اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سليمان عباس
ا. عامر محمد
بإنتظار هطولك العذب
-اترك لك مساحه لتحدثنا عن ذكريات الماضي وتسليط الضوء على بعض التفاصيل الصغيرة وتصويرها لنا بابداعك ولك كامل الحريه
اختصارا او اسهابا
- استاذي اختر لنا قصيدة من أبعاد الشعر الفصيح
وحدثنا عن سبب اختيارك لها متحدثا عن مكامن قوتها وما ابهرك فيها
ان وجد.
|
طال الفاصل .... 
اهلا بك اخ سليمان عباس مجددا
اما عن ذكريات الماضى فهي كثيرة لرجل اقترب من عقده الخامس الا قليلا.. ذكريات ابن القرية الجنوبية الخضراء التى لا تعرف الكهرباء والمواصلات بيوتها من الحجر اهل زراعة وغنم انتقل منها الى المدينة وهاله منظر الصحراء في اول مشهد يراه لها وكان تعبيره البكاء فقد خيل له موت الحياة فيها وانقراض كائناتها ودموعه تنعاها ذاك الفتى لم يعرف الا الاراضى الزراعية والجبال المخضره مع المطر هذه الصورة الاولى فى الذاكرة والثانية دهشته عندما رأى البحر و كأن اكتشافات البحر والصحراء أعطته نوافذ جديدة للتأمل والمعرفة ولم تنتهى تساؤلاته عن الصحاري واحوالها وعن البحار وأهوالها مكتشف لحيواناتها وطبيعتها … ثم أقبل ذاك القروي على مطالعة الكتب في حياة تشبه تربية الفقهاء قديما من دراسة القرآن والعقيدة في وقت لا تلفاز فيه ولا هواتف متاحة للأسرة كعامة الأسر المتوسطة في القرن الماضي .. أصبح الفتى مدمن للقراءة فهي مفتاح المعرفة وكان كثير السؤال لاعتقاده الجازم ان السؤال مفتاح العلم كبر الفتى ودرس وعمل في إحدى الجامعات وتعرف على مفكرين واساتذة وكان يعجبه قول انيشتاين ( اذا اردت ان تصبح ذكي فاحط نفسك بالاذكياء ) ومرت الايام واصبح مدير ادارة وابتعث الى الجامعة في القاهرة والى الجامعة الأمريكية وفي قاهرة المعز اكتسب مهارات كثيرة واطلع على بيئة ثقافية مغايرة للمألوف لديه وكلل عشقه للموسيقى بدراستها دون ملل ، ثم عاد وتزوج وكانت زوجته تقول ان لها شركاء فيه وهم الكتب والعود ورزق بطفلتين لكن زواجه لم يستمر طويل لاختلاف الثقافة والفكر ووصل الى نتيحة انه يفضل العيش وحيدا مع الكتب والموسيقى فهى لا تعرف الغش والخداع كالانسان وبقي له سنوات قليلة للتقاعد عن العمل ويظن ان كان في العمر فسحة ان يبدأ التأليف الكتابي والموسيقي بعد الانتهاء من واجبه المهني ويتفرغ لترجمة مكتسبات تلك الهوايات ..والحديث ذو شجون واكتفي بهذا القدر لان الإنسان حين يتحدث عن نفسها ويطلق لها العنان ربما اصابته النرجسية من حيث لا يشعر .
أما عن اختيار قصيدة في منتدى الفصيح والتعليق عليها فالامر صعب لان الشعراء كثر هناك وكل واحد منهم له جماليات وشخصية شعرية خاصة به تميزه مثل البصمة فيعجبني كثر منهم على سبيل المثال الاستاذ عبدالاله وحمد الدوسري صلاح الغول وإيمان طهماز .. والاخيرة لها قصيدة حفظتها لجمالها ولو تحدثت عن الصور الجمالية فيها لطال المقال واخشى ان يصاب القارئ بالملل لكثرة الكلام وسوف افرد لها موضوع خاص ان شاء الله ولعلى في يوم ما اعبر عن معناها بالنغم وهي جزلة بالمعاني مفعمة بالروح وهي قصيدة
ايها القدر
أنا يا أيّها القدرُ
شراعٌ فيكَ منكسرُ
على ساحاتكَ الهيجاء
تلك الروح تحتضرُ
هنا قلبي له جسدٌ
يئن وليس لي أثرُ
وفي كفيكَ لي أنثى
تموتُ و أنتَ تزدهرُ
وفوقَ الموتِ أحلامي
وفي كفيّكَ لي قمرُ
أفتشُ عنّي في بعضي
وبعض الكلّ ينشطر
فأشلائي تمزقني
و لي كلٍّ سينفجرُ
أناديني فيرجِع بي
أنينُ الناي يستترُ
أنا رجعُ الصدى وأنا
لبوحِ أنينه الوترُ
أنا وَهمٌ له كفّان
يكتبُ فيهما السَّفرُ
ورحلةُ أحرفٍ عبَرتْ
على الأجداثِ تستعرُ
تهاوى الأمسُ في يومي
وماتَ السعدُ و الكدرُ
أنا عرجون قافيةٍ
أموتُ ويزهرُ الثمرُ
ألستَ الأمسَ ؟ أنتَ اليومُ
أنتُ الدهرُ ياقدرُ
وأنتَ الآيةُ الكبرى
لمن بالأمسِ يعتبرُ
أنا من بعضِ ذاكَ الظلِّ
ترسمني و تفتخرُ
وتكتبُني وتمحوني
و تأمرني فأأتمرُ
على سجّادك المملوء
من دمعي سأعتذرُ
فإنّي الضَّعفُ إنّي الوهنُ
أفقدُني و أنتظرُ
وإنّي الآيةُ الصمّاء
صلّى عندها السَحَرُ
سرابٌ كنتُ أم صفةً
سواءٌ عنديَ الخبرُ
فهل في اللّوحة الكبرى
لهذا الكون مدّكِرُ
ألسنا في يدِّ الأيامِ
أقلاماً و تنكسرُ
غبارُ اللونِ في وجهِ
الوجودِ و نحنُ نبتكرُ
ومن أزلٍ مصوّرة
بنا الألوانٌ و العِبَرُ
ملأناها دفاترنا
فدوّى فوقها الحَذرُ
فلم ننجو بفعلتِنا
ولم يتغيّر القدرُ
ولم تتمزّق اللّوحات
تكراراً بها الصورُ
غداً إن جاءَ ذاكَ الدهرُ
يحملُنا و من غبروا
لينشرُ صُحْفَه صوراً
ووجهِ الكونِ ينتشرُ
على أزلٍ ومن أزلِ
الوجودِ تراهُ ينحدرُ
فهذا اليوم ظِلُّ الأمسِ
في الآزالِ يدثرُ
إذا ما الدهرُ كرّرنا
كمن في الأمسِ قد عبَروا
ستطوينا دفاترهُ
وتطويهم كما ظهروا
ليوم ِالحشرِ والإسفارِ
يوم الفصلِ ننحدرُ