لا شك القس "تيري جونز" يعيش على ظلال فهو مع ذلك يدافع عن فكره ومعتقده الذي يراه حقــًا ولكن من هو الذي جعل القس "تيري جونز" يقدم على هذا العمل وفتح له الباب لكي يتطاول على القرآن الكريم ويقذف برسولنا "صلى الله عليه وسلم " ويرفض بناء مسجد بالقرب من مركز التجارة العالمي ؟! ..
أليس الإرهابيين الذين قاموا بتفجير مركز التجارة العالمي وجرحوا كبرياء المارد الأمريكي بعقر داره بتصرف أجوف لقد رسموا من خلاله ما روج له من قبل الإعلام اليهودي عن الإسلام والمسلمين بتلك الصورة السيئة فقبل ضرب برج التجارة العالمي من قبل هؤلاء المتزمتين كان الإسلام ينتشر بسرعة البرق رغم الدعاية الصهيونية عبر إعلامها وبعد ظهور الإرهابيين والذين يرون أنفسهم بأنهم أوصايا على العالم الإسلامي أيقظوا الشياطين بأفعالهم الطائشة والتي لا تمت لإسلام بصلة بالهجوم على الإسلام وسب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وفتحت الأبواب المؤصدة لأنجاس خلق الله بالسب والتطاول والقذف ووجد (القس جونز) الفرصة مواتية بفرض شروطه واستفزازيته لعالم الإسلامي وذلك بطرح فكرته الأساسية بعدم بناء مسجد بالقرب من مركز التجارة العالمي وهو الهدف المنشود لهذا القس الأرعن !.
جميعنا يذكر ذلك اليهودي الذي أذى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فمع كل صباح يضع القاذورات أمام منزله (صلى الله عليه وسلم) وكان باستطاعة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قطع رأسه وتعليقها على منزله ولكن لم يكن هذا خلق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بل كان صبورًا حليمـًا ذو خلق عظيم وصدق الله تعالى عندما ذكره في كتابه الكريم (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) هذا هو خلق رسول (صلى الله عليه وسلم) وتعامله مع البشر .
فنحن نستطيع دخول من غير المسلمين في الإسلام بل نستطيع تحويل المتعبدين بكنسية القس " تيري جونز" نفسه إلى الإسلام ليس بواسطة قنبلة وعبوة ناسفة ولا بخطابات وحوارات متشددة بل بتعامل حسن وأسلوب رائع كما يفعل خير خليقة البشر نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) لأننا نملك قوة فولاذية هائلة وهو القرآن الكريم والذي فيه قوة الحجة والبرهان .
فنحن نحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب وليس على الورق يا "جونز" . قال تعالى {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [ق: 37] . وقال تعالى {(لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله)}الحشر : 22
طلال الفقير