـ (كوخ العم توم) لهربيت ستاو وقصص فظيعة واقعيّة\خرافيّة المهم أنّ المجتمع الدوليّ بات يجرّم مثل تلك الأفعال بل إنّه قد يجرّم الكلام الذي قد يعيد إحياءها في يومٍ ما

- المانيا النازيّة ومعتقلات مرعبة مثل:دخّاو واوشوفيتز
- تركيا العثمانيّة والتهجير الجماعيّ لأكثر من مليون أرميني
-المستوطنون البيض في غرب أمريكا والهنود الحمر الشعب الذي بات يعدّ بالآلاف بعد أن كان يعدّ بالملايين!
-التصفية العرقيّة في حرب البلقان من الصرب اتّجاه البوسنيين

كلّ ذلك نماذج بسيطة لمثل تلك العنصريّات التي أتت على أساس عرقيّ قبل أن يكون على أساس دينيّ\اجتماعيّ ,العالم الآن بات يحرّم تلك التصرّفات بشدّة الظاهرة على أساس عرقيّ بحت أمّا الدينيّ الاجتماعيّ فالعالم غير قادر على فعل شيء لكنّه قد يركّز على الأساس العرقيّ لدرجة أن تصريحات قد تأتي من منطلق دينيّ واجتماعيّ لكنّها تفسّر على أساس عرقيّ


هنا:
http://aawsat.com/details.asp?sectio...39532&feature=
تصريح لمسؤول ببنك الاتّحاد الالماني يثير الغضب بالأوساط الالمانيّة باعتبار أنّها أتت على أساس عرقيّ خالص وان بدت على اساس اجتماعيّ دينيّ فهو ذكر المسلمين على أساس طريقة حياتهم وعقيدتهم ولم يأتي بالمنطلق النازي القديم:"المانيا فوق الجميع"

في الدول الاوروبيّة قد ينظر الاوروبي إلى المهاجرين على أنّهم دخلاء أو مواطنين من الدرجة الثانية بفعل الفروقات الاجتماعيّة والدينيّة وذلك أمرٌ طبيعيّ وان انكرنا فهو موجود عندنا وبقوّة ولو نظرنا هنالك محاولات دمج مذهلة من المجتمع الاوروبي فهم قد يرون المهاجرين وبقاياهم كمواطنين استحقّوا التجنيس ولعلّ مجالات عديدة تبيّن لنا كمجال كرة القدم مثلا والتجنيس للأتراك في المانيا وللسنغاليين في فرنسا وطبعا ذلك بفعل ترابط قديم

الأشياء قد تختلف بفعل المفاهيم بالمفهوم الاوروبي فتلك عنصريّة بغيضة ونظرة دونيّة على أساس عرقيّ وقد نؤيّدهم في ذلك لكن ماذا عن نظرتنا نحن اتّجاه العمالة الوافدة؟ اعتدنا على سماع المسؤولين وهم يصرّحون بمشاكل العمالة الوافدة وكأنّها أتت من دون علمهم او الاستفادة منهم! أتساءل نظرتنا نحن اتّجاه العمالة الوافدة هل هي شبيهة بنظرة الاوروبيين للمهاجرين؟ طبعا غير متناسين ان هؤلاء مهاجرين ماكثين في حين العمالة قد ترحل في يومٍ ما



*هنا مقال جميل لخالد القشطيني حول مهاجر عراقيّ تدين له النرويج بالكثير:
http://aawsat.com/leader.asp?section...&issueno=11263

*لوبان المرشّح الفرنسي السابق يعارض المهاجرين ويطالب بإعادة الجزائريّين قائلا:طانتم حاربتم ونلتم حريّتكم فلماذا لاتعودون إلى بلادكم؟!", ناسيا أن فرنسا اعتبرت الجزائر أرضا فرنسيّة أي أن الجزائريين يعتبرون فرنسيين لكن من دون تطبيق!

*لوركا الشاعر الاسباني المشهور كان يفتخر وهو يقول:"أنا من مملكة الأندلس" قاصدا مملكة غرناطة المسلمة!

*الغرب يلقون باللوم على الأفارقة في تجارة الرقيق فهم يقولون بأنّهم لم يتاجروا بالأفارقة إلا بوسطاء افريقيين!!

*في العراق الكثير من أبناء الجزيرة العربيّة كرهوا الغزو الأمريكيّ للعراق باعتبار أنّ ذلك سيكرّس الحكم الشيعيّ للبلاد لكن أليس الشيعة هم الشريحة الأكبر في العراق؟ وأليس السنّة العرب أقليّة بالنسبة لهم؟ وبمنظور دينيّ لن يكونوا أقليّة إذا ضمّ الاكراد في القائمة كونهم من السنّة




لطالما وجد الانسان عذرا بنظرته اتّجاه الآخر من عدّة منطلقات ولطالما فشلت كلّ المحاولات في إذابة تلك الأمور في مجمتع واحد كما حاولت الشيوعيّة الفاشلة وهذا ماأدّركه البعض بإصدار قوانين تعطي الحريّة لامور عدّة كي لاتبرز فجأة لشبّ الخلافات القاسية

وبالنهاية نذكر حديث الرسول_صلّى الله عليه وسلّم_:"لا فرق بين عربي أو أعجمي إلا بالتقوى" بالإمكان اعتبار هذا الحديث قانون عام أو الأخذ بمثله بقانون مثيل باعتبار الوطنيّة مقياسا للتقوى ولعلّ الانسان يقدر على تطبيق ذلك

 


التعديل الأخير تم بواسطة عبدالعزيز رشيد ; 10-11-2009 الساعة 09:21 PM.

عبدالعزيز رشيد غير متصل   رد مع اقتباس