بسم الله الرحمن الرحيم
النفاق خصلة سيئة وطبع خسيس ، ولانستغرب بأن الخالق سبحانه وتعالى جعل مقر المنافق أسوأ من الكافر فالكافر قد رأيت منه مخبره ومظهره ، ولكن المنافق لايزال يخفي مخبره ويظهر عكسه ، فتجد البعض تراه أو تسمع له أن هذا لايعجبه وأنه غاضب على ذاك وتسمع منه مرارة عجيبة في كلامه ، وقذع خبيث في كلماته وتظل أنت في طور الاستغراب متسائلا كيف له أن ترك كل ذلك يعتمر في قلبه ؟ ولِـمَ ؟ ثم يذهلك بعد فترة ليست بالبعيدة أبدًا فتراه حين يجد ذلك الذي كان يلعنه ليل نهار جاعلا منه مسخوطا مذؤما فإذا به أمامه يمدحه ويشحذه النظرة له ولو بطرفة عين ويردد حاله ( كلمة ولو جبر خاطر) وأنت تراه في هذه الحالة وهو كأنه نسي أنك تعرف مشاعره تجاه هذا أو ذاك ، وكيف أنك في أحيان تحاول إخماد بعض مشاعره التي تتأجج بشكل ملحوظ خوفا منك أن يقيم فتنة تقوم ولا تنام ولكن رؤيتك له ولمرضه أمام الآخرين تسبب لك إزعاج نفسي تشعر فيه بالتقزز كلما رأيته يمارس نفس النفاق مرارا وتكرار حتى لأظنها هواية له أو مرضًا مستعرّا نسأل الله أن يشفيه ولايبتلينا ، وكم من شخص هو كذلك في دنيتنا هذه ولا أدري كيف لأحدهم أن ينظر إلى نفسه في المرآة باحترام ؟ وهل يعتقد وهو بكل هذا الكم من الوقاحة أنه سيستطيع أن يضحك على الجميع طول الوقت ؟
صحيح أننا نحسن الظن في الآخرين ، ولكن ( لست بالخب ولا الخب يخدعني) .