منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - [ أبْعَادُ إبْدَاعِهِمْ : نـــثـــراً ..( 1 ) ]
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-09-2009, 03:39 PM   #2
إبراهيم الشتوي
( أديب )

افتراضي


الكاتبة : ندى القحطاني ... [ || من أنتِ يا أنااااي ؟! ،، ]
أنها ( الأنا ) الغائبة أو المغيبة على أهداب غيمة غائرة في كبد السماء ، فأتى هذا المشهد السردي كنوع من تعزيز روح استقلالية الذات تلك الذات المفردة المتشبثة بآخر تفاصيل حلم ومحاصيل حضور تلمسه على أرض الوجود ، ذات أنهكها الترحال المقيد في خارطة الضمير الجمعي للتوقف على مشارف الحدود لتفك القيود وتشعل الأسئلة من جديد بهذه الاسقاطات في آخر المشهد "
" من أنتِ يا أناي؟!
أناااااا
علامةُ مجهولٍ عتيقة ،
تتناوشني كفوفَ آل الإستفهامِ الموشومُ ب تعجبٍ أرعن !!
ولا تزال سمفونيةُ الإبهامُ تُنافس الإلهام ..
في عزفِ مقطوعاتِ الرجاء الخائب والأمل المصروع !!
وس أظلّ أدفن ب الشتاتِ ملاذي !! "

فالكاتبة والشاعرة : ندى ..
تمتلك رحيق المفردات و التوهج اللفظي الذي يمنحها تملك زمام الفكرة والموضوع كمزجها
في قالب فني غائر بالمشاعر والأحاسيس الشفيفة المرهفة عبر رؤيتها الذاتية ، والتي ترتكز هيمنتها على حدود الفكرة وخلجاتها بهندسة إبداعية متكئة على رؤى تسبر أغوار المعنى وتنبثق منه ،عبر الانحراف اللغوي وبوعي عميق وثقافة مكتنزة بالإبداع و بدقة متناهية جاعلة الصورة الفنية مميز نوعي وعنصر فعال في تركيب الدلالة ورسمها ، مستفيدة من أساليبها الرمزية اللغوية والفكرية لتعبير عن رؤية نفسية فكرية ، ومستفيدة من تقينة اللون في اسقاط الرؤية التي تريد إيصالها للمتلقي وتعبر عن الحالة الشعورية التي تشعر بها مثل قولها : " وبِ لسآنِ السمآء الأزرق ..الذي لم تلوثه أكاذيبٌ صفراء !! "
مما أعطى لنصوصها ترابط الوحدة والبناء مكونة لها تجربة سردية ناضجة تحمل مقومات العمل الأدبي الناجح ، تاركة للقارئ حرية الدخول لفضاءات النص كل حسب رؤيته وخلفيته الثقافية ، وتأويله ورأيه الحر في مقاربة النص الشعري والتحاور مع إشاراته وإيماءاته ورموزهوهذا ما يسمى ( بأفق التلقي )
ومن تلك الإضاءات التي شكلتها لنا :
" أصحو مُرهقةٌ بعد إغفاءةٍ سقطت من أعيآني _ سهواً _ !!
ل أختلس العُمقَ في دهاليزِ بعثرةٍ عاثت في أعشاشِ كوامني | الفوضى حتى أزهقت العصآفير !! "

" لا أستطيعُ قيآسَ المسآفةِ المُتأرجحةِ ما بين الظلامِ والضوء ..و النجاسةِ والوضوء ..
ما أشبهني بِ غرابٍ منكوبَ القدر .. وعصفورٍ منكود الحظ !! "
" يتدلى عنكبوت الوحشة من عُلوٍ مسقوفٍ ب الإنحدار ..
و يُحكمُ ب خيوطه الرثّة .. زوايآ الظلّ المُتراكم والتي كآنت مقّراً لِ شبحي ذات خوف !! "

