وعلى الطرق الممتدة بامتداد مدن المعرفة على شبكة المعلومات العنكبوتية - الانترنت - انتصبت على جوانبها أسوار نقشت على جدرانها أصابع الابداع أحرفاً نُحتت من أضلع الأنين وتشكلت على نبض المتعبين أغصاناً تمتد على الجداريات مثقلة بأوراق صيد الخواطر وبوح الذاكرة لترسم على الأرصفة ظلالاً تحتضن أنفاس السائحين المشبعة بشذى تلك الحروف ...
حشد من السواح تباينت توجهاتهم وتغايرت أطيافهم يذرعون تلك الأرصفة كُلاً إلى مبتغاه , كُلاً يبكي على ليلاه دمعاً ينساب ويتناسب مع ما يشع من وجه ليلى الابداع على تلك الجداريات ..
العابرون تلك الديار بصمتهم وقفوا على أطراف أصابعهم ليطاولوا شموخ تلك الحروف , أصواتهم المبحوحة ماتت في حلوقهم حين تهالكت حروفهم وانهارت كلماتهم بفقد اللسان القدرة على الحركة حين التفت حبال الجهل حوله وعطلت انطلاقته , وقفوا حيال تلك الجداريات وفئران الفقر الثقافي تأكل قلوبهم حسرة أن ليت لنا مثل ما أوتي هؤلاء , أمتدت أياديهم تجوس جيوب زوادتهم الثقافية الخاوية لتعود مثقلة بخيبة تملأ ما بين الممكن والمستحيل البعيد مناله , عقدة الظهور تقود هؤلاء المعدمين لحقول العم google ويجتازون بأقدام شهوة السرقة المتأصلة في نفوسهم السياج لأملاك الغير يتزودون بما يملأ فراغات تركها المبدعون أسفل نبضهم يودع فيها مريدو الحرف أزاهر كلمات سُقيت بأنداء حروف أولئك المبدعين .
القابعون عند أقدام الجداريات فرحين بما في جعبتهم , تمتد أيديهم بما حُملوا به فتصعقهم الأسئلة ..كيف ؟ ..لماذا ؟.. متى ؟..أين ؟..
تطوح بهم الاستفهامات صوب حقول العم google ثانية ليواصلوا عبثهم من جديد ..
العابرون بجهلهم تصرخ في دواخلهم صيحات موروث الأجداد من قاطعي الطرقات فينطلقون متسللين تحت جنح الغفلة والظلام لحقول العم google ولسرقة ما طاب لهم من مقالات تبني داخل نفوسهم المريضة قصوراً من رمال الوهم سرعان ما تنهال عند أول نسائم الحقيقة ..
هؤلاء المتورمون بكبرياء اللا شيء .. من الذي أجاز لهم فعلهم هذا ؟
أهو الطموح المنطلق من شعورهم بالنقص يزين لهم السباحة في دمع وعرق مجهود الآخرين !
أم هي أقدام الغباء تسحق في دروب غيها - إذا لم تستطع شيئاً فدعه ..وجاوزه إلى ما تستطيع - ..
هل يلام العم google وهل هو أب حقيقي لهم أم أنهم أبناء غير شرعيين ولدوا سفاحاً وفي غفلة من شرطة آداب حقوق الآخرين
يوسف الحربي