منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - انتظار لا ينتهي
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-22-2020, 10:42 PM   #1
ليان
( كاتبة )

الصورة الرمزية ليان

 






 

 مواضيع العضو
 
0 أميرتي الصغيرة
0 رفيق الروح
0 وطني
0 عين لا ترى

معدل تقييم المستوى: 2861

ليان لديها سمعة وراء السمعةليان لديها سمعة وراء السمعةليان لديها سمعة وراء السمعةليان لديها سمعة وراء السمعةليان لديها سمعة وراء السمعةليان لديها سمعة وراء السمعةليان لديها سمعة وراء السمعةليان لديها سمعة وراء السمعةليان لديها سمعة وراء السمعةليان لديها سمعة وراء السمعةليان لديها سمعة وراء السمعة

Question انتظار لا ينتهي






هل جربتم يوما أن تقفوا في محطة القطار ؟ في تمام الساعة التاسعة بانتظار وصول قطار الساعة الثامنة الذي تعلمون جيدا أنه فات آوانه منذُ ساعة ،

هل جربتم أن تصلوا إلى المطار بعد إقلاع الطائرة بساعة كاملة ؟ 
ورغم ذلك ما زلتم تنتظرون بدون فائدة ، في انتظار لا ينتهي ،جربتُ هذا الشعور


وأعرفه حق المعرفة قبل 3 سنوات من الآن ما زلت أذكر ما حدث وأراها أمامي، 

وكأنها حدثت بالأمس ، كنتُ في سنة التخرج تلك السنة التي ينتظرها بكل شوق ولهفة ،

وحماس شديد لقطف ثمار جدهم وتعبهم فتلك السنة هي نهاية المطاف نهاية أعوام من الجهد

وفي فصله الأول سافر أبي حمد من أجل علاج رفيق دربه خارج البلاد وفي ليلة سفره وأنا أودعه 

كنت أشعر آن هُناك من ألمريعتصر قلبي ويفتته بمطرقة حديدية لا ترحم هشاشته ولا ضعفه ،

ينتابني شعور بالقلق والتوجس لا أعلم له سببا ، وصلت سالما إلى هُناكَ طمأنتني وأختفى 
 
شعوري بالقلق لكن لم تتوقف دعواتي أن يردك القوي القدير سالما لي وبصحة وعافية 

كما رحلت وبعد شهرين ، أبلغتني بخبر أحرقني كالصاعقة التي تنزل من السماء. صدمت حقا 

وشعرت أنها النهاية حتما وأن ما بقى لي معك مجرد سويعات قليلة سويعات قليلة وسترحل من
 
عاامي ، شعرت بأن قلبي نفطر وتحطم كالزجاج ،

ففي ذات اليوم وصلني خبر إصابة زوجي بذات المرض ، بكيتُ عليك كثيرا تمنيت ُ 

لو كنت طبيبة أورام حتى أستطيع مُعالجتكَ وأخفف من الأم هذا الوحش الكاسر ،

التي لا تنتهي كنزيف حاد استعصى على الطبيب إيقافه للغزارته وسرعته ، 

أنتَ لم تكن صديقا عاديا لأبي كُنتَ أخا لم تنجبه أمه ، كُنتَ لنا أبا ثانيا ، كُنت لنا أمان 

كنت عندما أقلق على والدي أطمن عليه عن طريقكَ وكنت عندما افتقد ذلك القلب

الحنون عندما سافر للعمل في دولة الأمارات الشقيقة كنت أجدك بجواري ، بقلبكَ 

الطاهر الناصع البياض كالثلج والذي كان يُخفف عني ما أُعانيه من تعب الدراسة وضغطها ،

وسفر أبي ومرض زوجي ، لم يرزقكَ الله بنات لكني كنتُ إبنتكَ وطفلتكٍ المُدللة وستبقى 

في عيونكَ كذلك مهما كبرت يمر في ذهني غيرتكَ عليّ وخوفكَ وحرصكَ ، 

أتعلم محظوظة أنا لأني لي أبوان وليس أب وأحد صحيح أنه لم يجمعني بك دم ولا رضاعة

كل ما ربطني بك كان علاقة أبوية أخوية صادقة نادرة في زمننا هذا ،

كان يبهرني بحر علمكَ الغزير وفهمكَ للحياة ويبهرني طموحكَ وسعيكَ وراء رغم سنكَ ،

والذي قد يعتبره البعض كبيرا ، أتعلم أنتَ أول من حركَ مياه حماسي الراكدة .

