لا أدري لماذا كل هذا الإصرار من أمي بأن أغير ثوبي بثوبٍ أسود كلون نهاري الذي فقدتُكَ فيه ..
أُحاولُ جاهدةً إقناعها بان أبقى بأثوابي التي علقت أصابعك بأطرافها ، ومرغت كفوفك بحريرها الطاغي كأنوثتي بين يديك ..
ولكنها تأبى بحجة الأعراف والتقاليد ..
أتأمل دولاب ملابسي ..
يكادُ يخلو من السواد إلا مختلطاً بعباءاتٍ تمت للعاداتِ بصلةٍ أيضاً ..
والكثير الكثير من البياض الغارق فيك والمتلبس بعطرك
لا خيار آخر ..
سأُوشِّح روحي بالسوادِ كعمري حين لا تُلونه بضحكاتك الرنانة كأجراس الأطيار لحظة شروق ..
ودون أن أشعر تمتدُ يدي لاحتضان ثوبك لتصطدم بــ "لا" لم أقوَ على صدها عن قلبي لتنغرس بداخله وتتركني أنزف دون دمٍ يُخبرك كم أنا نازفةٌ بدونك ..
ربما ستعلم الآن كم أفتقدُ للحياة ، وكيف حُرِمتُ منها بعدك ..
وكم أنا ميتةٌ
ميتة
ميتة !