" من أنا ؟!
_ زمهريرُ شمس !!
_ سلسبيلُ علقم !!
_ تدني سماء !!
_ إرتقاءُ أرض !!
_ غيمةٌ معصورة .. لا أثر لِلمآءِ فيها !!
_ منشفةٌ بآليةٌ ..في زوايا مطبخٍ عتيق !!
_ عنقودٌ مُتدلى من صدرِ شجرةٍ خجولةْ !! لا لشيء .. إلا لأنه يآبسٌ | جداً "
"أشعرُ بِ وطأةِ / وقعِ خطواتِ زفيري .. تدكُّ آل الحَلقِ آجمعين !!
وطوفانُ التجاعيد .. يُثيرُ بلبلةَ الإجتياحِ
على ميناء بحري الجاف !!
والمُكدّسُ ب أطنانِ ملحٍ مُتراكم .. ك دلالةٍ على أن البحر | كان يامكان !!
وعلى ميناءِ ساعتي العتيقة !!
والتي تنبضُ مقصوصة الأنفاس | مكسورة العقارب !!
أسوقُ جحافلَ أعياني المُنهكة لِ تُنيخ ركابِ أهدابها عندَ منضدتي البآليه "
***
* * *
الكاتبة : نفع القطوف ... [ لم يمهلني .. لأحدثه]
وفي لحظة خاطفة ودقائق معدودة ومشاعر متقدة ، تختزل الكاتبة نفع القطوف ذلك المشهد وما يحمله من كما هائلا من الاحاسيس بجملة زمانية اختصرت الموقف بــ ( لم يمهلني .. لأحدثه ) بحيث أنها جعلت النهاية بداية ، لتعيد أسئلة الخلجات بلا اجابة منتظرة ، معتمدة على مفردات تسهم في كشف الخطاب السردي الوصفي إيمانا منها بــ ( النص – الواصف ، الذي يجب ان يولد في النتيجة وان يفهم في لسان معين وسياق توصيلي معين ، بحسب فان دايك ) تاركة لنا مفاجأة اللقطة ، واتتفاصيل الومضة :
" ولكن .. ما بال تلك الكلمات متعثرة .. ومشتتة بداخلي
سأعيد ترتيبها .. وأرغمها على البوح فقد لا نلتقي "
" تتراقص أمام ناظري .. قصائد شعر
تناجي طيفه الحبيب .. وتلمع عيناي حنيناً لرؤيته
مشاعري همسات .. وبقايا حروف تنتظر آوانها "
"هم يتسارعون إليه .. ليكتبوا على الرمال أبجدية عشق أبدية
ترسل الشمس .. عليها كل صباح خيوطاً ذهبية فتزيدها لمعاناً
ويسلط عليها القمر ليلأ .. ضوءه .. لتغدو أكثر توهجاً "
" إنهم يحدثونه بما يعتريهم من ألم الفراق .. والهجران
وفي أعماقه أسرار العشاق .. أطبق عليها الأصداف
فسر المحبين .. لؤلؤة بيضاء جميلة
صانها وفاءً .. لما استودعوه إياه
حتى وإن نعتوه بالغدر .. ووصفوه بالغموض "
" (( أيها البحر ... إني أعشقك )) فأي صدفة ستودع لؤلوة سري بها ؟؟
ولكن ... لم يمهلني لأحدثه "

