[عبدالله عليان]

إلى روح والدتي:
زرفة السطام الحريري العنزي

إلى مني ذكرت امّي .. ولو هي غابت من اعوام
احسّ الفقد جرحٍ توّ يبدا .. بالحشا نزفه

تهب الذكريات ويصبح الصبر الجميل حطام
ودمع الفقد .. يجري ما نوى طرفي على وقفه

عزيزٍ ما منع دمعِه لذكر امه .. ولا ينلام
يلومه من يظن رضاه بانسانيته ضعفه



رحيل الحيّ لحظة .. مير يبني بالزمان خيام
وْوَعْد الموت يبغت لاحضر ..كنه حضر صدفة

خذاها الموت منّا .. ما قوينا له قروم اكرام
هزمنا وَحدِه .. وْحنّا ذهاب اقوام مصطفة

عظيمة .. لجل هذا فقدها جاب الهموم عظام
وقايد بالجسد .. دمعٍ يموج وروح مرتجفة



عظيمة.. ذكرها فخرٍ لنا .. مير الحنين سهام
عذاب لمن تصيبه لا يطيب ولا لقى حتفه

احّن لقول : يمه .. واتوّحى صوتها البسام
هي اصدق من لقاني بالهلا .. وعيونها لهفة

يباريها سلام وريح جنة ذعذعت بانسام ..
دخون يعانق جلال الصلاة .. الثوب .. والغدفة



ثوانيها تسابيح وصلاةٍ خاشعة .. وصيام
مليكة .. عرشها حب الإله .. وتاجها العفة

فقدها غيرنا : عطف وأرامل حايرة وايتام
بكاها غيرنا : جودٍ .. تحار الناس في وصفه

تمد المال كنه لو يطوّل بالكفوف اسقام
وياخذه الفقير ويدرك انّ دواه في كفه




هي الأرحم .. ولو زاد المرض .. ماتشكي الآلام
وتحزن لا ذكرنا حزن احد .. لو ماهي تعرفه

دُعاها كان لي حصن احتمي به عن شقا الايام
وراحت وانهدم حصن الدُعا .. من ساسه لسقفه



بعيد النوم .. والليل ارتمى فوق البلاد ونام
وقبله صبح نصفه من عجاج ومن ظما نصفه

مدى .. صدره رحيب وشرفته تتعب بها الأقدام
بدون الأم .. لا صدره رحيب ولا حوى شرفة

هي الأم : اجمل الدنيا .. زمن تورق به الاحلام
وطن .. واطهر ملايكة السما تغفى على كتفه




رحمك الله .. يمه يا الفخر .. يا زرفه السطام
مقرك جنة الفردوس .. بامر الخالق ولطفه

فراقك ما يهّونه الزمن .. لو مّر مية عام
فراقك جرح .. مع زود السنين .. يزود في نزفه