أنت أول من شجعني لأحرر مسودتي الحبيبة من سجنها والتي ظلت قابعة هناك لسنوات
طويلة ، وقد غطاها الغبار. كنتُ فخورة بك عندما علمتُ أنك سافرت أيضا للحصول 

على درجة الماجستير في علم النفس صدقا رغم غموضك ، وعمقك كالبحر …،
 
أشعلت فضولي لأعرفكَ عن قرب استمتع باستكشاف عالمكَ الغامض والمعقد . كانت رسائلكَ وصوركَ اليومية تطمئنني أنك بخير مرت 3 سنوات لم أشعر بها
معكَ كنتُ أتألم أراك كل يوم تذبل أمامي كوردة قتلها جفاف وحرارة الصيف اللاذعة،

كان يبث الأمل في داخلي صمودك صبرك وقوتك في مواجهة المرض ولكن حربك 

الضروس والشرسة مع المرض قضت على ما تبقى لديك من طاقة وقدرة على التحمل 

كنت توصيني في أيامك الأخيرة، رحلتَ وتركتني بعد سنة من المعاناة ، وظل سركَ الصغير بين
أضلاعي لم أخبر والدي به إلا عندما رحلتَ ، كما طلبتَ مني قبل رحيلكَ . سركَ الصغير أثقل كاهلنا

فلم تخبر حتى ابنكَ الوحيد بهِ ، لا أنكر أني استنكرت تصرفك في البداية لكني أعلم اليوم أنك
مصيب ، فقد وفرت عليه نصيبا لا بأس من الألم وسرا يُساوي في ثقله الجبال الراسيات ، 

كم كنت سعيدة لثقتكَ بي ، رحلتَ مُطمئنا لِأنكَ تعلم جيدا أني لي أبا وأخأ كالدرع الواقي 

من قسوة هذا العالم ،بعد رحيلكَ بِعام تخرجتُ كم تمنيتُ أن تكون معي أنا وأبي وأخي خالد

وتشاركنا هذه الفرحة التي كنت تنتظرها على أحر من جمر وعاد أبي إلينا ولكنك لم تعد

وعندما بدأت في نشر الكتاب تمنيت أن تكون حيا وترى حلمنا المشترك يخرج للنور 

وعندما نشر تمنيت لو استطعت إهدائك نسخة منه بإهداء خاص يك وموقعة باسمكَ وأن تكون
فخور معي بطفلنا الأول كانت فرحتي في تلك المناسبات جميعا ناقصة بدون وجودك بيننا ،

وعندما توفى أخي خالد كم تمنيت أن تكون بجواري وجوار والدي تساندنا وتخفف ألمنا 

كما عرفناك بلسم للجروحنا فينطبق عليك قول الشاعر فما أكثر الأخوان حين تعدهم ولكنهم في 

النائبات قليل ومع الأيام كنت أرى فيك تجسيدا للمقولة رب أخ لك لم تلده أمك .

مرت 4 شهور ونصف منذ رحل أخي خالد وثلاث سنوات منذ رحلتم فصرت أعشق الظلام الحالك 

ولم يعد لي من حزني مفر ، أخبروني فمتى نلتقي فقد رمزني الشوق حقا وفتكَ بي وجع الغياب ، 

رحمكما الله وجبر كسر قلبي على فراقك يا أبي حمد ،



بقلمي

 

ليان غير متصل   رد مع اقتباس