وحال كثير من المسلمين الآن في شهر رمضان فهي حال مؤسفة، يعبر عنها خالد البيطار في حالة من التعجب حين يسأل أين رمضان
فيقول:
قالوا:أتى رمضانُ ثم مضى
وتكادُ تأتي ليلةُ النَّحْرِ
فعجِبتُ من أَمرِي وأمرِهمُ
رَمضانُ يأتي دُونَ أن أدري؟!
أنا لم أغِبْ يوماً عن الدُّنيا
وكذا – يقيناً - لم يَغِبْ فِكْري
عجباً! فكيف أتى؟ وكيف مضى؟
أمْ كيف مرَّتْ فَرحةُ الفِطرِ؟!
أينَ المساجدُ وهي ضاحكةٌ
مغمورةٌ بالخيرِ والبِشْرِ؟
وكأنها مِنْ حُسنِ ما لبستْ
تختالُ في تاجٍ من الدُّرِّ
أين المآذنُ في تلألُئها
بالنور والتكبير إذْ يَسْري؟
أينَ التراويحُ التي أهوَى
وأشدُّ في ركعاتِها أزْرِي؟
والإِعتكافُ.. وكم له أهفُو
متجرِّداً للهِ في العَشرِ؟
وسألتُ نفسي بعدما ذهبوا:
أتَرَيْنَ تفسيراً لما يَجري؟!
أيَمُرُّ هذا كلُّه وأنا
لاهٍ، فما شأني وما أمري؟!
وفهمتُ منها أنها لَمحتْ
طيفاً سريعَ الخطوِ في السَّيرِ
جاز الديارَ وما أقامَ بها
إلا كخفقَةِ ذلكَ الطيرِ
لَمَحَ الشياطينَ التي ظهرتْ
في كلِّ أرضِ دُونما سِترِ
ورأى الفَسادَ وأهلَهُ اجتمَعوا
في البَرِّ أبصرَهم، وفي البحرِ
فأبى الإقامةَ ها هُنا ومضَى
يشكُو كما تشكُو مِنَ الضُّرِّ