منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - * أُريقُني في مِحبَرة *
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-12-2016, 01:29 AM   #1
رشا عرابي

( شاعرة وكاتبة )
نائب إشراف عام

افتراضي * أُريقُني في مِحبَرة *


أُريقُني في مِحبَرة ..
حِبراً / دَماً / دَمعاً لَستُ أدري !
أنزِفُني أبجِديّةً تُربِكُ ماءَ عيني، لعلّها تَهبني صُعداء الأنفاس من رَحمِ إختِناق

الصّمتُ يَجرحُ منّي الحُنجَرة، والصّوتُ سَطرٌ من نَزيفٍ مَكلوم الحَرف،
دائِرَةٌ هِيَ، تُمسِكُ بِـ تلابيبِ خَطوي
تَلفِظُني خارِجَ حُدودِها ظِلّاً يُجيدُ الإستِغاثَة
وتُبقيني جَسَداً مَسلوبَ الروح يَرمُقُ ظِلّ .. !
أدوووور وأدووور، وامتِدادُ الخَطوِ لا يُنهي الدوائِر

أُمارِسُ التكهّن بِـ لعلَّ وعسى، وأرفَعُ أكفَّ الرجاء تَلهَجُ بِـ الدّعاء
وأردّد بُغيّة السّكينة
" يااالله ، ياااالله "
ألفِظُهُ وَجعاً عَصيَّ البَراء، شاخَ منّي في بُؤرَةِ العُمر ولَم تَشِخْ بَعدُ سُنوني ..!

أُوكِلُني إلى مَثوايَ الأخير ولَم تَحِنْ بَعدُ مَراسِمُ الرّحيلِ الأحنّْ
تُرى ...
هل يَغسِلني ذاكَ القادِم، هل يَنفُضُ عَنّي دَرَنَ الوَجع..؟
أيُبْدِلُني اللّهاثَ بالسّكينة ..؟
أيزفّني للنّهايات دونَ احتِفاءٍ أخيرٍ بِـ ليلِ احتِضاري ..؟

طَواعيّة أمدُّ يَدي للظلّْ، ألمَسُ مَلامِحي كَيما أضيعَ منّي في دوّامةٍ جائِرة
أنزَعُني عُنوَةً مِن قَلبِ هاجسٍ ولو بُتِرَت مِن غَضبَةِ النّزعِ ساقاي !
أحمِلُني على نَواصي شُرود، ولا أُفيق إلّا وقَد نُثرَت أمنِياتي
وخَلّفَتْها سنابِلُ القَيظِ حَبّاً يَباس ..

أجمَعُني في حدودِ قَوسَينِ وأصغَر، مساحةٌ صَيّرتْني يوماً
بَتَرتْني عُمراً ..
وذَرَتْني في مَهبِّ السكون في بِضْعِ يَوم ..

لا عَزاءَ للصّمت ..
وفي مُحاولَةٍ مبتورة .. أنتَصِرُ لي
أُلَملِمُني في مِحبَرة ..
أُريقُني في قَلبِ يَراع
حِبراً / دَمعاً / دَماً
لستُ أدري .....!!


" صُعداءُ الآن "

 

التوقيع

بالشّعرِ أجدُلُ ماءَ عيني بـ البُكا
خيطٌ يَتوهُ، ولستُ أُدرِكُ أوّلَهْ!

في الشّعرِ أغسِلُني بِـ ماءٍ مالِحٍ
أقتاتُ حرفاً، ما سَمِعتُ تَوسُّلَهْ !!


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رشا عرابي غير متصل   رد مع اقتباس