منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - كن أنت !
الموضوع: كن أنت !
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-17-2010, 07:41 PM   #1
سماح عادل
( كاتبة )

الصورة الرمزية سماح عادل

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

سماح عادل غير متواجد حاليا

افتراضي كن أنت !


كن أنت



أحسب أننا نعيش اليوم عصر تفارطت فيه القيم والمبادئ والأخلاق الأصيلة ,بشيئ من التصرفات الدخيلة والإنفصام السلوكي
وتلك حقيقة ماثلة أمامنا , نعيشها ونتعايش معها,شعرنا بها أم لم نشعر,وليس أدل من ذلك هذا الفصل الذي نرسمه لأنفسنا
بين مكان وآخر ,وحيث نكون في ذلك المكان فنحن في صورة تختلف عن ذاك المكان ,متخذين من الأسماء تارة أو حتى اللباس والتصرفات
درعا واقياً لئلا ينكشف الوجه الحقيقي لنا,تلك الحياة الملتاثة والتي يكتنفها الإختلال الواضح في مفاهيمنا وثباتنا أضحت إحدى السبل لتضعضع ثقة الآخر بنا,وإلى تغرب الكثير من أفكارنا يحصل أن أتحدث مع أحدهم خلف شاشة صغيرة,وأرى صورة نفسه العالية تختزلها حروفه المحتشمة وكلماته المصونة
وهو في حقيقة نفسه براء من كل ذلك, براءة الذئب من دم يوسف!!
أو أن تلتقي بأحدهم في محفل عام أو مجلس يضم أخلاط من ثقافات متنوعة ,وألوان مخلتفة منهم الفقير ومنهم الغني ولاأعني هنا بغنى المادة وثراء الجيب ,فذلك أمراً آخر فأنت لن تفرق بين هذا وذاك فالمظاهر الخادعة تسربل الحقيقة بثياب براقة مموهة ,تعكس الحقيقة ظاهرها عن باطنها ,أعلاها عن أسفلها وإنما عُنيت بثراء النفس والفكر ,على إستقامة السلوك وإستواءه إذ حري أن يكونان متلازمان متكافئان لايبخس أحداهم
بحق الآخر فكيف يعقل أن نرى من يتشدق بالمثالية والعدل والإنصاف والجور عنوانه والغي مذهبه,بل ماذا نقول عمن يجعل الدين حجاب له يخفي ندوب صلاحه وترهلات قيمه؟! أظل أتسائل بيني وبين نفسي , عن مقصد ذلك وعن تلك الغاية التي يذهب بها هؤلاء من خلال تلكم السلوكيات المعوجة
والهدف الذي يرتجى من خلالها ,حتى إذا ما حصده تجلت حقيقة نفسه كأبخس ماتكون وإن دلت على شيئ فإنها تفصح عن مرض وانفصام قد لايعيه صاحبه ,وهو يجنح لمثل هذه السلوكيات لغاية تزينها له نفسه
همسة ***مهما تعددت المسميات ,واختلفت الأماكن فرب الكون واحد, والحقيقة هي واحدة , والمبادئ هي واحدة
كنا في مشارق الأرض أم في مغاربها .والكيس من دان نفسه ولزم سموها ونشز على إنحطاطها قولاً وفعلاً
قال تعالى : (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَاقَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا)الشمس

 

سماح عادل غير متصل   رد مع اقتباس