هذا الصباح أتاني طفلي الصغير وارتمى في حضني وقال لي :
ماما ..
جدي يقول أنني لن أرى أبي بعد اليوم .. لماذا ؟
ألا يُعجبه منزلنا الجديد ؟ إن كان لا يعجبه فلا بأس .. سنعود للعيش في منزل جدي القديم !!!
إن كان لن يأتي فمن سيحكي لي كل مساء حكايات الأبطال الذين لا يخشون الظلام ؟
ومن سيشعل لي المصباح ضاحكاً حين أُجيبه : أبي .. أنا لا أخشى الظلام ولكني لا استطيع النوم دون أن أشاهد صورتك المعلقة على جدار غرفتي الجديدة ..
ماما .. بما أن أبي لن يستطيع القدوم لزيارتنا فلماذا لا نذهبُ نحنُ لزيارته ؟
تذكرت صديقتي التي ترملت منذُ سنوات وكلما تألم ابنها من شيء أو أغضبه أحد أخواله حمل ملابسه وصرها وأخبرها أنه سيذهب لأبيه لأنه لم ينهره يوماً أو يضربه كما يفعلون هم ..
ترى هل سيأتي يومٌ وتعاقبني على رحيل أبيك كابن صديقتي ؟!!!