* * *
الكاتبة: قَيْدٌ مِنْ وَرْدْ ... [ يارب.. لا تجعل أحداً يسمَع نِدائي. ]
في قعر الفنجان الفارغ تنتظر مكعبات السكر معانقة الداخل من الخارج ، تستعد لعميلة الدوران والذوابان بلا مقاومة ولا مهادنة ، وتبقى الدمعات البلورية والصمت شاهدان على شيء لم يرى ولكنه يحس بصقيع قلب أنهكه توقف الطاقة ، فبدأت الكاتبة قيد مشهدها السردي بالتكثيف والشحن الشعوري شاحنة العنوان " يارب.. لا تجعل أحداً يسمَع نِدائي. "
بدلالات عميقة وهي تدرك ان العنوان يسهم في عملية القراءة والتأول لدى المتلقي ، مستفيدة من تقنية الاختزال ، بنية التكرار " هو ..ذاته" ، ملائمة
ناقلة كينونتها النفسية من مقطع لآخر عبر لغة سردية عالية التكثيف الاختزال ، ناجحة حياكةالنسيج السردي بما تمتلكه من أدوات فنية وثقافة واسعة ، ومن الأضاءات الجميلة التي تركتها لنا :
"هو ..ذاته من كَتَمَ أنفاسي حتى من شَهَقاتِ بُكاء
هو من آثرتُ عِناقهـ..على أن أعودَ القهقريّ
فأخلَصَ لي مُعانقةً...حتى طَفِقتُ أضرِبُ صدري
لِ يُغادِر..يترُكني..يُطلِقْ يديّ."
" هو ذاته من أبكاني مرَّة بِدمعاتٍ من زُجاج فخالَطَتْ كربونه
المؤكسَد فاستحالَ لِبلوراتٍ أعمَلَ فيهـا الرمادُ والألم حتى
أصبحَت شافَّةَ الألوان بصفاء ..صفـاء..صفـــــاء أحالت
ملامحك فيهـ _رسوماتٍ من دِقة_حينَ انعكسَت على خَدي "
وهو ذاته من احالَ أحرُفي لِ مشارِط من ذَهَب
لا يَعقِب إعمالَهـا مُصلِح،حيثُ لا تُغلَبْ. و لا تتعَبْ.
" يا ذاااااتَهـ..
مالِقلبي ..مالَ قلبي.
مــارَ..حتى شكى الموج ارتفاعه عندَ أولِّ شلَّالٍ
يُختبَرُ فيهِ عُلُّوه.. ثُمَّ.. غاااااار.!
ومضيتْ..
وأنا ثالث ثلاثة:
أنا وخيبة ٌو ألمٌ يرقُص على جِراح الوِدّ..
بلْ..كانَ رابعنا الوِدّ:
بِ كبرياءٍ كانَ مطعوناً يترنَّحْ.!"


* * *
الكاتبة : زكيّة سلمان .. [ فجْوّةٌ وَلَدَتْ[الغُرْبة]
أتت تلك الفجوة الحبلى لتلد غربة افتقدت جميع حواسها الخمس عدا حاسة سادسة تنبئ عن فراغات تضج بالصمت .
استطاعت كاتبتنا زكية أن تسيطر على فكرتها ( غربة ذات ورغبة ذكرى بالسرد يتنمى ليصل سماء الشوق ) متمكنة من أدواتها السردية بكل دقة واقتدار جاعلة من الوجع ثيمة تنطلق منها نحوا أودية الذاكرة وأترككم هنا مع أهم الإضاءات التي تركتها لنا :
تَزْدَادُ الهُوّةُ عُمْقَاً وانّحِدَاراً، نَتَشَظّى هُنََاكَ ،
بين فَرَاغَاتِ المَعَانِي أشْلاَءْ ، أو بَقَايَا أشْلاَءْ،
" ونتلظّى في أوديةِ الصمتِ الحافلْ بنيرانِ غربةٍ طَوتْنَا جَحِِيمَها ،
نـَ تَسَوّلْ من سككِ الغُرباءِ / الحنينْ ."
" تَتَشَربُ الدّقَائِقْ ضَجِيجِ الصَمْتْ ، وَ تَتْلُوا السّاعَاتِ تَمْتَمَةَ شفاهٍ خائفةْ ."
" حتّى تلكَ الأشلاءْ / الأشياءْ باتَتْ تَسْتَهْجِنْ ذلكَ الوجعْ،
ألاَ يَفْترضْ مع موتها أنّ تَكُفْ / اختلاجاتْ الألم نَبضاً..!! "
" يَصْهُرنَا ذلكَ الإحساسْ الـمُتَأجِجّ كُلما هَبّتْ نَسائم الذِكرى،
يُمَرْغُنَا بين فَحوى الشّوق ، وفَحِيحْ الوقتْ الـمَمْقُوتِ / انتظاراً.."
"ولأنّ الحُزنْ يُثِيرْ في القلوبِ / شجناً ، و يهتكُ شُرفاتِ السعادةْ ،"
" كمْ هو موجعٌ النّفِي من مُدنٍ تَتَرَجّلْ إليها أقدامْ القلبْ "

* * *
الكاتب : ناصر محمد المرشدي .. [ اليوم ذكرى الفراق ومرّت أول سنة] . . . !

