[فهد سارح القرني]

و تبقى قناديل القدس مسرجة تهاجر من عيني إلى عيني كسرب من
السَّمك االأحمر ، تحترف الخلود فيَ كبللّور الحوانيت ، و قشر السنديان ، محشورة في صدري
قطعة أثرية أو كلوحة نائمة لبيكاسو .
فلسطين خطوة طفلة بريئة ، القدس فيها ثغرٌ باسمٌ ، على جبهتها تتزاحم [ البيانات العسكرية ]
و قصف المدفعية .
فزع مائرٌ في ماهيتها ، الناس يصدم بعضهم بعض كسيارات الملاهي ، يطاردون دخانًا كثيفًا غطى
الأجواء ، يوزن بالأطنان ، يحرك [ جغرافية الخرائط ] ، تتبعو الدخان إلى مصدره بلونه الأحمر ،
خالُوه أثرًا لحربٍ ، نزًا من غصب غصب ، لكن وجدوه ينبعث بعبث من ( غليون القيصر ) !!..
المعجزات في القدس تلمس باليدين ، القدس يعرف نفسه ، و الأراضين لم ، و لن تنسى أهلها ،
حتى و إن حدث منا التقصير ، و انكسرت من بين أيدينا صفوفًا من ( قوارير التعبير ) ، إن لم
نقدر بأيدينا سندعي على من يأنف الظل من أن يمشوا تحته ، و من تأنف الأرض أن يمشوا فوقها
من ( عابري سبيل ) ، تحولوا بعدها إلى ( قطاعي طرق ) ، و قصاصي أثر .
سندعي و الأرض لا تنسى جباه الساجدين ، و لا بكاء المتضرعين ، لمسعفين ينفضون الركام ، و
سندعي لمن تحته ، و لأرواح الآس ، و البيلسان ، التي انتزعتها النيران ، آه على من يرهفون
السمع حتى أثناء القصف لآيات تحقن أوردتهم بالكفاح ، و بإذن البارئ ، و لو بعد حين يعود رحيق
الأمل ، و تنبت الرياحين ، و يُفطم عدوان تربى بين أغصان الزيتون .

ياسر إبراهيم خليفة :
اسمك ياسر و سأطلق عليك إن سمحت لي ( الآسر ) ، تمتلك قلم قوي جدًا جدًا ، مبدع كالعادة .
تحيتي