منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - أدعياء الثقافة و إعياء الثقافة ... ( للتفاعل )
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-21-2008, 09:37 PM   #6
د. منال عبدالرحمن
( كاتبة )

الصورة الرمزية د. منال عبدالرحمن

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 459

د. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


ربّما علينا أن نسأل أنفسنا : من هو المثقّف ؟ و كيف يكون الواحد منّا مثقّفا ؟

مصطلح الثقافة , مصطلح واسعٌ بحدّ ذاته إذ لا معالم واضحة له , فالثقافة في اللغة هي الحذق و الفهم , و الثّقافة بمفهومها الخاص هي الخبرات و العلوم و الآداب الّتي يمتلكها الشخص و يترجمها بسلوكياته و تصرفاته , أما الثقافة بالمصطلح الغربي , و التي تظهر في كتابات عدد من علماء الاجتماع الّذين وضعوا تعريفا للثقافة أمثال" ليسنج " و " فيكو" و " فولتير" - متأثرين طبعاً بابن خلدون- , فهي قدرة الشّخص على التعامل مع المجتمع من حوله و فهمه لقوانينه و أعرافه و تقاليده و تماشيه مع السلوكيات الفردية و الجماعية من حوله .

اذن الثقافة لا تعني حالة الانسان العلمية الرفيعة المستوى فحسب , بل هي أيضا , قدرة الفرد على فهم الآخر و التعامل معه كوجود , و هي نتاج خبراتٍ كثيرة ليسَ اوّلها التّعلم و لا آخرها الأكاديمية ..

اذن لا يكفي ان يحفظ البعض مقولة لغوته و رواية لشكسبير و قصيدة للمتنبي ليكون مثقفا , فالثقافة أمر داخلي , شخصي يخصّ الذّهن ..

و من وجهة نظري أنّ الحوار هو السّلاح الوحيد القادر على كشف ثقافة الانسان العامة والخاصة و قدرته على تفهّم الآخر و الايمان بوجوده و بحتمية و ضرورة التواصل معه , إذ أنّه ليس وحيدا , بل هو جزءٌ لا يتجزأ من كلّ .


أرى أنه لا يمكننا تعميم الأمر الذي ذكرته - عن مدّعي الثقافة - , في حين لا شكّ طبعاً بامتلاء الصّحف و المنتديات بالغثّ و عديم الفائدة و الهرجِ المبنيّ على ثقافةٍ ضحلة تكاد لا تتجاوز حدود الأنا و المفاخرة .
و لكن رغمَ ذلك فإن القارئَ المتمكّن قادرٌ على كشفِ خلفيّاتِ المقالاتِ و النّصوص التي يقرأ , إذ أنّ كلّ ما يقرأه الانسان يضيف لثقافته و خبرته في الحياة , حتّى يصبح قادرا على اكتشاف مواضع الضّعف عند الكتّاب ..

و قد أجد هنا نفسي على مفترق طريقين , فهناك كاتبٌ يكتب ليتعلّم , و قد لا تكونُ ثقافتهُ عاليةً و خبراته كبيرة و لكنّه يكتبُ و يعلمُ انّه يتعلّم , هذا الكاتب يجب أن يقف الجميع معه , يعلّموه و يتعلّمون منه , فليس هناك أحدٌ مكتمل الثّقافة بكافّة أركانها , و العلم عمليّة مستمرّة باستمرار الحياة .

و في الطّريق الآخر تجد دنجوانا كتابياً , يكتبُ فيصطنعُ المعرفة و يحاورُ من على صخرةٍ و يتشبّثُ برأيهِ رافضاً كلّ سبلِ الحوار و التبادل الفكري مع الآخر , و أعتقد أن مثل هؤلاء لن يستمروا طويلا لا في الصحف و المجلات و لا في الملتقيات الأدبية الراقية .

:

الأستاذ حمد الرّحيمي :

شعاعٌ من نورٍ أنت , دائماً ما تفتحُ افقَ الحوار و تدعونا للتّحليق .

عُذرا للإطالة و شُكراً تليقُ بك .

 

التوقيع

و للحريّةِ الحمراءِ بابٌ
بكلِّ يدٍ مضرّجةٍ يُدَقُّ


التعديل الأخير تم بواسطة د. منال عبدالرحمن ; 07-21-2008 الساعة 09:44 PM.

د. منال عبدالرحمن غير متصل   رد مع اقتباس