ومن العنوان نستشف حيثيات النص واتجهاته حيث الغياب /الرحيل / الفقد / فأتى هذا السرد شفيف متناغم مع الاطار العام للنص حيث فضاءات النفس المكلومة ونداءات في صحراء لا صدى لها ولا مدى استطاع أن يستخدم تقنية التكرار في قوله (وترك كل شيء معلّقاً..كل شيء !) تأكيدا على مطلق الأشياء المعلقة بين ذاكرة لا تصدى ولا تنسى معلقة في سماء روح أنهكها البوح لواقع مجروح ، تاركا لنا بعض ملامح تجربته السردية الغنية الناضجة وما تحمله من مفاراقات وإيحاءات

" مرّ عام على غيابها ، ولازلت أكتشف كل يوم ملمحاً جديداً لفقدٍ لم يتجسد بعد !"
" إنه الغياب حينما يستبد ، لا تنعتق من سطوته لا الأمكنة ، ولا الأرواح ، ولا الوجوه ... ،
ولا أي شيء !"
" يا إلهي..كيف نعلمهم أن الأرواح الطيبة تترك شيئاً
من رائحتها قبل أن تغادر ؟... فقد أرهقونا بأسئلة لا تنتهي ، وبحث لا يتوقف !"
"ماذا أقول اليوم ؟! ،... ورحيلها الأبدي ، أخذ أشياء كثر ،
وترك كل شيء معلّقاً..كل شيء !"

" مؤلم هذا الفقد ، وأكثر إيلاماً هوّة سحيقة يخلفها في الأعماق ... ،
كلما عبرتها رياح الذكريات الموجعة ، دبّت بها أصوات تشبه صفير الريح في الأطلال !!

* * *
الكاتبة : ريمه آل محمد... [أصغر الأحلام لا يتحقق !]
ريمه المحمد ومطرفقد ومحيطات وجع وموجات تستجدي انسيان وفرحة ماتت منتظرة على محاجر الروح وحناجر البوح ..
فأتت اللغة هنا متدفقة عبر دلالات الوجع / انسيان / الأنا المكلومة
تقول " أستمع إلى نَحيبْ أضلُعي
بينما الرتوق القَديمة تتفتق
لِتخرجكَ منيّ "
فكان السرد هنا منهكم بين الذات وبين / هو بين الوجع الذي تكرر في النص


" وَ أشبَاه الحُروف لَا تَفيء فِمَحَابري المُعتَقة
مَجبولَة عَلى وَخز الألم "

" كُنْ كيفما تُريد وَ لكنْ
أجعلنيّ يَوماً أكونْ أنَا"

" بِ العَيد الذي أترقبْ قدومه ثمَ أحتفل بهِ فوق وسَائد السُباتْ القَسريّ
وَ بِ أشياء كَثيرة فَقدتها مَعكَ و لَم أجدها بكَ "
" فَ أي سَماء سَـ تَحنْ على قَلبي فَ تجبر كَسري فيك !
عليك الإعتدال وَ الوقوف على جَادة الحقيقة
لِ ترى بأنني فعلاً رَاحلة "

" أستمع إلى نَحيبْ أضلُعي
بينما الرتوق القَديمة تتفتق
لِتخرجكَ منيّ "

" فَ مالذي أحدثته ! غير إتساع الخَندق مَابينْ القَبل وَ البعَد "

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الآن كتاب " مسارب ضوء البدر" في مكتبة : جرير-العبيكان-الشقري - الوطنية .
twitter:@ibrahim_alshtwi

http://www.facebook.com/MsarbAlbdr

إبراهيم الشتوي غير متصل   رد مع اقتباس