-
دلفت للقطار مسرعة !
انحنت لتلتقط أنفاسها بعد أن كاد القطار أن يطوفها
رفعت عيناها لتقع بعينِ طفل . .
أحست بالألفه واقتربت منه ، تلاعبه وتتحدثُ إليه وبينما هي تخرج له الشوكولا من حقيبةِ ظهرها
سمعت صوتاً يقول :
ألم أخبركَ أن لا تتحرك ! ألا تخاف ان يختطفكَ أحدهم وبينما وهو يكمل توبيخه ! كانت
دقات قلبها تخونها ..
رفعت عيناها ببطئ !
لتتوقف عقارب الساعة
يكف هو عن توبيخ أبنه ، و لا تكفِ دقاتُ قلبها
تعلقت عينيه عليها : حبه الأول !
وتعلقت عيناها به : حبها الوحيد
تكادُ تقسم ان لا صوت من حولهما كما ان كل شيء قد اختفى
ليأتيها صوت من خلفها تماماً :
ابعثكُ لتأتي بالطفل فتتأخر انت معه ! ألا تعلم ما حل بي من خوف
لـ تنكس رأسها قائلة : أعتذر ، هو خطأي ، انا من أستوقفت الطفل لأعطيه قطعة الشوكولاته هذه
لتمد يديها بالشوكولا فيلقطها الصغير شاكراً
بينما يهرب هو بعينيهِ عنها
وتهرب بعينها خوفاً من أن يرى دموعها !
وبينما يتوجهون هم عائدين إلى مقاعدهم كانت تتوجة إلى النافذة بخطى ثابته ، مخرجة هاتفها باحثه عن رسالة معينة
قبل أربع سنوات مازالت تقرأها إلى اليوم
نظرت لرسالته الأخيرة :
أنتظريني سأعود يوماً ، إياكِ ان تكوني لغيري و ولن ادع امرأة
تشارُككِ بي ماحييت .. أحبكِ
لـ ترمي الهاتف وتنزل عند أقربِ محطة
لاعنه حبها له .. غبائها ! وانتظارها
مردده بيت شعرٍ شعبي :
أثره مع غيري يشيد مبانيه !
وانا انتظر والصبر عدى حدوده