منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - إعـلان هـام: سـأكـتـب بالـلـغـة الانـجـلـيـزيـة
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-02-2009, 04:25 PM   #4
هيثم البوسعيدي
( كاتب وقاص )

افتراضي


أهلا نورا

اهلا ماجد

وشكرا جزيلا على تعليقاتكم الرائعة والجميلة حول موضوعي المتواضع والذي قد فهمه البعض بصورة خاطئة وما يلي هو

ردي الكامل على تعليقاتكم اللطيفة :

صحيح أن جزء يسير مما أكتبه آتي كردة فعل لما هو حادث في عالم الأحداث اليومية التي أعيشها بكل دقائقها، لكن ما كتبته في مقال " إعلان هام سأكتب باللغة بالانجليزية " قد فسره البعض بطريقة خاطئة لان ما خطته يدي في هذا المقال هو عبارة عن رؤية جديدة لممارسة الثقافة والأدب بحيث لا أرى بإمكان المفكر الواعي أن يحصر تجربته في ثقافة ضيقة تمتد عبر بقعة جغرافية محددة، وبما أن أحد أهدافي من وراء هذا الفعل الكتابي أكبر من أن تحتويه ثقافة تقليدية غير واعية وغير قادرة على معايشة العصر والتماشي مع حركة الحضارة ومسارات العلم ونتاج الأدب في عالم اليوم، بحيث تكبل المبدع بأشكال متعددة من القيود وتجعله يدور في حلقة مفرغة حول نفسه.

فلماذا لا اكتب بلغة أخرى هي في حد ذاتها وسيلة اتصال وطريقة جيدة لإيصال افكار إنسانية بحتة نابعة من إيماني أن هموم الإنسان واحدة وأن المشتركات كثيرة بين بني البشر وأن معاناة الإنسان واحدة، كما أن الإنسان العربي وخصوصا المثقف بحاجة لنقل همومه خارج أسوار العالم العربي وبحاجة ماسة لمساحة أوسع لأفكار يتم التضيق عليها من كل جهة في أوطاننا وبين مجتمعاتنا..لعله يجد من يعتني بإعماله الإبداعية بشكل أكبر، وهذا ليس معناه إهمال اللغة الأم اللغة العربية.

وبما أن هدفي الكبير هو النهوض بالإنسان والسعي إلى التغيير والإصلاح الذي يشمل حياة الفرد والجماعة، فلماذا لا تنطلق حروفي بسلالة لتكتب بلغة العالم من شرقه وغربه؟ لماذا

ليس هذا معناه ترك الكتابة باللغة العربية فهذا من سابع المستحيلات حسب وجهة نظري ولأنها في المقام الأول مجرد رغبة وحلم يداعب قلبي بين فترة وأخرى فتحقيق الرغبة وتبليغ الرسالة يتطلب جهد مضاعف للكتابة بلغة أخرى لاجل اكتساب نسبة جيدة من القراء والمتابعين والمثقفين، ولا أنكر أن المقال احتوى جرعة زائدة من الألم والإحساس بتكاسل وخمول المشهد الثقافي العربي عن احتواء بعض التجارب الإبداعية العربية لبعض المبدعين هنا وهناك وتفعليها من أجل رؤية نتائجها على أرض الواقع بدل أن تحصر بين جدران العقل وأسوار القلب.

ولان ذلك حق من حقوقي لأنني لا أرى نفسي كاتبا عبثيا كالبقية إنما صاحب رؤى وأهداف حديثة من خلال ممارسة الكتابة، لذا أطمح دائما لمشاهدة أفكاري ونقاطي الحية تترعرع عبر أراضي خصبة لا أرضي ميتة وتعيش بين أناس مستعدين لمناقشة الأفكار وتحويلها مهما كانت الصعوبات لواقع وحقيقة، وأتألم لوجود قلوب وعقول من حجر.

وقد ذكرت في المقال أسباب عديدة وهي تعد بالأساس بعض لا كل الأسباب التي ستدفعني للغرق في كتابة الأدب بأكثر من لغة ومنها الطموح الذي لن يدس آمالي طويلا داخل الدائرة العربية التي ليس بوسعها التمدد والتوسع أنما هي سائرة فقط نحو الانكماش والتقلص.

والمقال يا عزيزتي نورا وعزيزي ماجد لم ولن يكون تعبيرا عن حالة من الخلاص والفكاك من ممارسة الثقافة عبر بوتقة اللغة العربية أبدا، وهذا ما لا أرجوا من الآخرين تفسيره على هذا النحو فأنا مدرك جيدا لحمل الكتابة بأكثر من لغة وهذا ليس بالامر الهين فليس المطلوب منك اتقان لغة فقط بل هي ممارسة جديدة للثقافة بشتى اشكالها وسط مجاميع بشرية هائلة ولكن اعتمادا على هذه الوسيلة الجميلة.

وقد كان المقال تعبيرا عن إصرار داخلي وتحدي مفعم بالآمال ودلالة قوية على استمرارية الكتابة والتصدي للمتجاهلين لأقول لهم : أن حروفي موجودة وسأسكب أفكاري بكل اللغات وأن قلمي باق للأبد وأن الفكر الحر المنتفتح سيبحث عن مخارج النور في ظلمة الواقع العربي، وهذا يدفعني للتأكيد رغم حرارة الكلمات وقسوة الجمل في المقال أن من يشاركني الهموم والأحلام بعالم عربي مثالي آخر موجودين في كل بقعة عربية على الرغم من قلة أعدادهم وضعف حيلهم.

وانطلاق صوتي الكتابي بلغة أخرى ليس هربا اوتخاذلا اوضعفا أو حتى تشتتا، أنما ستكون عملية منظمة وطريقة مترافقة مع الكتابة بلغة العرب، وهي أيضا بحث حثيث عن الانسان وحده الانسان الذي يشاركني نفس القضايا ونفس الهموم أينما كان الزمان او المكان.
وهذا يدفعني ككاتب أن اتخلى عن الانتماء لوطن محدد او امة محددة انما الانتماء لكل العالم ولك من في الارض لأصبح في النهاية كاتب لكل العالم ولكل شعوبه ولكل اوطانه ( لماذا لا احلم ولماذا تعيبون على مكسور الجناح أن يحلم انه مجرد حلم).


تحياتي الكبيرة لكم

 

هيثم البوسعيدي غير متصل   رد مع اقتباس