منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - الاستاذ جزاء العصيمي من خلال عالم اليوم {صناعة القصيدة والشاعر المتصنع}
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-20-2011, 03:18 PM   #1
فرج البلاز
عضو أبعاد أدبية

افتراضي الاستاذ جزاء العصيمي من خلال عالم اليوم {صناعة القصيدة والشاعر المتصنع}





{ صناعة القصيدة والشاعر المتصنع }

تظل القصيدة رغم العصور والأزمان هي ذلك النسيج الرائع
المنطلق من روعة الاحساس الملامسة للمشاعربمفرداتها الشعريه
وصورها وروعة بنائها حيث لم تختلف القصيده في خطابها بين
الغزل والمدح والهجاء والرثاء وغيره من عصر عمالقتها الأُول مثل
بديوي الوقداني وبركات الشريف وحميدان الشويعر والهزاني
وقطن بن قطن وغيرهم ممن قامت على اكتافهم القصيدة
النبطيه وحملوا مشعلها ,ومرورا بشعراء بداية القرن الرابع عشر
ابن لعبون وشليويح العطاوي وابن سبيل وغيرهم وصولا لشعراء
العصر الحاضر خالد الفيصل واحمد السديري وبندر بن سرور
وبن عبار العنزي وغيرهم. بل الذي تغير هو نظرة بعض الشعراء
اليوم الى النص الشعري حيث يعتقد بعضهم ان

{ صناعة القصيدة }

مصدر قوة لها ولهم فيمعنون في تحميل النص مالايحتمل من
الثقافة المتحجرة البعيد كل البعد عن روح القصيد مما يفقد
القصيده طبيعتها الجميله فلاتصل لذائقة المتلقي فتجدهم
يهتمون كثيرا بفنيات بناء البيت ولايتركون فيه شاردة ولا وارده الا
طرقوها ويطعمون البيت بمفردات يسمونها نخبويه منبعثه من
ثقافة عميقة والفاظ ربما علميه او غريبه او اجنبيه حتى !من علم
الرياضيات ومفاهيم فيزيائيه وربما كيمائيه وخلافه وخلافه وارقام
لاتينيه وصور غير منطقية.
نعم نعجب بروعة الحبكة الأدبية وثقافة الشاعر وقدرته على
تطويع المفردات ولكننا للأسف نخرج من النص خالي الوفاض.
لاننا بحثنا عن روح الشعر فلم نجده بحثنا عما يلامس
احساسنا فلم نجده تعاملنا مع نص صامت ومتحجر حُمّل باشياء
لاتمت للشعر بصلة ففقد روعته وبريقة ولم يدم في أذهاننا أكثر
من اللحظات التي كنا فيها نقرأ النص، فلماذا يلجأ مثل هؤلاء
الشعراء لصناعة النص؟
ربما من باب خالف تعرف ! او ربما اخونا في الله لايملك
موهبة الشعر الحقيقة ولكنه متطفل على الشعر قرأ كثيرا في
كتب النقد وأمعن في سبر أغوار النصوص والقصائد ومن كثر
هوسه بها اندفع نحو الشعر واتخذه من وجه البناء فأتقنه واغفله
من باب الموهبة والتلقائيه فلفظه الشعر. وهنا اجابات لأسئله
طالما راودت الكثير
ومنها: لماذا لانحفظ الكثير من الشعر هذه الأيام رغم كثرة
الشعراء؟ لماذا نخرج من بعض النصوص ونحن لانعلم هذا الشاعر
ماذا يقول؟ وبأي لغة يتحدث؟
لماذا روح القصيدة عند البعض مفقود رغم قوة التركيب؟
انها ببساطة مغن المعضلة هذه الأيام وهي: فن صناعة
القصيدة كما يسميه بعض النقاد ومن هذا المسمى اطلقنا على
شاعرنا القدير )شاعرمتصنع( يتحدث بلا احساس ويغصب الخيال
ولايطرقه كثيرا ومن قصيدته تفوح رائحة التكلف
فمتى يعلم بعض شعرائنا الأفاضل ان القصيدة تعبير لايشبهه
تعبير آخر منبته الروح ورسم صورته في خيال خصب وظهوره الى
أرض الواقع كلام موزون مقفى يخاطب الاحساس والوجدان بكلام
العامة ويصل لهم من أقصر الطرق توجده موهبة حقيقية نماها
صاحبها بغزو الخيال الخصب والصور الجميلة وبلورها في درة
مناسبة للحال وتحترم عقول الناس وطعّمها بكل جميل






http://www.alamalyawm.com/products/1167/21.pdf

 

التوقيع


الا يالله يا مبعد الضيق والهم
عن كل مسلم بين كل العبادي

تفرج هموم ٍداخل الصدر ترتم
والصبر منك يا عظيم الغوادي

فرج البلاز غير متصل   رد مع اقتباس